مواضيع اليوم

الفنان باسل عطاالله في حوار ساخن: الدراما الفلسطينية ستحقق مكانة عظيمة رغم محاولات إسكاتها

غازي أبوكشك

2012-08-16 15:23:00

0

 

الفنان باسل عطاالله في حوار ساخن: الدراما الفلسطينية ستحقق مكانة عظيمة رغم محاولات إسكاتها

 

باسل عطا الله يتحدث مع رومل السويطي

 

 

 

الفلسطينية للاعلام بال فاملي : الفنان باسل عطا الله، من مدينة نابلس- جبل النار- بدأ مسيرته الفنية مطلع عام 1990، ومنذ ذلك الحين تمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات الفنية رغم العقبات التي اعترضت طريقه وعدم توفر الإمكانيات، والضغوط التي تعيشها فلسطين بفعل وجودها تحت الاحتلال، إلا أن عطا الله يعد صاحب أول فكرة إنتاج مسلسل فلسطيني في نابلس، وكانت فكرة مسلسل براويز (ا) فكرته، حيث إنه قدم قبل "براويز" بعامين مسلسل "عائلة ولا في الأحلام"، ومسلسل "منا ومنكم"، ثم "براويز" ومسلسل "لهون حلو" وبعده مسلسل "برد الصيف"، وتحدث عطا الله مع "الحياة الجديدة" عن الكثير من الأمور، ومن بينها أن الفن الفلسطيني سيحقق مكانة عالية وعظيمة في يوم ما، مؤكداً في الوقت ذاته أن هناك من يحاول إسكات الأصوات الفنية الحرة في فلسطين، مناشداً الرئيس عباس بوضع حد لاستبعاد الفنانين الذين كان لهم دور فعال في بناء ونهضة التلفزيون الفلسطيني، وفيما يلي نص الحوار:

ما هي آخر انجازاتك الفنية؟
هذا العام قمت بإنتاج وإخراج برنامج يحمل اسم "حروف وطن"، فقد كانت فكرته تختمر في عقلي منذ زمن بعيد، وتقوم فكرة هذا البرنامج على تسليط الضوء على البلدات والقرى الفلسطينية المميزة، والتي لا تحظى بالاهتمام الكافي من وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، فقمنا بالتعرف من خلال حلقات البرنامج على عادات وتقاليد وهموم هذه القرى والبلدات، وقد ارتكزت عناصر هذا العمل على  تناول القصص الناجحة، وحاولنا قدر الإمكان الالتقاء بكبار السن، كونهم كنز من المعلومات وأرشيف الماضي.

باعتقادك ما هو سر نجاح برنامج حروف وطن؟
هذا النوع من الأعمال يعتمد على أسلوب السهل الممتنع، فهو بسيط، لكن يحتاج إلى بحث وجهد كبير، وقد راعينا خلال تقديم البرنامج أن نجعله يحاكي الكبير والصغير، وتم اختيار الصحفي نافذ أبو شرخ لتقديم العمل، وكان اختياراً صائباً، لأنه أستطاع أن يقود البرنامج بالطريقة التي رسمناها، والتي تتسم بروح الفكاهة، والحديث الشعبي، إضافة إلى أنه يتمتع بأسلوب جميل.

هل باعتقادك أن الحالة السياسية التي تعيشها فلسطين تنعكس سلباً أم إيجاباً على الدراما الفلسطينية؟
دائما كنت أقول، أن شعبنا كطائر الفينيق ينبعث دوما من بين الرماد، ونحن الفنانين جزء من هذا الشعب البطل، بدليل أن سلسلة المسلسلات الكوميدية التي شاركت بها على مدار العشر سنوات السابقة كانت في ظل ظروف قاسية جدا، فمسلسل "براويز" مثلاً تم إنتاجه في فترة الحصار التي تعرضت لها مدينة نابلس، وكانت الأجواء السياسية أكثر شدة من اليوم، ومع ذلك كنا نتحدى كل الظروف.

يرى البعض أن الدراما الفلسطينية ما زالت فقيرة وتنقصها الكوادر والإمكانيات، ما رأيك بهذا القول؟
بالضبط، ولهذا فإن الدراما الفلسطينية تنمو ببطء، لكن أتوقع أن يكون لها مكانه عالية وعظيمة يوما ما، فالكم الكبير من الأعمال التي أنتجت أكسبتنا خبرة لا بأس بها، إضافة إلى التواصل الدائم مع أشقائنا الفنانين العرب الذين لا يبخلون أبدا بأي معلومة أو نقد من شأنه أن يثري أي عمل جديد.

بِشكل عام، كيف تقيم الدراما العربية في رمضان، هل استطاعت تلبية رغبات المشاهد العربي الذي يعيش ربيع الثورات منذ مطلع العام؟
لن أتحدث عن المهنية في تنفيذ الأعمال العربية أو بعضها لأنها عالية الجودة، لكن هناك بعض الأعمال لم تنال إعجاب الكثيرين من المشاهدين العرب، لبعدها عن الواقع العربي، أو لعدم توافقها مع قيمنا وتقاليدنا.

لكل فنان رسالة يسعى إيصالها على الجماهير، فهل لك أن توضح لنا ما هو طموحك وحلمك؟
أذكر أنه كان حلمي أن أصنع وأطور وأنمي الدراما الفلسطينية لتصبح صاحبة وجود بين الدراما العربية، اجتهدت، وقدمت عدة أعمال فنية، أخطأنا، وأصبنا فنيًا، لكن على العموم نالت بحمد الله إعجاب المشاهد الفلسطيني رغم أنها كانت ضعيفة الإنتاج.

