مواضيع اليوم

الفلسطيني و ازدواج الجنسية

الفلسطيني و ازدواج الجنسية

 

 

كثر المهاترون و المتاجرون بالقضية الفلسطينية بين متكسب مادي و طامح سياسي من اهلها و من العرب و غير العرب . فمنذ نهايات القرن التاسع عشر مع انطلاق الحركة الصهيونية العالمية و المنطقة في صراع فكري و عقائدي و عسكري مع القوى العالمية الاستعمارية التي دعت و ايدت المشروع الصهيوني في اقامة دولة للشعب اليهودي على ارض فلسطين . بين من يتباكي حزنا على العرق السامي الذي اضطهدته شعوب الارض قاطبة و التي كانت خاتمتها ما يسمى بالمحرقة و ما يدعيه المسيحيون الجدد باقامة مملكة اسرائيل انتظارا لمعركتهم " هرمجدون " .

نشأت دول و جرت انقلابات كلها تتحدث عن تحريرفلسطين وعن الشأن الفلسطيني و اثبتت الايام ان لا احد منهم مهتم بامرها و لا بشعبها الا في استهلاك شعارات و ترديد عبارات جوفاء خالية من اي مضمون بل عملوا على اجهاض اي حركة تحررية فلسطينية و اخترقوها استخباريا لتشتيت الجهود و وأدها قبل اشتداد عودها او تحويل مسارها بما لا يفيد القضية .
رحل و هجر الفلسطيني من ارضه منذ الانتداب البريطاني على فلسطين 1917 و سقوط دولة الخلافة العثمانية فكان الفلسطيني مطاردا و ممنوعا من حمل السلاح و محاربا بينما يتم تسليح العصابات الصهيونية و تشجيع اليهود الروس و البولونييين و غيرهم على الهجرة الى فلسطين و تجنيدهم و دعمهم بالمال و السلاح . فحدثت مجازر ضد الفلسطينيين يقف الجندي البريطاني متفرجا ان كانت الغلبة للعصابات الصهيونية .

شجعت الحكومة البريطانية العرب الفلسطيننين على الهجرة الطوعية الى دول امريكا اللاتينية و الى اوروبا و امريكا و ما يزال اعداد منهم الى الان يقيمون في تلك الدول هم و احفادهم . الى جاءت الهزيمة النكراء للجيوش العربية في حربها مع تلك العصابات الصهيونية و قيام دولة ما يسمى باسرائيل التي اعترفت بها روسيا و امريكا و بقية الدول في 2011/5/15 فكانت هجرات جماعية قسرية الى الدول العربية المجاورة و منهم من توجه الى اوروبا و غيرها .

حصل الفلسطيني على جنسيات تلك الدول بسبب اللجوء و تواطؤ المجتمع الدولي على تذويب الانسان الفلسطيني في المجتمع و البيئة المحيطة , كما منحت بعض الدول العربية من لجأووا اليها ما يسمى بوثيقة السفر تماشيا مع مطالب جامعة الدول العربية في توجه لحفظ الهوية الفلسطينية . كما في لبنان و سوريا و مصر و العراق و الجزائر و غيرها , اما في الاردن فقد عمل الامير عبدالله الذي ساهم جيشه تحت قيادة الجنرال البريطاني كلوب الى اعتبار الضفة الغربية من نهر الاردن تحت حماية جيشه الى ان فرض على الفلسطيننين الانضمام تحت ما سمي حينها المملكة الاردنية الهاشمية في مؤتمر اريحا الذي اجبر على حضوره كافة وجهاء فلسطين عام 1949 و نصب من نفسه ملكا عليها فصار كل ابناء الضفة الغربية والفلسطينيين المتواجدين عليها يحملون الجنسية الاردنية .

ان المتتبع و الباحث و الدارس لتاريخ القضية الفلسطينية يعلم ان الفلسطيني حريص على ارضه و على وطنه فلسطين و انه لم و لن يتخلى عن اي شبر منها مهما كان الثمن , فهو يريدها من النهر الى البحر و لا يقبل بالتعويض و لا باي جنسية عربية او غير عربية لانه يدرك شدة المعاناة و القهر و الاذلال الذي تعرض له و لا يزال يعاني منه و من ويلاته على ايد الاشقاء العرب قبل الاعداء و من ويل الفرقة بين اخوة النضال داخل الارض المحتلة , الا انه متمسك بامل العودة و هو موقن بها لانه لا مقام له الا في ارضه و وطنه فهو لم يبعها و يرحل ليسكن في مخيمات العوز و الاذلال كما يتقول البعض عليه في ترديد الببغاوات بحماقة و سخافة و اتهامات باطلة .

ليعلم و يدرك العالم كله ان كل فلسطيني ذكر او انثى , كبيرا او صغيرا , غنيا او فقيرا يحلمون بالعودة و يفكرون بالجهاد والكفاح و تقديم الارواح و الغالي و النفيس لاستعادة حقوقهم و اراضيهم السليبة فلسطين , كل فلسطين و ما مسيرات العودة رغم ضآلة المشاركين فيها الا تعبير ملموس عن هذا التوجه . ابن فلسطين المشرد في اصقاع الارض ينام و يحلم بعودة فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر و هي شغله الشاغل و ما يظنه البعض تقاعسا او تخاذلا عن اداء هذا الفعل ما هو الا بسبب وجود اسوار عالية جدا من القمع و الردع من الانظمة العربية المحيطة بالعدو الصهيوني التي آلت على نفسها الا ان تحمي الحدود الصهيونية و تحرسها تحت شتى الذرائع و الوسائل و بمقابل مادي معلوم و دعم معنوي لا يخفى على احد . و ما المعاهدات و الاتفاقات المعلنة و غير المعلنة بين تلك الدول العربية و الصهاينة الا شكل من اشكال حماية الكيان الصهيوني و تمكينه من تنفيذ مخططاته ايضا . منذ عام 1973 و لغاية الان و نحن نتشدق بمعركة خسرنا فيها اكثر مما انجزنا و تهافت الامة العربية على الحلول الاستسلامية ما هي الا ذر للرماد في العيون , فقد اضعفت و اوهنت الروح المقاومة و جعلت السلام المخادع لعبة للهو و تضييع الهمم و العزائم لدى شعوب المنطقة .

 

 


دراسات فلسطينية

- اليقظة العربية - جورج انطونيوس

- اعمدة الحكمة السبعة - ه ج لورانس

- جريدة الطلائع

- الحاج امين الحسيني - رجال من فلسطين

ابوفانوس المنطلوسي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !