مواضيع اليوم

الفندق الأشهر والأرقى في العالم...البيت الأبيض

فريد دولتي

2009-06-14 23:55:41

0

عندما يؤدي الرئيس الأمريكي الجديد ،يمين المنصب،فان التاريخ دائما يحدث منعطفا حادا في واشنطن.

هذا ما حدث في 20 يناير 2009 ،كان هناك أعضاء مجلس وزراء جديد بالإضافة إلي كونغرس جديد ، سياسة خارجية جديدة ، أسلوب ونمط جديد في الجناح الشرقي،الذي سيسكنه أقرباء جدد وأصدقاء جدد.

ولكن هناك أشياء كثيرة أخرى في العالم الخاص برئيس الولايات المتحدة ستبقى كما هي وبشكل ملحوظ ، مثل الخدم وشؤون الغرف اللذين سيعملون على تجهيز سرير الرئيس كما فعلوا دائما من قبل ،طاقم المطبخ سيبقى هو أيضا ،ليقشر البطاطس ،ويحضر البيض المخفوق..البستاني الذي زرع 3500 زهرة زنبق ،سيبقى هو أيضا لرعايتها حتى تزدهر في الربيع.

الرعاية الدائمة والإعاشة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، هي صناعة يقوم بها المئات من البشر،والذين حظوا بتأييد واسع من جانب دافعي الضرائب مقارنة بالمعرفة القليلة للذي يحدث وراء أبواب البيت رقم 1600 والكائن بجادة بنسلفانيا ،فالعائلة الأولى تدخل البيت وتخرج منه بعد أربعة سنوات ،أو بالأكثر ثماني سنوات ، إلا إفراد طاقم الخدم ،الجمارك والصيانة فهم باقين ربما أحيانا لأجيال طويلة ، حتى يسهلون معيشة القصر الرئاسي للرئيس التنفيذي ، الأكثر نفودا في العالم.

رئيس الخدم عادة يدير المنزل بطاقم يقوده يتراوح عدده حوالي الـ90 عنصر من السقاة والسفرجية ،خدم المنازل ،الطهاة ،مشغلي المصاعد،البستاني ، المنسقين والنجارين ، عمال الكهرباء والسباكين ،ليعطي انطباعا على انه يقوم بإدارة الفندق الأرقى والأشهر عالميا،يضاف أيضا إلي مهامه السابقة ،الاعتناء بالبيت ،المكتب ،المتحف ،كذلك إدارة الحدث من خلال الترحيب بالوفود " البيت الأبيض قد يصل ضيوفه إلي 30000 زائر في الأسبوع الواحد ".

رئيس الخدم ، أو مدير البيت ،هو المسئول دائما في الحفاظ على ممتلكات العائلة الرئاسية الخارجة أو الداخلة للبيت،بما فيها الإشراف على وضع "الجوارب ،محتويات الأثاث الشخصية،ترتيب الصور الحائطية المعلقة،عرض الصور العائلية،الوجبات الخفيفة "السناكس " المفضلة في المطبخ،فهذا كله يتم ضمن إطار زمني في العمل يبلغ 6 ساعات.

لن يكون هناك فرصة حتى للاسترخاء،فالرئيس الجديد يدخل مباشرة يوم 20 يناير في الظهر ،ليركب السيارة بعد ساعتين تحت حراسة ،مغادرا البيت الأبيض إلي مبنى الكابيتول ليحلف يمين القسم ،عندها وجب على رئيس الخدم وإفراد طاقمه الـــ90 ،إعداد البيت للضيف الجديد كل حسب مهامه،فكما كانت هناك أشياء خرجت،فهناك أشياء جديدة دخلت تحتاج إلي ترتيب.

في 20 يناير2001 بقى الرئيس الأمريكي الأسبق ببل كلينتون في المكتب البيضاوي حتى الساعة الرابعة صباحا ،مما اجبر رئيس الخدم أن يقف هو وطاقمه على أهبة الاستعداد لتنظيف وترتيب المكتب بعد أن يأوي الرئيس إلي فراشه،حتى يكون المكتب جاهزا في صبيحة اليوم التالي لاستقبال الضيف الجديد "جورج بوش".

من اكبر مهام طاقم العمل ،تغيير الأمزجة والرغبات،حتى تتوافق مع العائلة الجديدة القادمة،لضمان متعة القلب لهذه العائلة خصوصا "السيدة الأولى"،فبعيد الانتخابات في نوفمبر ، يتم توجيه الدعوة لها ،لزيارة البيت الأبيض ،يبدءا رئيس الخدم في استجوابها بشأن أية غرف تريد استخدامها كغرف نوم خاصة،الوقت الذي تريد فيه الحصول على وجبة الإفطار الصباحية،ما نوع معجون الأسنان الذي ينبغي أن يكون في الحمام،بالإضافة إلي نوعية الأغذية التي تحبذ وجودها في المخزن...فالرئيس بوش ورط رئيس الخدم في مشكلة،عندما تناول بعض أنواع السناكس ،أثناء مشاهدته لمباراة كرة قدم في غرفة النوم ،فخنق بها وفقد وعيه،ولم يتم الانتباه له ألا عن طريق الكلب،حينها غضب والده "بوش الأب" وأمر برمي كل عبوات هذا السناكس الموجود في مخزن الأغذية ،وتعويضه بشيء سهل البلع مثل "البوظة"التي لم يتناولها الابن ابدآ .

عموما الكلمة المتداولة عادة عند الرئيس والسيدة الأولى هي...ماذا يوجد لدينا للعشاء؟ ، فتقريبا كل ثنائي استعمل البيت الأبيض،لم يستخدم مطبخه الخاص به ،والموجود في الدور الثاني ،بالقسم العلوي بالبيت،والذي هو في الأساس مفصول عن المطبخ الرئيسي، يمكننا أن نشير إلي أن عائلة كلينتون ، شكلت استثناء وحيد ، فهي استخدمت المطبخ ، بشكل متقطع وخفيف.....باقي العائلات اعتمدت قائمة طعام أسبوعية، من الخيارات التي يقوم كبير الطهاة بإعدادها وتقديمها.

جميع مآدب العشاء الرسمية، حفلات الشواء لأعضاء الكونغرس، أيضا حفلات الاستقبال في الأعياد، لأعضاء السلك الدبلوماسي، يتم دفعها من قبل دافعي الضرائب، ماعدا الشهور الأولى لتولي الرئيس مهام المنصب، فهو الذي يتولى دفعها شخصيا، له ولعائلته ولضيوفه الشخصيين....هذا ما يمكن أن يطلق عليه صدمة روتينية.إن هذا الأمر ،يجعلهم دائما وبدون استثناء، لا يكفون من الشكوى،خاصة روزا لين كارتر،القادمة من جورجيا ،التي كانت دائما تقارن أسعار الولاية،بأسعار البيت الأبيض الباهظة الثمن،ولكن الأمر في الحقيقة مختلف ،فكبير الطهاة في البيت الأبيض يتقاضى اجر مرتفع،ناهيك عن التكلفة الغالية لديكور الصحن ،بالإضافة إلي أن التقديم وطريقة العرض ،تعادل ما يقدم في المطاعم الفاخرة.

المواد الغذائية الخام يتم شرائها من متعهدين لخدمات تموينية ، في الأغلب سرية،هذا لا يمنع من أن الشراء يتم أيضا من أسواق المزارع والبقالة،في بعض الأحيان ، يقف كبير الطهاة أمام محل الجزارة،خلال سلوكه الطريق إلي العمل ، وذلك من اجل شراء لحم لعشاء الرئيس ، في أخر دقيقة....لا يقدم في البيت الأبيض إلا النبيذ الأمريكي فقط،فقد أوقف التعامل مع النبيذ الفرنسي منذ عهد إدارة الرئيس جيرالد فورد،....النبيذ يأتي بناء على طلبات شراء من فرجينيا وايداهو وكاليفورنيا.

فواتير الغسيل الجاف ،والملابس الراقية ،تدفعها العائلة،بينما يعمل طاقم الخدم في البيت على العناية بالملابس التي يتم أخدها للغسيل خارجا ، أما قمصان الرئيس فيتم غسلها في البيت شانها شأن الفوط والشر اشف.

خادم الرئيس الخاص مسئول على تلميع أحذية الرئيس، كما انه يتعامل شخصيا مع موظفة الإشراف الداخلي " خادمة المنزل " في حالة تعويض أزرار قميص الرئيس المفقودة أو بدلته اليومية، في الوقت الذي يكون فيه سيد البيت الأبيض مشغول بمشاهدة التلفزيون.

التموين على شكل وجبات،و المستعمل من قبل الرئيس وأعضاء إدارته خلال الرحلات الجوية ، في " ايرفورس وان" ، والذي يكون عادة موجود بمطبخ الطائرة، يتم إعداده بواسطة فريق الأعداد والتجهيز بالقوات الجوية،الذين عادة يكونون غير محظوظين بالحصول على الشكر والثناء،هذه الوجبات تحوي شرائح دجاج وخنزير،هنا أيضا يمكن للاستثناء أن يكون حاضرا مرة أخرى،فالرئيس بوش الابن ،أثناء احد رحلاته الداخلية إلي فلوريدا ،ونظرا لإتباع نصائح أخصائي التعدية ،فأنه طلب من كبير طهاة البيت إعداد قائمة طعام،فاستمتع كل المسافرين ، بطعام اختير من قائمة موشحه بالذهب،احتوى على ساندويتشات لحم بقر،إستيك مقلي ، تشيز كيك بالفراولة.

البيت الأبيض لا يخلو من أماكن التسلية والترفيه،فالمسرح وقاعة العرض جددتا موخرا ،لمشاهدة أفلام هوليوود،بالإضافة إلي حمام السباحة " تحدث الرئيس فورد إلي الصحفيين في ثوب سباحة "،يوجد أيضا ملعب تنس وحديقة للأطفال ظليلة انشاءتها السيدة الاولى " ببرد جونسون ".

البيت لمعظم الأمريكيين يعني صورة للوطن والتاريخ، كما انه المكان التي تجد فيه الأسرة الأولى الرعاية والطعام ......."بار برا بوش " قالت "السيدة الأولى، الرئيس يأتيان ويذهبان....أما الخدم فهم الباقون ".
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !