مواضيع اليوم

الفنان السوري مالك جندلي عن الثورة السورية

Malek Jandali - مالك جندلي
الثورة السورية السملية انتصرت الفن. كما هي الموسيقى، هو مرآة الواقع و رحلة الإنسان في البحث عن الحقيقة والجمال. المشكلة في مجتمعاتنا المقموعة بأنظمة ديكتاتورية هي أن مستوى الإدراك بات دون مستوى المطروح الذي أدى إلى تشويه ثقافتنا و أخطاء كارثية في تأويل ديننا و طرح حضارتنا وسلوكنا و تدهور مخزي بمستوى الفنون و الموسيقى و إنحطاط الأخلاق. هذا كله تراكم لسنوات طويلة مما أدى إلى ازدهار ثقافة النفاق و الكذب و روج ظاهرة وهم الإنسان العاجز ذو الإمكانيات المحدودة بأنه كلي القدرة وكأنه فرعون جبار! فالقبول المتواطئ بوهم السلطة وسلطة الوهم وفساد "فنانيها" أدى إلى أزمة الإنسان العاجز أو بالاحرى إنعدام الشعور بالانسانية. وبهذا الوضع المزري لم يكن الفن إلا أداةً بيد السلطة الفاسدة التي تغتصب العقول و تلغي معنى الحب الحقيقي والفن الحقيقي ولسان حالها الأكثر دهاءً وخبثاً والتفافاً من أي وسيلة سلطوية أخرى للإخضاع والسيطرة. إنها ثقافة وفن السلطة: "ثقافة" و"فن" الوهم. على سبيل المثال، عندما فرض النظام الإجرامي كنية إسم حيوان "الأسد" على إسم وطني الجميل سورية، ألغى بذلك مفهوم حب الوطن و حوله لولاء طائفي لشخص مجرم يحسب أنه إله للعبادة! الثورة السورية السلمية ثورة ثقافية فكرية كسرت سلطة الوهم و وهم السلطة، ليس بإلغاء الوهم، بل بتحويله إلى "خيال" مدرَكٍ يخاطب الوعي فتأخذ الموسيقى بشكل خاص والفنون عامة دورها الجديد في تحرير عقل الإنسان. فالسلطة وفنانيها المزيفي حتى الآن فشلوا، بسبب جهلهم و إنعدام انسانيتهم، بالاضافة إلى تواطؤ المنتفعين من وهم السلطة الفاسدة، فشلوا في إدراك الحقيقة الصارخة بأن الجماهير صارت اليوم ترى أعمالهم بعيون مختلفة، وبوعي فني جديد تحت ضربات الواقع الثائر، ليفقد مصداقية من يدعي الفن و النظام الفاسد اللا أخلاقي الذي يسانده. ففي عصر الربيع العربي اليوم، لم يعد أهل حمص و الشام و حلب و بابا عمرو يصدقون بأن الفرقة "الوطنية" السورية أو فرقة الجيش "السوري"الرابعة تمثل أحداً منهم أو حتى ثقافتهم. وفي زمان الربيع السوري لم يعد أحد يصدق كذبة الوهم، إلا أصحابها وأصحاب المصلحة منها ومن أعطى الأمر بإدارة و إختراع لعبة الوهم منذ البداية. على سبيل المثال لعبة "قلعة الصمود والتصدي" أو "حزم الإصلاحات" وأخيراً وليس آخراً "تعديل الدستور" الذي نسمع عنه اليوم. لم يدرك هذا النظام بأن الناموس السوري حضارة عريقة تمتد لآلاف السنين. هذا الوعي الثقافي أدى إلى رفع مستوى الادراك لدى الجماهير مما أدى إلى حراك تجاوز الخوف بزخم جديد بلا وهم السلطة و سلطة الوهم. فالقاشوش و جماهير حمص وحماه اليوم هم "السيمفونية السورية الوطنية" الحقيقية التي تمثل السوريين و ليس "قائد" الفرقة السيمفونية اللاوطنية التي تطبل لجرائم النظام الأسدي في مهرجانات قلة الأدب والرقص على جثث الأبرياء والدم السوري الطاهر. أما الساروت اليوم هو الفنان السوري الحقيقي كن الجماهير أدركت اليوم بأن التلوث الصوتي في فرقة حوار الموت و ثقافة الاجرام وإقتلاع الحناجر و ذبح الأطفال لا تمت بصلة لهويتهم و حضارتهم العريقة. من هذا الواقع وهذه الأحداث التاريخية استوحيت سيمفونية القاشوش لتحكي مرة أخرى قصص شجاعة الشعب السوري وثورته التاريخية التي انتصرت كون أن النظام الأسدي المجرم قام مؤخراً بتغير إسم "دار الأسد" للثقافة و الفنون إلى "أوبرا دمشق" في محاولة فاشلة اثبتت غباء هذا النظام الذي يستهبل الشعب السوري لا بل العالم بأسره.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات