مازال التخبط الفكري يسود العالم العربي بسبب فقدان هوية الفكر , و تجارب الأحزاب العربية من بداية طور سقوط الأمبراطورية العثمانية و لغاية زمننا الحاضر من طور الخروج من شرنقة العولمة و النظام العالمي الجديد في البحث عن هوية الفكر الذي يمكن ان يتناسب و عقلية الفرد في تقبل التجديد و الخروج من قوقعة التجمد الفكري في ديمومة الزمن الماضي.
الفكر حين يكتنفه الجمود و يعيش حالة انعاش من اجل البقاء في عصر لا تصمد فيه القيم و الأفكار ما لم تواكب تطور الزمن الحاضر في سباق الأحسن و الأفضل و الأنسب لمواجع الأنسان اليومية يصطدم برموز معينة تتركزفيه اسباب البقاء في القائد الأوحد, حيث بزوال ذالك القائد يضمحل ذلك الفكر معه و حين يلازم وجود القائد الأوحد ضرورة الأستمرارية, تتولد الدكتاتورية و تعتزل المبادىء اسلوب القيادة الجماعية فينحصر الفكر في استمرارية القائد و يتوقف الزمن في الفكر و تتوقف محطات السفر في التطبيقات العملية لنمو الفكر بالأتجاه الذي وجد من اجلة, سواء كان قوميا صرافا او عقائديا دينيا, و يتعمد التوحيد في محطة واحدة, حيث رفعت في شعارات اختلفت فيها العبارات و لكنها لم تخرج من طوق معنى المجد و الخلود للزعيم الأوحد.
المواطن البسيط و الذي يتعايش بين طروحات الفكر و اسلوب القائد الواحد عاش في تخبط و نمط معين من الحياة , بات ادات التضحية و العطاء لأفكار القائد و طموحاته في التنظير لأسلوب الحياة التي لا خيار فيها لذلك, يتحمل و يدفع ثمن اخطاءه و غطرسته في الممارسة و التطبيق, و حين يفتقد قائدة او زعيمه الأوحد ترى كيف ستكون حياته في كل مستجدات الحياة التي غابت عنه في حضور القائد الضرورة؟
مرورا بمصر و سوريا و العراق و بقية البلدان التي شهدت مخاض ذلك الفكر و تلك العقيدة و منذ اليوم التي تفاعلت مع الشارع العربي و ليومنا هذا ماذا قدمت للمواطن العربي, اي هوية منحته اياها , اي سلوك فرضت عليه بين ما يدور من حولة من تغيير في مسارات الأقتصاد و الأجتماع و السياسة و المسميات الأخرى في ممارساتنا اليومية وعلى كافة الأصعدة .. لا شىء ... و اتحدى ان تعطوني مثالا..
التعليقات (0)