مواضيع اليوم

الفكاهة عند ابن سودون

سعيد مصطفى

2011-12-22 11:11:14

0

 من كتاباتى

 

ألف ديواناً سماه فن الخراع ومن أبياته:

الأرض أرضُ والسماء سمــاء والـماء ماء ُوالهواءهواء

والبحر بحر والجبال رواسخُ والنور نور والظلام عماء

والحر ضد البرد قول صادق و الصيف صيف والشتاءشتاء

ولابن سودون أسلوب خاص في الفكاهة – كما كتب نقوس المهدي - فهو يبدأ بدايات في غاية الجدية لشد انتباه حضرتك لتجد نفسك في غمار حكاية مضحكة، أو نكتة بارعة، أو يحكى لك أشياء عادية مألوفة بديهية، وهو يوهمك أنه يتحدث عن غرائب الدنيا، وعن أفكار ومعان لم يسبق إليها؛ فتنفجر ضاحكاً!

يروى عنه أنه تزوج امرأة لم تعجبه، فنظم فيها يوم الصباحية شعرًا، كان منه:

في وجهها نمشٌ.. في أذنها طرشٌ... في عينها عمشٌ للجفن قد سترا

في بطنها بعَجٌ.. في رجلها عرجٌ... في كفها فلَجٌ ما ضر لو كُسرا

في ظهرها حدبٌ.. في قلبها كدرٌ... في عمرها نوب كم قد رأت عبرا

يا حسن قامتها العوجا إذا خطرت... يومًا وقد سبسبت في جيدها شعرا

تظل تهتف بى: حسنًا حظيتُ بها... أواه لو حازها موت لها قبرا

ومن تحصيل الحاصل في شعره، قوله:

البحر بحرٌ والنخيلُ نخيل.. والفيل فيلٌ والزراف طويلُ

والأرض أرض والسماء خلافُها.. والطير فيما بينهن يجولُ

وإذا تعاصفت الرياح بروضةٍ.. فالأرض تَثبتُ والغصون تميل

والماء يمشي فوق رمل قاعدٍ.. ويُرَى له مهما مشى تسييلُ

ومن أغرب وأفكه وأمتع وأبدع ما كتب ابن سودون في هذا الباب قصيدة جاء فيها:

