مواضيع اليوم

الفكر الجهادي عند الصوفية شعرا....نموذج الحركة المعينية

عرف المغرب مقاومة شرسة للاستعمار الفرنسي والأسباني، مقاومة وكفاح وحد الجبهة الداخلية وأوجد بين أبناء الأمة الواحدة من يواجه الاستعمار ليس فقط بقوة السلاح وإنما كذلك بالتعبئة الفكرية والخطاب السياسي الذي يعبر عن رغبة صادقة ليس فقط التخلص من القوى الاستعمارية وإنما التعبير عن وحدة البلاد ووحدة الشعب.توجه يظهر بشكل واضح عندما نسلط الضوء على التجربة الجهادية الصوفية في الجنوب المغربي …...لكن قبل تفصيل الموضوع لابد من إماطة اللثام عن بعض المصطلحات، فنقصد بالمقاومة الصوفية، أي المقاومة الملحة التي تتبنى فكرا صوفيا أم الجنوب المغربي فيشمل المناطق الممتدة من مراكش إلى وسط بلاد نواكشوط ـموريتانيا حاليا ـ

شروط القيادة والتنظيم:…………بلغة الصوفي فان القيادة المطلعة بمهمة المقاومة والكفاح هي القيادة الربانية التي
الصوفي فان القيادة المطلعة بمهمة المقاومة والكفاح هي القيادة الربانية التي تتصف بخصال حميدة وأخلاق عالية ونظرة ثاقبة للأمور والمستجدات السياسية مع القدرة على تأليف القلوب وجمع الكلمة يقول الشيخ مربيه رب ـاحد قادة الحركة العينية قاد الجهاد إلى جانب أخيه الشيخ احمد الهيبة ـ

اعلم بان سيد الجماعة …………هو الذي يحمل كل طاعة

القيم العالم بالسياسة………………ومن هو الحامل للرياسة

وينبغي لصاحب الجيش الشجا……عة وقوة الذكاء والرجا

واستعمل الحيلة رب حيله…………انفع من جند ومن قبيلة.

على القائد حسب الصوفي أن يتصف بصفات الشجاعة والذكاء والدهاء اي بعيار أكثر دقة على القائد أن يزاوج بين القوة ،التي تضمن له الاستمرارية وتخلق الرهبة والخوف في صفوف الأتباع ،وصفة الدهاء والذكاء التي تجعل من القائد محنكا وفاعلا في اتخاذ القرار الحاسم .

 

الصوفي يطالب بدعم خارجي:…………عندما هب أهل الصحراء وموريتانيا وأهل سوس لمحاربة المستعمر وإنقاذ بلاد المغرب تحت قيادة الشيخ احمد الهيبة.وأمام إصرار الأخير على تلقي دعم الدولة العثمانية في مسعاه الرامي لتحقيق نصرا على الفرنسيين، خص الشاعر السوسى الطاهر الافراي أبياتا لتعبير عن هذه المطالب بلغة شعرية لا تخلو من تعابير وحمولات صوفية يقول الافراني :

دعا للعلا أهل المغارب جهده …..فلما تولت ساعدته المشارق

فلباه سلطان السلاطين رائد.الرشاد الذي هابت ظباه الزنادقة

 

وساعد غليوم القياصر من غدا…هماما به تحمى العلا والحقائق.

الىان قال الافراني:

فقد جئتما بالنصر واليمن فاغتدت …..موكدة منكم ومنه العلائق

طيبا نفوسا وابذلا الحرب حقها.من الصدق كي يخزي العدو المنافق.

وبشراكم جئتم لنصرة سيد ………نمته إلى العليا أصول غرا نق

بعد النداء لم يحتاج الشيخ الهيبة دعم الدولة العثمانية بل إن النداء وجد أصداؤه عند الألمان الذي هبوا لتقديم المساعدة وهي المساعدة التي تأتي في إطار استراتيجي لمحاربة فرنسا.

لقد استغل الصوفي صراع النفوذ والتنافس بين القوى الاستعمارية التقليدية.لقد فهم الصوفي الدرس وشرط القيادة الرشيدة فعمل على استغلال تناقضان وتضارب المصالح الغربية.

وسائل إعلام الصوفي:

للصوفي إعلامه الخاص ووسائله التواصلية لنشر ما يمكن أن نسميه إيديولوجية.إيديولوجية يخصص لها المنابر بداية من منبر الجمعة ،مرورا بالخطب التي تلقى بحضرة المشايخ والمريدين ،من هذه المنابر يدعو الصوفي الناس إلى التعبئة العامة ضد الأعداء والعدو عند الصوفية ليس إلا الدخيل وشذاذ الآفاق أي القوى الاستعمارية الغربية .لذلك يختار الايديولوجى الصوفي لغة خاصة به ،لغة شعرية أدبية تحمل المعاني السهلة لان خطابه موجه للعامة فلا يخاطب الخاصة يقول الشيخ مربيه رب في اراجيز قصيرة ،سهلة الحفظ ،كانت بمثابة مناشير:

أعود بالله من النصارى...............وكل من كان لهم أنصارى

وبعد فالمقصود يا من اسلموا...........إياكم والكافرين تسلـموا

أحكامهم جور و ظلم عدلهم...........ودينهم كفر ويئس عدلهـم

اموالهم سم لدينكم وقيمــ...........ـمة بلادكم عسى الله يـقي

ويل لمن يتخذ الأعداء...........من دون رب العرش أولياء

والله مولانا ولا مولى لهـم.........شتان، بين مالنا وما لـهم.

أو كأن يقول قائلهم كلمة مشهورة تشهد بعدائهم للاستعمار الفرنسي:سأظل أجاهد فرنسا ولم يبقى معي إلا عصاي مادام بالا مكان صدهم عن شبر من هذا الجزء من بلاد الإسلام.

ان الصوفي مكافح ومناضل ودائم الاستعداد للقتال والمواجهة وليس ذلك فحسب وإنما يملك الصوفي القدرة على بناء وتأسيس الجماعة والمشاركة الفعالة في بناء الدولة على خلاف الرائج اليوم من ان الصوفية مجالهم حدد فقط في العبادة واغلبهم يمتهن الدروشة والابتعاد عن الحياة العامة.

بوية محمد الاغظف استاذ الفلسفة
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !