الفيدرالية
كنت أكرّر في سنوات المعارضة أن الفيدرالية تنجب من رحم ديمقراطي، وهي التي تقنن الوصول، وطريقة الوصول إلى تحقيق الفيدرالية، والديمقراطية هي التي تصون الفيدرالية من أي عملية غدر؛ لذلك الفيدرالية اليوم أصبحت حقيقة في الدستور، ولأجل أن ينعم أبناء المحافظات بحقوقهم، وثرواتهم المشروعة، ولأجل أن يستمرئوا، ويستذوقوا طعم سيادتهم، ويأخذ أبناؤهم وبناتهم طريقهم إلى الحكم بأنفسهم على أبناء المحافظات أن يدخلوا في صناعة الفيدرالية، ثقافة ًوتثاقفاً مع الآخرين؛ لأجل أن نحقق إنجازاً فيدرالياً يناسب في خصوصياته خصوصيات شعبنا.
إخوتي الأعزاء.. كل إنجاز من الإنجازات تحفـّه مخاطر، وإنجاز الفيدرالية هو الآخر تحفه المخاطر، لا نريد مرة أخرى أن نناقش في أصل الفيدرالية مادامت حقيقة دستورية، ولكننا نقول: إن الذي يخشى على الفيدرالية من بعض المخاطر لابد أن يزيلها عن طريق الفيدرالية، مخاطر التقسيم، والاحتواء، والتفرقة، والتسيّد المناطقي.. كل هذه المخاطر، والمخاوف مشروعة، لكنها تدعونا للعمل من أجل عدم وقوعها، لا أن نلغي الفيدرالية؛ لأنها ثبتت دستورياً، وصوّت شعبنا عليها بالإيجاب.
من خلال اطلاعي على تجارب أمم العالم وشعوبه وجدت أن الفيدرالية عادة ما تـُمارَس، وتـُطبَّق في البلدان التي تتنوع فيها المجتمعات، والأمم التي تتسع فيها مكوناتها على خلفيات متنوعة، وتضعف فيها الثقة، هذه الأمم تتبنى مبدأ الفيدرالية، حتى أن كلمة (فيدرالية) في الأصل باللغة الإغريقية هي: كلمة (TRUST) بالإنكليزية، وتعني: الثقة، ومعنى ذلك، أنه عندما تكون هناك خلافات، أو انقسامات أو مشاكل، تفتقد معها الثقة، يعمد إلى مبدأ الفيدرالية؛ لذا، نحن مع الفيدرالية بالإطار الذي تحفظ فيه خصوصيات كل منطقة، وثروات كل منطقة، وسيادة كل منطقة، وأن لا تتضمن حالة انقسام، أو تجزئة، وأن لا تعني تدخلاً أجنبياً، مع العمل على رفع هذه المخاوف، لذا نحن مع الفيدرالية.
خلال كلمة ألقاها سيادته في البصرة
بتاريخ 2007/ 1 / 10
لمشاهدة الكلمة كاملة ، انقر على الرابط التالي:
http://www.al-jaffaary.net/index.php?id_book=1694&id=22&aa=video
التعليقات (0)