 كيف تقول إنها نالت إعجاب الجماهير رغم أنها ضعيفة الإنتاج؟
أحبها لأنها كانت بعيدة تماما عن التشويه والتجريح. ولأنها كانت تنقل الصورة الحقيقية والحضارية عن شعبنا الفلسطيني... وبعد نجاح سلسلة مسلسل "براويز" ومسلسل "لهون حلو" وشخصية "أبو العريف"، صار حلمي أن أساهم في تطوير أكثر من حيث الفكرة والتنفيذ والتقنية .. حتى لو  لزم الأمر الإستعانه بتقنيين أو مخرجين عرب، وبالفعل بدأنا نجري عدة اتصالات مع بعض المخرجين العرب.

هذه بداية مشجعة، تجعلنا نندفع لطرح سؤال واحد، لا غيره،  ماذا حصل بعدها؟
بهذه الفترة تسلم السيد ياسر عبد ربه الإشراف العام على الإعلام الفلسطيني، وكانت أولى خطواته أن تمنع أعمالنا من البث على القناة وأن تهمش كافة الأعمال التي قدمناها للتلفزيون الفلسطيني على مدار خمس سنوات.

ولماذا لم تتحدثون مع السيد ياسر عبد ربه وتحاولون معرفة سبب المنع؟ 
بالفعل هذا ما حصل، ولن أنسى أنني وممثلي مسلسل برد الصيف زرنا التلفزيون الفلسطيني عشرات المرات، لنلتقي بالسيد ياسر عبد ربه، ولنستمع منه لسبب منع أعمالنا من البث، لكن للأسف كنا نصحو مبكرين ونسافر إلى رام الله، وننتظر أمام مكتبه بالساعات، ليخرج علينا أحد الموظفين ويقول لنا إن السيد ياسر عبد ربه باجتماع أو سافر للأردن.. أو  أو  أو .... لنكتشف فيما بعد أنه لا يريد مقابلتنا أبداً.

ولماذا لم تحاولون طرق الأبواب الأخرى؟
لقد توجهنا لعدد من المسؤولين حتى يعدل ياسر عبد ربه عن قراره، لكن للأسف لم يستطع أحد منهم أن يفعل لنا أي شيء، ثم بدأت  بنشر أخبار صحفية، وناشدت الكثير لإيصال صوتنا لسيادة الرئيس. ليعرف بالظلم الذي وقع علينا من السيد ياسر عبد ربه، وبالخسائر التي لحقت بنا جراء عدم بثه، وإنسحاب عدد من الرعاة للمسلسل لأنه منع من العرض على قناة فلسطين، وناشدنا من خلال وسائل الإعلام، لكن لا حياة لمن تنادي، ليخرج علينا السيد ياسر عبد ربه بعد ذلك، في تصريح صحفي ويقول (مسلسل برد الصيف تافه) ولهذا لم يعرض.

وهل حاولتم الاستفسار عن أسباب إصدار مثل هذا الحكم على المسلسل؟
أنا شخصيا، أتساءل وأسأل السيد ياسر عبد ربه، إذا كان مسلسل برد الصيف "تافه"، فكيف حكم عليه دون أن يشاهده، كيف يقول أن اللجنة شاهدته وأقرت بأنه "تافه"، أليس من حقنا أن نعرف من هي اللجنة أصلاً؟ لماذا لم نتسلم كتاب رسمي من القناة بأنه مسلسل تافه. أنا على قناعة بأنه لم يصل أي نسخه من المسلسل أصلا للقناة، ثم دعني أقول شيئا آخر، السيد ياسر عبد ربه يقول أن "السيد النائب العام نصّب نفسه مسؤولا عن الأعمال الفنية وبات هو المرجعية في البلد بل والمسؤول عن الذوق العام، وبناء عليه اتخذ القرار، وهو ما يؤسس لمرحلة في غاية الخطورة تتعلق بالحريات العامة وخاصة الأعمال الفنية والإبداعية"، وتعليقي هنا: "دعني أسألك سيدي ياسر عبد ربه .. لماذا نصبت أنت نفسك مسؤولا عن الذوق العام .. ولماذا جعلت نفسك مرجعية للفن في البلد؟ أين حريتنا وحقنا في هذا المجال .. يؤسفني أن أقول بأنك يا سيدي الفاضل قد اضطهدتنا بعد أن منعت أعمالنا التي كان ينتظرها معظم الفلسطينيين في الداخل والشتات وأيضا الأسرى في السجون الإسرائيلية، لأن القناة الفلسطينية الوحيدة المسموح بمشاهدتها في السجون هي قناة فلسطين، كما أرغب بطرح تساؤل آخر: لماذا لم يثار موضوع منع مسلسل "برد الصيف" من العرض؟

في نهاية اللقاء، هل من كلمة تقولها؟ 
نناشد الرئيس أبو مازن بوضع حد نهائي من استبعاد الفنانين الذين كان لهم دور فعال في بناء ونهضة التلفزيون الفلسطيني، لقد وصلنا لمرحلة لا نستطيع السكوت بعدها أبداً، يكفي تشويها للإنسان الفلسطيني وللشعب الذي قدّم الكثير من التضحيات في العديد من المجالات ولا يزال، كما أحب أن أقول للسيد ياسر عبد ربه، أنت مسؤول، وأنا فنان، ومن حقنا عليك أن تقف إلى جانبنا لا أن تتجاهلنا، وأنا على قناعة تامة أن مستوانا من فضل الله ليس بالمستوى المطلوب فحسب، بل أكثر من ذلك، ولن يستطيع كائنا من كان أن يسكتنا، لأن القائد الرمز الشهيد أبو عمار ربانا وعلمنا وشجعنا على أن نقول الحق دائما وأن لا نسكت إذا ما شعرنا أن حقنا مهضوم.

المصدر: صحيفة الحياة الجديدة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !