الفوتوغرافيـا المغربيـة تجسيـد للذاكـرة الفرديـة والجماعيـة
عبـد الفتـاح الفاتحـي
افتتـح المعـرض الوطنـي للفـن الفوتوغـرافي فـي دورتـه الثالثـة عشـر، الذي تقيـمه وزارة الثقافـة والجمعيـة المغربيـة للفـن الفوتـوغرافي بأروقـة: باب الكبيـر -الأوداية-، محمـد الفاسـي والنادرة بالرباط.
وتتميـز هـذه الدورة بتنظيـم ثلاثـة معـارض أحـدهـم خاص بالفوتوغرافييـن مـن مدينـة نيـم الفرنسيـة، والثانـي للعارضيـن المغاربـة، بينمـا خـصص الثالـث لهـواة الفـن الفوتوغرافـي مـن قريـة سيـدي عبـد السـلام (ناحيـة افـران).
واعتبـر جعفـر عاقـل رئيـس الجمعيـة المغربيـة للفـن الفوتوغرافـي فـي تصريـح صحفـي أن هـذه الدورة تتـم وفـق منظـور شمولـي يجسـده تتنـوع حساسيات العارضيـن الذيـن تختلـف ثقافاتهـم وتتعـدد آفاقهـم. مبـرزا أن الصـور الفوتوغرافيـة لهـذه الدورة تتميـز بعفويـة وكثافـة وجـرأة تمثـلات الفوتوغـرافي المغربـي للأحـداث التاريخيـة المعاصـرة، بحيـث تـروم مساءلـة الذاكـرة الفرديـة والجماعيـة ورسـم حـدود للتحـولات الاجتماعيـة والثقافيـة فيمـا بيـن الماضـي والحاضـر.
وأضاف أن الفوتوغرافيـا أداة لاستحضـار الماضـي، مـن خـلال التوظيـف الفنـي والرمـزي والدلالـي للفوتوغرافيـات المعروضـة مـن خـلال حفـر ونـبش الصـور في نتـوءات الأشيـاء والأمكنـة والأجسـاد، مسجلـة ذلك بكثافـة رمزيـة.
وينشـد المعرض عبـر الفـن الفوتوغـرافي تعميـق الرابـط بيـن الصورة والذاكـرة لقـدرتـه علـى الإبحـار فـي أعالـي الذاكـرة حيـث يتحـول الفوتوغـرافي إلى منتـج لمذكـرات فرديـة وجماعيـة. فالفوتوغـرافيـا اليـوم بات مدخـلا لقـراءة التاريـخ بـل هـي التاريـخ، ولعـل ذاك ما جعـل رولان بارت يقـول: "مـع الفوتوغرافيـا ندخـل فـي المـوت المسطـح".
وهـو ما جعـل المنظميـن يطلقـون علـى هـذه الدورة اسـم "ذاكـرات" حتـى تعكـس دلالتهـا قـدرة الفـن الفوتوغـرافي المزاوجـة بيـن التعبيـري والتوثيقـي والفكـري بأشكـال مختلفـة وأبعـاد متعـددة.
التعليقات (0)