الفنان جعفر الحداد بين الريادة وتواصل العطاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفنان جعفر الحداد...واحد من مبدعي مدينة الناصريه....المدينة التي لطالما انجبت الكثيرمن العلماء والفقهاء والفنانين والشعراء ورجال السياسة...هذه المدينة التي لا زالت تتمسك بتاريخها العريق الذي يمتد الى اعماق الزمن وتراث غني اضاف للانسانية الكثير ..
والفنان جعفر الحداد احد ابناء هذه المدينه وهو من مواليد 1947 معلم متعدد المواهب... تخرج من معهد المعلمين قسم الفنون المسرحيه...مارس هواياته في المدرسه الابتدائيه في مجالات الموسيقى والمسرح والخطابه بعد ان نال تشجيعا من قبل استاذه الفنان المرحوم دهله قمر... الذي وضع قدمه على عتبة التجربة الفنية الاولى كما يقول...ثم شارك في فرقة الانشاد التابعة الى النشاط المدرسي منذ عام 1961 ..ثم عمل مع الكاتب والمخرج المسرحي المرحوم مهدي السماوي الذي يدين له بتطوير خبرته الفنيه والتصاقه بالمسرح من خلال المشاركه في عدة اعمال مسرحيه في نهاية الستينات مثل مسرحية الحواجز ومسرحية ابابيل والطاموره وفارس الله والحسين شهيدا...
وفي بداية السبعينات عمل مع المخرج الفنان صالح البدري في مسرحية جلسة سمر من اجل خمسه حزيران .. وعمل كذلك مع الفنان عباس علاوي في مسرحية بعد الخريف تأليف عبد الرحمن مجيد الربيعي ...وهناك اعمال كثيره شارك فيها خلال فترة السبعينات التي شهدت انتعاشا كبيرا للمسرح ليس في المحافظه فحسب بل في كل العراق .
وفي مجال الموسيقى ومن خلال النشاط الفني عمل الفنان جعفر الحداد مع الفنان الكبير طالب القره غولي والفنان الكبير حسن الشكرجي و الفنان فاضل عبد الجبار والفنان طارق الشبلي والفنان صباح السامرائي
وخلال فترة السبعينات وبالتحديد في عام 1971 وفي بداية شهر تموز حمل الفنان جعفر الحداد راية المسرح الريفي المتجول وراح يلو بها في قرى وارياف محافظة ذي قار مع كوكبة من المعلمين الشباب امثال المرحوم جبار مامون وطارق محسن وعبد الرزاق الغزي وعدنان الفرحان والفنانه جواهر والمرحومه افاق حاكم ضهد... يجوبون الاهوار والبساتين في حملة من اروع الحملات التي تدعو الى نشر الوعي بين صفوف الفلاحين وتسليط الضوء على معاناتهم ومشاكلهم وبشكل مباشر وامام المسولين الاداريين الذين الزموا بوجوب حضور هذه المهرجانات التي كانت تقام مساء كل يوم وفي كل قريه ...بأمر من المحافظ الاستاذ حسن سعيد انذاك .
ويؤكد الفنان جعفر الحداد بأن تجربة المسرح الريفي المتجول في الناصريه تعتبر من اهم النشاطات المسرحيه بالنسبة له كونها تجربة جديده ورائده في المجال المسرحي على مستوى العراق وحتى الوطن العربي باستثناء مصر .لانها انطلقت من القمقم وتجاوزت الجدران وراحت تغرد في فضاأت رحبة بين القصب والبردي تنشر الفرح والسعادة بين الاطفال وتثير الاستحسان والرضا لدى الفلاحين... تلك الطبقه التي عانت ولا زالت تعاني من الاهمال والتخلف .
كما كانت هذه التجربه في حينها من اهم الوسائل التي تساعد على خلق نهضه ريفيه من خلال اعادة البناء النفسي والسلوكي والثقافي للشخصيه الفلاحيه وزرع حب العمل والايمان بالارض واحترام المراه وتربية الاطفال...برغم الصعوبات التي كانت تواجه العاملين وخاصة صعوبة المواصلات التي كانت توهن العزم وتثبط الهمه حيث ان اكثر القرى كانت شبه معزوله لعدم وجود الطرق التي توصل اليها... كما ان الامية والجهل التي كانت متفشيه في المناطق الريفيه لا تحل عن طريق القراءه والكتابه فقط ... وانما بوسائل اخرى مساعده كان المسرح من اهمها وكذلك السينما التي كانت ترافق العروض المسرحيه .
وخلال فترة نهاية الثمانينات التي اصبح فيها الفنان جعفر الحداد مديرا للنشاط الفني وشهدت نشاطا ملحوظا لمسرح الطفل استطاع ان يقدم مجموعه من الاعمال المسرحيه والاوبريتات عرض بعضها في مهرجانات بغداد وحازت على جوائز متقدمه على مستوى القطرمثل اوبريت شبعاد تاليف المرحوم كاظم الركابي والحان الفنان حسن الشكرجي واوبريت القادمون للمرحوم كاظم الركابي والحان طارق الشبلي .ويضيف الفنان جعفر بأن الهدف التربوي لا يمكن تحقيقه من اجل بناء شخصية الطفل ما لم تتظافر كافة الانشطه العلميه والفنيه والرياضيه والادبيه لتحقيق ذلك .
وعن نشاطاته الاخرى يضيف الفنان جعفر الحداد بأنه عمل في المسرح العمالي من خلال تقديم مسرحية المفاتيح من تاليف محمد حسين عبد الرزاق. وانه شارك في اعمال كثيره مع فنانين كبار امثال الفنان عزيز عبد الصاحب والفنان حازم ناجي . كما عمل معه الكثير من الفنانين الذين اصبحوا فنانين كبار امثال الفنانه فوزيه حسن والفنان علي جوده والفنان وليد جعاز والدكتور فيصل عبد عوده والفنان شاكر حامد.
وما يميز الفنان حعفر الحداد بانه كثير العطاء ... وبالرغم من تقاعده الا ان لا زال يواصل الابداع من خلال فتح دورات في مجال المسرح ونظرياته لوزارة الشباب بهدف خلق ثقافه مسرحيه وصقل مواهب وقدرات الشباب والناشئه .. ويختم الفنان جعفر الحداد بأن عطاءه سيستمر ما دام في العمر
التعليقات (0)