مواضيع اليوم

الفهم السليم لحديث النبى ( لعن الله اليهود والنصارى أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )

حسن العجوز العجوز

2012-03-03 04:52:49

0

 

 



حكم الصلاة فى مسجد فيه ضريح 

ما هو حكم الصلاة بمسجد به ضريح وإن كان الضريح خلف المصلين ولكن في نفس المكان من المسجد؟ 


الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ..

فيا أيها الأخ السائل: هداك الله لما يحبه ويرضاه، واعلم أنه تجوز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة، بشرط أن لا يسجد المصلي عليها؛ أو يستقبلها ويعظمها كتعظيم غير المسلمين.


والدليل على جواز الصلاة بالقيود التي ذكرناها: حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً"، رواه الطبراني والبزار وقال الهيثمي: ورجاله ثقات، ومعلوم أن مسجد الخيف صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

ويؤكد الجواز وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه في مسجده، والعلماء والمسلمون عموماً يصلون فيه على مر العصور بلا نكير.

وأما حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا التي روت عن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لعن من الأمم السابقة أقواماً "اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، فالمراد سجودهم عليها، واستقبالها تعظيما فاسدا لها ولذلك قال العلامة البيضاوي رحمه الله: ( لما كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيما لها نهى أمته عن مثل فعلهم، أما من اتخذ مسجداً بجوار صالح أو صلى في مقبرته استظهاراً بروحه أو وصول أثر من عبادته إليه لا لتعظيمه فلا حرج)،

وبون شاسع بين اتخاذ القبر مسجد أى محلا للسجود وبين البناء ويؤيد ذلك قوله صل الله عليه وسلم فى حديث آخر ( جعلت لى الأرض مسجدا ..... ) أى أن الله أحل له الأرض للسجود عليها فمن هذا الحديث يتبين معنى اتخاذ القبر مسجد أى مكان يسجد عليه وليس  بناء المساجد على القبور

وقد أدخل قبر المصطفى صل الله عليه وسجد إلى داخل المسجد النبوى فى وجود جمع غفير من الصحابة والتابعين وأرتضت الأمة ذلك وقبلته ولو كان معنى الحديث هو بناء المساجد على القبور ما رضى الصحابة ولا السلف الصالح بدخول قبر المصطفى صل الله عليه وسلم وصاحبية داخل المسجد النبوى /

وقد كانت السيدة عائشة تصلى وقبر النبى صل الله عليه وسلم فى غرفتها ونعلم جميعا ضيق غرف أمهات المؤمنين وأيضا كانت تصلى بعد وفاة الصديق وكذلك الفاروق وورد أنها بعد دفن الفاروق 


 

 

فى صحيح الإمام مسلم أن سيدنا أبا هريرة كان يحدث ويقول (( اسمعى ياربة الحجرة إسمعى ياربة الحجرة والسيدة عائشة تصلى ، فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا ، إنما كان النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه))
قصة صلاة أمنا الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة ومناداة الصحابي الجليل أبى هريرة لها رواها الإمام البخاري (3/1307) والإمام مسلم (4/2298) واللفظ هنا له وابو داود (3/320 برقم 3654) وأبو يعلى (8/136)
قال أمير المؤمنين فى الحديث شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر فى فتح الباري (6/578) تعليقا على رواية الإمام البخاري سبحتي بمعنى صلاتي – كما نقول سبحة الضحى أي صلاة الضحى – أنظر إلى صلاة السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها فى بيتها سبحة الضحى فى مصنف ابن أبى شيبة (2/175)

 

هل صلاة السيدة عائشة رضي الله عنها باطلة وكانت تفعل شرك لانها كانت تصلي في حجرتها حيث جسد سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم والصديق والفاروق ايضاً رضي الله عنهم؟

حاشاها أن تكون كذلك ويكفي هذا الدليل في الرد  على من يكفرون من يصلي في المسجد الذي فيه ضريح

 

 أخرج الشيخان من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: ) لعن اللهُ اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد(

قال الإمام البيضاوي رحمه الله تعالى
(( لما كانت اليهود والنّصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماً لشأنهم ، ويجعلونها قِبلَةً يتوجّهونَ في الصّلاة نحوه ، واتّخذُوها أوثاناً لعنهم الله النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم ، ومنع المسلمين عن مثل ذلك )).

قال العلاّمة الطِّيبي في (شرح المشكاة) 2/235:
(( لمّا كان اليهود والنّصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماً لشأنهم ، ويجعلونها قبلة ، ويتوجّهون في الصّلاة نحوها ، فاتّخذوها أوثاناً ، لعنهم ، ومنع المسلمين عن مثل ذلك ، ونهاهم عنه . أمّا مَن اتّخذ مسجداً في جوار صالح ، أو صلّى في مقبرته ، وقصد به الاستظهار بروحه ، أو وصول أثرٍ مِن آثار عبادته إليه ، لا لتعظيم له والتّوجّه نحوه ، فلا حرج عليه)). انتهى

قال العلامة التُّوربُشْتي في (المرعاة شرح المشكاة) 2/419:
(( هذا الحديث مُخرج على وجهين
أحدهما: أنّهم كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لهم وقصد العبادة في ذلك .
وثانيهما: أنّهم كانوا يتحرّون الصّلاة في مدافن الأنبياء ، والتّوجُّه إلى قبورهم في حالة الصّلاة والعبادة نظراً منهم أنّ ذلك الصنيع أعظم وقعاً عند الله )).

وقال العلاّمة المُلاّ علي القاري رحمه الله تعالى في (شرح المشكاة) 1/470:
(( "والمتخذين عليها المساجدوقَـيدُ ( عليها ) يُفيد أنَّ اتّخاذ المساجد بجانبها - أي حولها يُحيط بها - لا بأس به ،ويدل عليه قوله عليه السّلام: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " )). انتهى

قال الإمام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في (التّمهيد) 6/383:
(( في هذا الحديث إباحة الدّعاء على أهل الكُفر ، وتحريم السّجود ( على ) قبور الأنبياء ، وفي معنى هذا أنّه لا يحل السّجود لغير الله عزّ وجل ، ويحتمل الحديث أنْ لا تُجعل قبور الأنبياء قِبلة يُصلّى ( إليها ) . ثم قال ابن عبد البروقد زعـــم قــوم أنّ في هذا الحديث ما يدل على كراهيّة الصّلاة في المقبرة وإلى المقبرة ، وليـــس في ذلك حُجة )).انتهى

وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى أيضاً في نفس المرجع5/45: 
(( وقد احتجّ بعضُ مَن لا يَرى الصّلاة في المقبرة بهذا الحديث ، ولا حُجّة له فيه )).

وبعد الّذي تقدّم نعلم أنّ ليس معنى ( اتّخاذ القبور مساجد هو (( بناء )) مساجد حول قبر أو ادخال قبر في مسجد .فالمساجد المعروفة للعبادة لم تكن تُطلق على معابد اليهود والنّصارى ، ولم يبنوا اليهود والنّصارى مساجد . وإنّما المقصود في الحديث هو السّجود على القبور أو لها ، فكما قال الشيخ محمود سعيد المبحث في (عين) القبر ، فالبناء حوله أو جعله في المسجد ، لا محظور فيه .

 

 

 

 والله أعلم.


  






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات