يعتقد فنانون وفنانات أن بعض الممثلات المحجّبات يتسبّبن في صعوبات لهم أثناء تأدية الشخصيات المناطة بهم أمامهن، فمنهن من لا يسمحن للممثل بأن يمسك أيديهن مهما كان دوره سواء أكان إبنًا أو أخًا أو زوجًا، وتضع بينها وبينه مسافة، فضلاً عن عدم استخدام الكلمات الرومانسية التي يمكن أن تقال ما يجعل المخرجين يبحثون عن حلول معيّنة لتفادي الإحراجات خصوصًا أن عدد الممثلات العراقيات قليل جدًا ولا يمكن إلّا الإستعانة بالموجود.
ومن هنا نطرح التساؤل التالي، هل الفنانة المحجّبة مهيأة لتمثيل كل الأدوار التي تسند إليها؟ وجاءت الأجوبة مختلفة ما بين القطع بأن التمثيل فيه تحرّر كبير وعلى الممثلة أن تكون متحرّرة مثله وأن الحجاب لا يشكّل عائقًا، فيما رأى البعض الآخر أن على الممثلة التي تجد نفسها مقدّسة أكثر من التمثيل أن تذهب إلى بيتها وتجلس فيه.
ساهرة عويد
بداية أكّدت الفنانة ساهرة عويد (محجّبة) أن الحجاب لا يمنعها من أداء دور ولا تضع أي حاجز، وقالت: "الممثلة المحجّبة ستحدّد بأدوار قطعًا حسب قناعة المخرج واختياره لها، احيانًا الممثلة المحجّبة الكبيرة في العمر تمشي معها أدوار الأم حتى لو كانت أدوارًا خارجة عن المألوف مثل الأم الوقحة أو المتسلطة، فالحجاب لن يؤثر على عملها.
لكن الممثلة المحجّبة الشابة ستحدّد حسب قناعة المخرج، لكنّ هناك أدواراً يجب أن تكون بها الممثلة غير محجّبة، وهذا يعود إلى المخرج الذي يمكن أن يمنحها الدور فتمثله محجّبة.
ولكن عمومًا الحجاب لا يمنعني من أن أؤدي دورًا خارج تقاليد الحجاب، مثل إمرأة ذات أخلاق سيئة، ولكن أرجو من المشاهد ألا يعتقد أن الحجاب أوصلها الى هذه الحالة، واعتقد أنها ستقع في اشكالات هنا، المحجّبة مهما يكن ستكون لديها خطوط حمراء في اختيار الشخصية، والمخرج ستكون لديه خطوط حمراء في اختيارها".
وأضافت: "صحيح أن هناك بعض الممثلات المحجّبات حين يؤدين دور الأم لا يسمحن للممثل الذي يقدّم دور الإبن من لمسها، ولكنني أتجاوز هذا وأحتضنه لأنه إبني، أنا أم هنا بكل حذافيرها، أنا في هكذا قضية لا أقتنع بعامل الدين تمامًا وبألا أمسك إبني أو أحضنه، فكيف إذن يمكنني أن أؤثر بالمشاهد، وأي فنانة محجّبة تضع حاجزًا أمام مثل هذه الأدوار فأنا انصحها بالإبتعاد عن التمثيل".
شيماء جعفر
من جهتها، شدّدت الفنانة شيماء جعفر (غير محجبة) أن على الفنانة التي لا ترضى تأدية الأدوار بما يقنع المشاهد أن تجلس في بيتها، وقالت: "الحجاب هو حجاب الروح، هو التزام اخلاقي وروحي، ثم أن القضية لا تتعلق بالمحجبة فقط، فأنا لست محجبة ولكن عندما امثل دورًا رومانسيًا مع ممثل اتصرف بنظافة طالما أن داخلي نظيف، فلماذا أضع هذا الامر بداخلي لكوني محجبة، الأهم هو صفاء النية، إن لم تكن النية صافية فلا الحجاب ولا غيره من الممكن أن يفيد، المهم أن الاداء يكون جيدًا ومقنعًا".
وأضافت: "الحجاب له شروطه ومحاذيره ومتطلباته، ولكن عندما تؤدي الممثلة دورًا يجب ألا يكون لديها مانع في أن يمسك يدها الممثل الذي يؤدي دور اخيها، لأنني اعيش فعلاً الدور من أن هذا الشخص هو اخي، وحتى إن كان زوجي، فاللمسة بصفاء نية أو بحركة بسيطة لا اعتقد أنها ستكون إثمًا".
وتابعت: "أنا لست محجبة ولكن عندي محاذير، ولا ينقصني حسب الشروط الموجودة إلا الحجاب، فعندما يأتيني دور وفيه إيحاءات معيّنة أو مشهد فيه رومانسية زائدة، من الممكن أن أعترض عليه وأغيره، وللأسف هناك من يستخدم الحجاب، سواء الرجل أو المرأة، كستر لأعماله ويريد أن يبين للناس أنه نظيف لأن لديه هوة في داخله، ويمكنني القول إن الممثلة التي تجد نفسها مقدّسة عليها أن تذهب لتجلس في بيتها لأن التمثيل وهذه القدسية المفتعلة لا يتفقان".
التعليقات (0)