أريد أن أسأل :هل بإمكان الانسان أن ينتج قيما انسانية مشتركة ؟
و أجيب : نعم يمكن أن ينتج أي انسان قيمة انسانية مشتركة في لحظة زمنية معينة انطلاقا من فطرته التي فطره الله عليها بالتوازي مع حاجياته الراهنة و المعيشة ؟
فالجوع ينتج لدى الانسان الرغبة في الاكل مما يتوفر في الطبيعة من غذاء طبيعي ،غير محول ،استجابة للفطرة التي خلق عليها ... لكن بعد أن يشبع سيسعى حتما إلى أن يغير من طبيعة الغذاء الذي حصل عليه من الطبيعة في المرة الأولى تحت الحاح الجوع ؟
و هكذا كلما غير هذا الانسان من طبيعة الغذاء الطبيعي ... كلما نقصت فائدة هذا الغذاء الطبيعي المطبوخ مثلا ؟
و عندما يحس الانسان بالميل الجنسي أول الأمر فلن يمارس الجنس إلا مع نصفه الآخر في المكان و العضو المناسبين ...؟
أما بعد الشبع فسيفكر حتما في تغيير خلق الله و إتيان الرجال شهوة من دون النساء مثلا ...؟ أو إتيان المرأة للمرأة ...؟
لذلك فإن انتاج القيم لدى الانسان يكون نسبيا ووقتيا لميله الطبيعي للتجريب و التغيير و التلوين ... و تغيير خلق الله ؟
و من هذا المنطلق جاءت حاجة الإنسان للقيم الإلاهية التي تذكره بالمعايير السليمة التي تلبي مختلف حاجياته من مأكل و ملبس و زينة و ممارسة الجنس و التكاثر و تواصل الحياة لتجسيد الأمانة ... لخلافة الله في الأرض ... ؟
لقد انتجت الحضارة اليونانية ما يسمى بالديمقراطية في الحكم و قد تكون الديمقراطية اليونانية قد لبت مطامح النخبة في رعاية شؤون مجتمعاتهم في ذلك الزمن ...؟
كما أنتجت المجتمعات الغربية في العصر الحديث ديمقراطياتها استلهاما من التجربة اليونانية ...؟
وهي ديمقراطيات متعددة تعدد الشعوب الغربية واتساقا مع أديانهم السماوية التي لم تسلم من التحريف في أي لحظة من الزمن .... ؟؟
حتى أن اليهود كانوا قد طلبوا من نبيهم موسى أن يجعل لهم إلاها = كما لهم آلهة ؟= واتساقا مع ميلهم الطبيعي للقيم المادية المحسوسة ؟ كما هي طبيعة الانسان المخلوق من الطين ؟
كما أنهم قد صنعوا عجلا له خوار،و عبدوه ؟
أما العرب فبحكم هيمنة حضارة الكلمة المجردة عليهم فلم يروا بأسا في الإيمان بالقيم الإسلامية المجردة رغم تقديسهم للأوثان التي كانوا يرون أنها تقربهم إلى الله زلفى ...؟
لذلك نجح نبيء الاسلام لأول مرة في التاريخ البشري في بعث كيان دولة تقوم فقط على المعايير الربانية و القيم الإنسانية السامقة دون الحاجة للتماثيل و المجسدات المادية ... ؟
كما استطاع في زمنه بعث = خير أمة أخرجت للناس ..؟
إلا أن الفكر الإخواني المبني على كتب البخاري و مسلم و أبو هريرة ...؟
قد استطاع أن يرجع وثنيات الشرق و الغرب من الباب الكبير ...؟ و لا نزال منذ القرن الأول للهجرة ... إلى اليوم نعاني من مخلفاته القاتلة للتوحيد في النفوس و الزارعة للإستبداد و الأغلال الإصر ... في المجتمع ؟
التعليقات (0)