إذا ما الفتى في الناس بالعقل قد سما..... تيقن أن الأرض من فوقها سما

وأن السما من تحتها الأرض لم تزل..... وبينهما أشياءُ إن ظهرت ترى

وإنى سأبدي بعض ما قد عُلِّمته.... لتعلم أني من ذوي العلم والحجا

فمن ذاك أن الناس من نسل آدم ..... ومنهم أبو سودون أيضًا وإن قضى

وإن أبي زوج لأمي، وإنني ..... أنا ابنهما والناس هم يعرفون ذا

وكم عجب عندي بمصر وغيرها ... فمصر بها نيل على الطين قد جرى

وفي نيلها من نام بالليل بلّهُ.... وليست تبل الشمس من نام بالضحى

بها الفجر قبل الشمس يظهر دائمًا..... بها الظهر قبل العصر: قبل بلا مرا

ويسخن فيها الماء في الصيف دائمًا..... ويبرد فيها الماء في زمن الشتا

وفي الصين صينيٌّ إذا ما طرقتَهُ...... يطن كصينيٍّ طرقتَ.. سو ا سوا

بها يضحك الإنسان أوقات فرْحهِ...... ويبكي زمانًا أكثرًا حين يبتلى

وفيها رجال هم خلاف نسائهم...... لأنهم تبدو بأوجهـــهم لحى

وبالشام أقوام إذا ما رأيتَهم...... ترى ظهر كل منهم وهو من ورا

بها البدر حالَ الغيم يخفى ضياؤه...... بها الشمس حال الصحو يبدو لها ضيا

ومن قد رأى في الهند شيئًا بعينه...... فذاك له في الهند بالعين قد رأى

ومن قد مشى وسط النار بطُرْقها...... تراه بها وسط اللهيبِ وقد مشى

وعشاق إقليم الصعيد به رأوا..... ثمارًا كأثمار العراق لها نوى

به باسقات النخل وهي حوامل...... بأثمارها قالوا: يحركها الهوا

ولا علمتني ذاك أمي ولا أبى...... ولا امرأة قد زوجاني ولا حما
هو

نور الدين أبو الجسن على ابن سودون العلائى البشبغاوى المصرى ( القاهره، 1407 - دمشق، 1463 )، شاعر و كاتب مصرى مملوكى ساخر برع فى الكتابه باللغه المصرى و العربى. بيعتبر من احسن الكتاب الساخرين اللى ظهروا فى تاريخ مصر. اتولد ابن سودون فى القاهره سنة 1407 و درس على ايدين مشايخ و كتاب عصره فكانت ثقافته متنوعه و متفوقه فى كل فنون القول. اشتغل امام فى جامع و شارك فى معارك عسكريه لكن اتجه لكتابة القصص و الأشعار و الأغانى المضحكه. سافر من مصر على دمشق و اشتغل مخايلى لفن خيال الضل ، اللى برع فيه قبله بسنين " ابن دانيال " ، و اتوفى هناك.

بتوضح كتابات ابن سودون بالمصرى فى مواضيع من البيئه المصريه الخالصه مدى اندماج المماليك فى المجتمع المصرى و انهم اتمصروا و عاشوا فى مصر كمصريين و كانوا بيتقنوا المصرى و العربى زى ما بتوضحه كتابات ابن تغرى بردىابن إياس و غيرهم. و

إتولد ابن سودون فى عصر الدوله المملوكيه البرجيه فى عهد السلطان الخليفه العباسى القاهرى المستعين بالله العباس و اتوفى فى عهد السلطان الظاهر خشقدم ، و بكده عاصر اتناشر سلطان من سلاطين مصر.

ابدع ابن سودون فى كتاباته بالمصرى و كانت كتاباته النثريه و اشعاره و خواطره و فلسفاته نابعه من تراث مصر و تعبير صادق عن حياة المصريين. ابن سودون كان كمان موسيقى و ده بيوضحه شعره الغنائى اللى على نظام الضروب الموسيقيه بالسجيه زى المواويل النهارده و عشان كده كانت اشعاره بيستسيغها المصريين و بيحبوها.

ابن سودون كان ليه اسلوب مميز فى الكتابه فكان بيعتمد على المفارقه و بيكتب عن مواضيع عاديه جداً ما تحتاجش ذكاء كبير لكن بطريقه توحى انها من عجايب الزمن و حاجات ما سمعش عنها حد و لا عرفها قبله ، و كان بيبدأ الموضوع بطريقه جد جداً عشان يشد انتباه السامع أو القارى و يخليه يركز فى الموضوع و بعدين يدخله فى حكايه تضحك و يوهمه انه فى موضوع مش عادى بطريقه تخليه يفطس من الضحك.

باحثين كتار كتبوا عن ابن سودون و اشعاره منهم الباحث " شوقى ضيف " فى كتابه " الفكاهة فى مصر ".

من مؤلفاته كتاب " نزهة النفوس ومضحك العبوس " و ديوان " فن الخراع ". بيتكون كتاب " نزهة النفوس و مضحك العبوس " من خمس أبواب ، الباب الأولانى قصايد بالعربى الممزوج بكلام مصرى ، و الباب التانى حكايات ، و التالت قصايد بالمصرى ، و الرابع زجل و مواويل ، و الخامس حكايات و نوادر. سواء المكتوب بالعربى او بالمصرى الاتنين بيضحكوا لكن المصرى بيتفوق بالالفاظ الجميله و الكلام الظريف من البيئه المصريه.

ايضا من اقواله

عجب عجب عجب عجب

بقر تمشى ولها ذنــــــــب‏ .. ولها في بزبزها لبــــــــــن

يبدو للناس إذا حلبـــــــــوا‏ .. من اعجب مافي مصر يرى

الكرم يرى فيه العنب .. والنخل يرى فيه بلح

وايضا يرى فيه رطب

والمركب مع ما قد وسعت .. في البحر بحبل تنسحب

والناقة لامنقار لها .. والوزة ليس لها قنب

والخيمة قال النــــــــاس إذا نصبت فالحبل لها طنـــــــب‏

لابد لهذا من سبب

حزر فزر ماذا السبب

لا تغضب يوما إن شتمـــت .. والناس إذا شتموا غضبوا‏

زهر الكتان مع البلســـــان .. هما لونان ولا كـــــــــــــذب‏

البيض إذا جاعوا أكلــــــــــوا .. والسمر إذا عطشوا شربــــوا‏




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !