مواضيع اليوم

الفقر وقسوة الصحراء ينشران المخدرات في البادية الاردنية

روح البدر

2010-06-10 06:58:56

0

الفقر وقسوة الصحراء ينشران المخدرات في البادية الاردنية

 


تاريخ النشر : 27 May 2010 - 6:21am | تقرير: صحيفة الغد (photo:flickr.com)

 


مفردات البحث الأردن البادية البدو التهريب. الشباب تعاطي المخدرات

 


موفق كمال وزايد الدخيل - عمان - الجفر - لم تنج مناطق حدودية نائية وفقيرة، في الشمال الشرقي وفي الجنوب من الأردن، من انتشار تعاطي المواد المخدرة وترويجها بين الفئات الشبابية، حتى بات هذا الانتشار ظاهرة مقلقة لأهالي تلك المناطق، وسط انتقادات لضعف "الدور الرسمي" في التصدي لهذه الظاهرة.

وبعد أن كانت مثل هذه المناطق الحدودية، التي يضرب فيها الفقر والبطالة وتردي الخدمات العامة، ممرا لتهريب المخدرات بصورة أساسية، واقتصار خطر تجارتها وسمومها على فئة المهربين والمتعاملين معهم، باتت اليوم، في ظل ظروف اجتماعية ومعيشية صعبة، وتشديد الرقابة على الحدود والحد من تهريب هذه السموم، مكانا تنتشر فيه بين شبابها، بصورة دفعت الأهالي ووجهاء هذه المناطق إلى دق ناقوس الخطر.

وفي هذا السياق، بدا لافتا أن تزايد انتشار تعاطي المخدرات في بلدة صبحا في البادية الشمالية الشرقية، دفع وجهاءها إلى التوقيع على ميثاق شرف فيما بينهم، يلتزمون فيه بعدم التوسط للمتورطين في قضايا المخدرات، بينما طالب أهالي الجفر، إحدى المناطق الحدودية، التي تعاني من الظاهرة، لإيجاد قسم لمكافحة المخدرات في منطقتهم، ليلاحق المروجين والمتعاطين، ويحد من انتشارها.

وعزا وجهاء وشخصيات في الباديتين الشمالية الشرقية والجنوبية، في أحاديث لـ"الغد"، التي تجولت في مناطقهم، والتقت العشرات من الأهالي والوجهاء، انتشار المخدرات إلى سوء الظروف الاقتصادية التي يعيشونها، في ظل انعدام فرص العمل، ورفع الدعم عن الأعلاف، ما يدعو الى علاج هذه الظاهرة والمشكلة بصورة تكاملية، تراعي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية.

كما يشكو وجهاء من أن مناطقهم تغيب عنها تطبيقات الأبعاد المختلفة للاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، بحيث تركز الأجهزة الأمنية المختصة على المحور الاستخباري الأمني، بخاصة في ملاحقة المهربين، من دون الغوص في المحاور الوقائية والعلاجية والتثقيفية في هذه المناطق.

بينما يلفت سكان في الجفر، إلى أن تشديد القبضة الأمنية على الحدود مع السعودية برغم إيجابيته، إلا إنه حول كميات من المخدرات الى منطقتهم، وتحديدا مادة الحشيش المخدر وحبوب الكبتاجون، ما يستدعي ربط هذا التشديد، بإغلاق منافذ تسربه الى الداخل، وتحديدا الى مناطق حدودية.

قصص وحكايا عديدة ومؤلمة، يتناقلها أبناء الباديتين حول أشخاص تاجروا بالمخدرات او تعاطوها، وكانت نهاياتهم وخيمة، كثير منها تشير الى انتشار الطمع، أو تعكس جهلا وقلة حيلة وفقرا وبطالة.

تجارة وتهريب "بخس" لسموم المخدرات

وتتجاور حكايات تهريب المخدرات والاتجار بها وتعاطيها مع واقع منطقة، شبه منسية، ففي ظل هذه الأجواء المؤلمة، تسلل ثلاثة من أبناء البادية الشمالية من الأراضي السورية، عبر منطقة "الحرّة" منتصف ليلة موحشة، وبحوزتهم كميات هيروين، لكن ما هي إلا لحظات حتى قبض عليهم ضباط وأفراد مكافحة المخدرات.

لم يكن في مخيلة الشباب الثلاثة سوى الحصول على المال، لينقذهم من فقر مدقع، وبدل أن ينقذهم مال المخدرات، استقبلهم ظلام السجن، مقابل 300 دينار، كان سينالها كل واحد منهم.

ويوضح المقدم أنور الطراونة من مكافحة المخدرات، الذي روى هذه الحادثة التي جرت العام 2005، أن "المؤسف أكثر هو ان ناقلي المخدرات عبر الحدود، وتحديدا في البادية الشمالية، يجهلون خطورة عملهم، بل لا يفسح الموردون المجال لهم بالسؤال عن ماهية ما يهربونه، إلى أن يقبض عليهم".

لم تعد بوادي الاردن باعتبارها مناطق حدودية، ممرا للمخدرات للخارج فقط، بل باتت تعاني من كونها أصبحت ممرا خطيرا على فئة الشباب هناك، وحتى يحد مما تعانيه، وقع أكثر من 60 شخصا من وجهاء منطقتي صبحا والدفيانة، مؤخرا، بينهم مدير الأمن العام السابق ظاهر الفواز، وثيقة شرف لمحاربة مبدأ "الواسطة او التكفيل" في قضايا المخدرات.

وإذ تستهدف المخدرات شباب تلك البادية، فإن اجتماع الفقر والصحراء القاسية، والحياة البائسة، مهدت لانتشارها بينهم تجارة وتعاطياً، لتقضي على مستقبلهم في ظل الفراغ القاتل، وانعدام وسائل الترفيه وفرص العمل، ليصبحوا فريسة سهلة لأرباب هذه الآفة، التي تعزَّز انتشارها لوقوع هذه البادية في منطقة حدودية، تبعد 15 كيلومترا عن الحدود السورية، بحسب ما ذكر الشيخ هايل الفواز.

حال البادية الشمالية، ليس بأفضل منه في البادية الجنوبية، بل هو أكثر جدلا وأهمية، بخاصة بعد فقدان الجفر حتى الآن 6 من أبنائها في أحكام إعدام بالسعودية، وعشرات المحكومين في سجون الاردن والسعودية لضبطهم في قضايا مخدرات.

"لا يكاد يخلو منزل في الجفر من ابن يتعاطى المخدرات، أو يروجها او ينقلها او يتاجر بها"، بحسب ما ذكر لـ"الغد" وجهاء من المنطقة، التي تعاني من النسيان الرسمي.

في البادية الشمالية

حين تجول فريق "الغد" ظهرا في مناطق من البادية الشمالية، كانت شوراعها خالية من معظم السكان، لارتفاع درجات الحرارة ولتكاثف الغبار، وكانت ملامح من التقاهم، مشحونة بمظاهر قسوة العيش، فأغلبهم يعمل في الرعي، آملين العثور على قليل من الأعشاب لأغنامهم في تلك الصحراء، بدل الأعلاف، التي لم يعد مجديا شراؤها لإطعام "حلالهم" بعد ارتفاع أسعارها منذ نحو عامين لرفع الدعم الحكومي عنها، ما دفع معظمهم الى اعتزال تربية المواشي، والتوجه للعمل في المخدرات.

يتحدث الشيخ الفواز لـ"الغد" عن استغلال مهربي المخدرات للبادية الشمالية، الممتدة على مساحة 50 كيلومترا، من منطقة الشلالة وحتى شرقي منطقة "أم القطين"، لافتا إلى أن "إزالة حقول الألغام المحاذية للحدود، سهل مهمة التسلل عبرها وجلب المخدرات، لتهريبها إلى دول مجاورة غالبا".

وتؤكد مصادر أمنية مطلعة، أن البادية الشمالية الشرقية، البداية الجغرافية لخط تجارة المخدرات، في المملكة، ففيها يتمترس تجار هذه الآفة، ليستمر هذا الخط الى العاصمة عمان وضواحيها وبعض المحافظات المجاورة لها، ثم ينتقل الى البادية الجنوبية، ليتم تهريب المخدرات إلى دول مجاورة.

وبحسب الفواز، فإنه يوجد في منطقة صبحا وحدها 4 أشخاص بترت أقدامهم اثناء محاولتهم اجتياز حقول ألغام أثناء عبور الحدود، 3 منهم توفوا لاحقا، وما يزال الرابع على قيد الحياة، فضلا عن قرابة 13 شخصا محكومين في قضايا إتجار بالمخدرات، اضافة الى متعاطين ينتشرون بكثرة في منطقة صبحا. واضطر ابن الشيخ الفواز، ناصر لتسجيل أطفاله في مدرسة بمدينة المفرق، مفضلا إياها على الدراسة في صبحا، حتى "لا يكونوا عرضة للمخدرات، التي كان يتداولها بعض الطلاب" .

تفشي الحشيش بين الشباب

يقول ناصر "في السابق، كانت مناطق البادية الشمالية تشهد نقلا واتجارا بالمخدرات، لكن الامر الخطير، والذي تفشى منذ عامين، هو ظاهرة التعاطي بين الشباب وتحديدا الحشيش وحبوب الكبتاجون".

ويلجأ مهربو المخدرات، لتهريب آفتهم، بحسب الفواز عبر نقلها على ظهور الدواب، أو بحملها على ظهورهم والسير فيها نحو 15 كيلومترا، قادمين من الاراضي السورية وحتى منطقة صبحا، او اي من المناطق المحاذية.

وبالرغم من انتشار ضحايا للمخدرات في منطقة صبحا ومنطقتي "ام الجمال" و"الزعتري"، وحديث الناس عن معاناتهم مع هذه الآفة، فإن عديدين رفضوا إجراء الحديث عن وضع المخدرات في باديتهم، لحرجهم اجتماعيا، كون متعاطي المخدرات منبوذين.

بيد أن شابا عشرينيا، يدعى عزام السردي، يطلق لحية، وتبدو عليه مظاهر الالتزام الديني، تحدث بإسهاب عن واقع هذه الآفة في صبحا، وروى لـ"الغد" قصة شقيقه، الذي ضبط في نيسان (ابريل) العام الماضي وبحوزته الحشيش.

يقول "كان شقيقي موظفا رسميا، تورط في قضية حشيش مع قريب لنا، ضبط فيها 200 كيلوغرام، وأدينا بالأشغال الشاقة المؤقتة مدة 7 سنوات ونصف السنة لكل منهما، بالإضافة الى الغرامة".

ويضيف "لم يكن لشقيقي أسبقيات، وكان ملتزما دينيا ويتسم بحسن أخلاقه، وهو متزوج، يعيش حياة طبيعية، لكن تراكم الديون على عائلتنا دفعه لنقل المخدرات، بقصد تخليصنا من الضائقة المالية، التي كنا وما نزال نعيشها".

ويتابع "قبل القبض عليه واكتشاف أمره، وعده شقيقه بتكفل نفقات تعليمه في الجامعة، بعد نجاحه في الثانوية العامة، من دون أن يخبره بأن هناك عملية مخدرات سينفذها، وأنه كان يتوقع جني مبالغ كبيرة منها، لتفاجأ أسرته بإلقاء القبض عليه"، مبينا أن "اسرتنا أصبحت الآن أكثر معاناة، ولم أتمكن من الدراسة في الجامعة".

ويتحدث أهال من صبحا عن ارتياد شبان ليلا لمنطقة مهجورة، تدعى "الخربة"، يتعاطون الحشيش والكبتاجو فيها، وقد توجه فريق "الغد" للمنطقة، وهي عبارة عن مجموعة منازل خَرِبة، تتناثر فيها أعقاب سجائر "هيشة"، تستخدم أحيانا لغايات التعاطي، فضلا عن آثار حفر وتنقيب، لاعتقاد من يرتادها ان هذه المنازل، أنشئت في العصر الروماني ومليئة بالدفائن الذهبية.

ويبدو ان "انعدام فرص العمل، سبب رئيس في انتشار المخدرات بين شباب المنطقة، بحسب رئيس البلدية عمر الدلماز، والذي يأمل ان "يحد ميثاق الشرف من التوسط في قضايا المخدرات"، موضحا أن هذا الميثاق "سيكون الآن مبررا، يعتذر فيه وجهاء المنطقة، عن التدخل في قضايا المخدرات، أملا بالحد من انتشار هذه الآفة".

وبحسب الدلماز، فإنه ولغايات التغلب على الفراغ في منطقة صبحا والدفيانة، أنشأت البلدية ناديا رياضيا، إلى جانب تنظيمها لمهرجان سنوي، مؤكدا أن ظاهرة انتشار التعاطي، وتحديدا للحبوب، بدأت منذ عامين.

وبالرغم من عدم توافر إحصاءات عن عدد متعاطي ومروجي او متاجري المخدرات، في البادية الشمالية الشرقية، إلا أن السيناريو ذاته، يكاد يتكرر أيضا في منطقة "أم الجمال"، لكن رئيس بلديتها صالح المساعيد، ذي الخلفية الأمنية، أكد انه وبعد إزالة حقول الألغام على الحدود، أصبحت عمليات التهريب سهلة جدا.

مع ذلك، فالمساعيد يرى أن التعاطي او الإتجار بالمخدرات "محدود بين أبناء المنطقة"، ويقدر عدد المتعاطين في المنطقة، بما يزيد قليلا على 10 أشخاص، إضافة لشخص يقضي عقوبة 7 سنوات ونصف السنة، في قضية إتجار، عازيا انتشار ترويج المخدرات إلى الفقر والبطالة بين أبناء المنطقة، وقربها من الحدود.

إلى ذلك، يرى النائب السابق سعد هايل السرور أن انتشار المخدرات في البادية عموما، يعود للظروف المعيشية الصعبة، لافتا الى أنه قبل 5 أعوام، نبه في ورقة قدمها لمجلس النواب من الظروف القاسية لمربي المواشي، وذلك رفضا لرفع الدعم عن الأعلاف.

وقال إن منظري رفع دعم الأعلاف "لم يأخذوا بالحسبان أن مربي المواشي سيتوجهون إما للإعانة الحكومية أو إلى السلوك الجرمي بعد خراب تربيتهم للمواشي وضرب تجارتهم"، لكنه مع ذلك يؤكد أن ذلك "لا يبرر لأحد بأن يواجه ظروفا اقتصادية صعبة بالإتجار في المخدرات".

ويقول محمد عودة الخالدي أحد وجهاء منطقة الزعتري، أن "تعاطي المخدرات منتشر في المنطقة، في ظل وجود تجار كبار يتمتعون بنفوذ قوي"، مشيراً إلى أن هؤلاء التجار "منبوذون في المجتمع، ولا يجدون الاحترام بين أهالي الزعتري".

ويدعو إلى تشديد الإجراءات الأمنية لمكافحة المخدرات وتجارتها وترويجها، والضرب بيد من حديد على مقترفيها، مبينا أن هناك 20 – 40 متعاطيا في المنطقة.

في الجفر مشكلة أيضا!

منذ ما يزيد على عامين وأهالي الجفر يطالبون بإنشاء مكتب لمكافحة آفة المخدرات في منطقتهم، التي تفشت فيها، وأضرت بأبنائها، وفق الشيخ علي عبدالله ابو تايه.

وأكد الشيخ ابو تايه انتشار المخدرات في مناطق عديدة من البادية الجنوبية، مطالبا بتكثيف العمل الأمني في تلك المناطق، لمنع أبنائها من العمل في المخدرات.

وأضاف "طالبنا أكثر من مرة بإيجاد مكتب لمكافحة المخدرات، والذي قد يحد من الظاهرة"، مبينا أنه "يكاد لا يوجد منزل في الجفر، إلا وفيه فرد يتعاطي او يتاجر بالمخدرات"، مؤكدا أن عمليات الترويج والتعاطي "تتم في وضح النهار، لدرجة ان بعض المروجين يوصلون المادة المخدرة الى منزل المتعاطي على نظام دليفري".

