امريكا التي تتكلم الان بلسان ضبط النفس في كل تصريحاتها وتوجيهاتها وحتى تدخلاتها في سياسات الدول وعبر كل البوابات المغلقة منها والمفتوحة امريكا تنتصر لحق الشعوب العربية في ثورتها ضد حكامها الذين كانت تسندهم طيلة حكمهم الديكتاتوري وها هي الان بعد نجاح الثورة في تونس ومصر تتنكر لهم كما تنكرت لهم في تسريباتها لاسرارهم عبر بوابة ويكيليكس ...
امريكا تتمنى الحياة الكريمة للشعوب العربية في اطار مبادئ الديمقراطية امريكا توعد بمساعدة الشعوب العربية على ترتيب بيتهم ومستعدة لمساعدتهم في كل ما يتطلب لذلك...
امريكا تكن كل الحب للشعوب العربية وتطلعهم للحرية...
امريكا ........................ امريكا ......................... امريكا ........................ امريكا ....فداءا لكل الشعوب العربية في ثوراتهم لكن ضد زعماءهم فقط ....
امريكا تدعم كل الوطن العربي في اطار عملية التغيير التي تتم هذه الايام وتتمنى كل الخير لشعوبه وتبارك لهم انتصاراتهم على زعماءهم هي مع كل الشعوب العربية الا شعب واحد لا يجب ان تقف معه لانها لم ولن تستطيع ......
امريكا لا تقف مع الشعب الفلسطيني لانه لا زعيم له بعد رحيل ياسر عرفات ولان الشعب الفلسطيني لم يثور على زعيمه الذي كشفته تسريبات الجزيرة لكنه ثائرا على عطرسة الكيان الصهيوني الذي لن تقبل به امريكا التي تتركك ان تثور على كل شيئ حتى عليها هي شخصيا الا كيانها الذي تنصبه في قلب وطننا العربي وتدافع عنه في كل المجالات وفي كل الاوقات...

امريكا التي تصطف في كل مواقع الانتصار للشعوب لاتقبل بهذا الامر للشعب الفلسطيني في مسيرته التي يسعى من وراءها إلى الحرية والاستقلال والعيش بحرية وكرامة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الذي يراد له ان يكون كيانا اسرائيليا صرفا بعد عمليات الاستيطان المستمرة والمتوالية تمهيدا لتغيير شكل القدس وتهويدها بطريقة غريبة بتواطئ امريكي اسرائيلي حميم يسرق الحق الفلسطيني بكل طرق السرقة في غياب كل الشهود والانظار المتجهة الان صوب ثورات العرب على زعمائهم
وخلف هذه الاحداث يسرق الحق الفلسطيني مرة اخرى عبر بوابة مجلس الامن باستعمال حق الفيتو الامريكي اللئيم والذي تصرح بعده سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة بمجلس الأمن ان موقف بلادها المعارض للمشروع جاء لقناعتها بأن إعتماده من شأنه أن يعزز التصلب الذي تواجهه جهود إعادة إستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وطالبت المجتمع الدولي بعدم إساءة فهم هذا الموقف الأمريكي المعارض لمشروع القرار العربي.وأكدت أن بلادها تعارض بقوة أنشطة الاستيطان التي تمارسها إسرائيل بشكل غير مشروع في الأراضي الفلسطينية منذ أربعة عقود متواصلة بإعتبارها إنتهاكا لإلتزامات إسرائيل وتهدد مستقبل السلام في المنطقة.وتعهدت بأن تواصل بلادها إلتزامها بتحقيق حل الدولتين فلسطين المتواصلة المستقلة والديمقراطية والقابلة للتعايش وإسرائيل الآمنة واللتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام بالمنطقة.
التصريح الامريكي الاستهلاكي و المبهم والسارق لحق الشعب الفلسطيني في اقمة دولته المستقلة يكون بطبيعة الحال امام الصحافة العالمية بعد ان ترفع اليد عبر هذا الفيتو للكيان الاسرائيلي للاستمرار في هذا الاستيطان ويوم ان تعود المفاوضات التي يبدعون في القول بالعودة اليها لن يجد الفلسطيني شبرا واحد يفاوض عليه سوى سراب امريكا ووعودها اتي لا تنتهي وفيتوهاتها التي لا تنتهي ايضا....

امريكا تحب الشعب العربي في ثورته ضد زعماءه ومطالبته للحرية وتتنكر في ذلك للشعب الفلسطيني لانه لم يقبل سحب مشروع ادانة الاستيطان الاسرائيلي وقرر تمريره لمجلس الامن فكان ماله الفشل برفع يد الفيتو ويستمر الاستيطان وتستمر امريكا في طغيانها وجبروتها وحبها ايضا فهي تكاد تحب الاسرائيلين اكثر من شعبها فما بالك بالشعب العربي الغلبان..........

عبد الباقي فكايري الجزائر