الفهم المعدوم
أصبح الجلوس أمام جهاز التلفزيون مثيراً للتعجب بدلاً من التسلية والمعرفة أمس شاهدت على الشاشة الصغيرة ثلاث مشاهد عابرة تدل على واقع الحال ،
على قناة لا اتذكر بالقطع ماهى طالعت احتفال حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بذكرى تأسيسها الثالثة والعشرون واستمعت ورايت الثائر اسماعيل هنية يصرخ ويصرخ ويصرخ لن نعترف باسرائيل لن نعترف باسرائيل لن نعترف باسرائيل ، ونحن باقون حتى تحرير كامل تراب الوطن، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس،" مجدداً رفضه لأوسلو وشاجباً ما يقوم به فريق المفاوضين الذين أطلق عليهم فريق أوسلو" فى الوقت الذى تزامن فيه ذلك مع أزيز طائرات F16 الاسرائيلية التى تجوب سماء الاحتفال على أرتفاع منخفض مشاركة منها فى العرض ،
لن يعترف باسرائيل وطائراتها التى تعربد فوق راسه تصول وتجول وتستعرض مهارات طياريها ، مشاركة باعمدة الدخان فى الاحتفال ،
وكان بالقطع بإمكانها أن تطلق عليه صاروخاً يسكته أبد الدهر غير أنها تدرك أنه ليس ذو قيمة ، وهو فى الاخير مشاركاً فى مخطط تجميد الحل النهائى لأكثر من اربع سنوات إلى الان ،
لن يعترف باسرائيل التى تمده بالكهرباء المغذية لسرادق الاحتفال ومنصة الخطابة وتصرف رواتبه طبقاً لأتفاقية أوسلو طبعا بخلاف ما يحصل عليه من إيران والدول الصديقة ،
لن يعترف بأوسلو التى جاء إلى سدنة الحكم من خلال انتخابات نصت عليها اتفاقيات أوسلو ويستمد منها شرعية وجوده إذ أن كادر التدريس فى المدارس على حد علمى آخر درجاته النظارة أو تولى الادارة ،
انتهى المشهد الأول
الرئيس حسنى مبارك يشيد بأستعدادات الحزب الوطنى وكوادره للانتخابات التى حصد فيها مقاعد المجلس ويصف ما حدث فى بعض الدوائر بأنها تجاوزت غير مؤثرة ، فى خطاب للهيئة البرلمانية للحزب الحاكم ، يعقب ذلك حلقة يشارك فيها الدكتور جهاد عوده وشخص أخر من كوادر الحزب يصف كلاهما أداء المعارضه بالاداء السيى وأن تعللها بالتزوير منطقى أزاء الاكتساح الجماهير ،
بينما تستمر دوائر المحكمة الادارية العليا فى نظر الشق الموضوعى لعدد 184 حكم صدر قبل اجراء الانتخابات بوقفها وهى أحكام واجبة النفاذ بالمسودة وأُعلنت قبل أجراء الانتخابات وتخص ما يربو على 36% من مقاعد المجلس المنتخب أى أن هناك بطلان مبدئى لأكثر من ثلث المجلس يسبق انتخابه وليس بعد ذلك الانتخاب الأمر الذى يفترض معه يقينا بطلان المجلس ،
لا عجب فى كلام سيادة الرئيس ولا معاونه لأن الحزب الوطنى بالفعل استعد أستعداداً جيداً لهذه الانتخابات ولكن ليس بتحضير الكوادر القادرة على هذا الاكتساح الجماهيرى وأنما بالغاء الاشراف القضائى الكامل وعودة الاشراف الادارى وانعدام رقابة القضاء على صناديق الاقتراع والاكتفاء برقابة هزيله للجنة مقرها شقة مفروشة فى مصر الجديدة ،
وضمن الاستعداد ايضاً إهدار احكام القضاء الواجبة النفاذ وعدم احترامها بل تصريح قادى الحزب بأن هذه الاحكام لن تنفذ ، ( تخيل اليقين والجبروت لن تنفذ) وستجرى الانتخابات فى موعدها (صفوت الشريف يوم 28 نوفمبر عشية بدء العملية الانتخابية والدكتور مفيد شهاب فى نفس التوقيت على مرأى ومسمع من مصر والعالم).
انتهى المشهد الثانى
تخلل المشهدين استراحة أعلانات قصيرة ، تمايلات فيه ثلاث راقصات عاريات الصدور والسيقان فى أعلان لفيلم جديد من أفلام السبكى فيلم تتغنى فيه كل منهن بأغنية تقول " الهجص فى الدنص والشبكة مليانة قنص "
أخيراً فهمت وأدركت ، يقصدن ما سبق الاعلان من مشاهد بالتأكيد ولكن فهمى كان بطيىء للغاية ،
لا استطيع أن اقول أن المشاهد أنتهت بعد ،
مع أطيب تحياتى
على اسم مصر من تانى
على اسم مصر قصيدة من اعمال الفنان صلاح جاهين يرحمه الله بينى وبينها عشق كبير لأنها كلما اظلمت الدنيا تضىء لى الطريق وكلما عجزت عن الفهم تشرح لى إلى اين نمضى ، أخترت منها هذا الجزء الجميل المعبر :
على اسم مصر
النخل في العالي والنيل ماشي طوالي
معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي
يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد
زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد
وزي باقي العبيد باجري على عيالي
باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي
محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد
وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد
لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد
على اسم مصر
مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج
زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
اسمعها مهموسة والا اسمعها مشخوطه
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة
على اسم مصر
وترن من تاني نفس النبرة في وداني
ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أوح يحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
انا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد اقوله لحد
القمح ليه إسمه قمح اليوم وأمس وغد
ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد
على اسم مصر
التعليقات (0)