وقال "نحن نحاول بذل جهود للتأثير على الشباب، لكن لا محالة، بحيث أن أقرب مكتب للمكافحة يقع في شرطة معان، ويبعد عن قضاء الجفر قرابة 60 كيلومترا".

ويرجع رئيس بلدية الجفر محمد مليحان النواصرة انتشار الظاهرة في قضاء الجفر، الذي يصل عدد سكانه الى 12 الف نسمة، الى تفشي الفقر والبطالة.

ويقول المواطن محمد الدميني، إنه في ظل انعدام فرص العمل فإن أهالي من الجفر يفضلون العمل في المخدرات على تقاضي مخصصات من صندوق المعونة الوطنية، "فهم يعتبرون أن مخصصات الصندوق يجب تذهب للأرامل وأصحاب الاحتياجات الخاصة من المعاقين، لكن ليست لفئة الشباب والرجال من أبناء البادية".

ويرون أنه من العيب الوقوف في طوابير الصندوق للحصول على مخصصات مالية شهرية، وبالتالي فإن العمل في المخدرات، يعتبر أقل ألماً من الحصول على الصدقة، بصرف النظر عن خطورة ذلك.

ويوضح النواصرة أن "معاناة أهالي الجفر كبيرة، فضحايا المخدرات من شبابنا يتفشى بينهم الفقر والبطالة، بالرغم من قرب شركة الفوسفات من مناطقنا، لكن من دون تشغيل أي منهم فيها". ويضيف "لم يأتنا أي شيء من الفوسفات سوى غبارها الذي سبب لنا الامراض"، لافتا الى ان الجفر "في عرض الصحراء ولا أحد يعلم عن سكانه شيئا".

ويتقاضى مهربو المخدرات في البادية الجنوبية أجورا تصل الى عشرات آلاف الدنانير، وبما يفوق أجرة تهريبها من الشمال، وذلك لأن إدخالها الى السعودية، على عكس نقلها من الشمال إلى أراضي الأردن، تكون أحكامه الإعدام، في حين تصل العقوبة في الاردن الى الحبس 15 سنة، وبعد الأخذ بالاسباب المخففة التقديرية، تصل الى 7 سنوات ونصف السنة.

وتخلو الجفر من أي محاضرات أو نشاطات لها علاقة بالتوعية والإرشاد حول آفة المخدرات، بحسب وجهاء فيها، لذلك، فهم يطالبون بقسم للمكافحة.

وفي مقابلة مع مدير إدارة المكافحة العقيد مهند العطار، أكد أن المعالجة لمدمني المخدرات تكون لمن يتقدم للعلاج من تلقاء نفسه، بحيث يخضع لعلاج إرشادي ونفسي وطبي، ويبقى لمدة طويلة تحت المراقبة لضمان عدم عودته الى تعاطي المخدرات، نافيا في الوقت ذاته خضوع من يدينه القضاء بأي من جرائم المخدرات للعلاج.

وأكد العطار أن "الأردن بحمد الله ما يزال ممراً للمخدرات حتى الآن، وأن 95% من كميات المخدرات التي تضبط، تكون لدول مجاورة".

وعن كميات الحشيش (الماريغوانا) التي تزرع وتضبط في الحملات الأمنية على المناطق الساخنة، وتحديدا في الشونة الجنوبية، قال العطار "انها كميات بسيطة ولا تتجاوز حد التعاطي، وإن زراعتها ناتجة عن تصرفات فردية لغايات التعاطي وليست للاتجار"، مشيرا إلى أن الزراعات التجارية تكون بآلاف الاطنان"، لافتا إلى أن كل 60 كيلوغراما من الماريجوانا لا ينتج سوى 6 كيلوات حشيش.

ويقول العطار إن "المخدرات تزرع في دول وتمرر لدول اخرى، وفي النهاية تستهلك في دول اخرى، مشيراً الى ان الإدارة تنسق مع الأجهزة الامنية في دول الاستهلاك وتبلغها عن وجود اشخاص ينتظرون هذه المخدرات، وذلك بالتنسيق الأمني مع دول الجوار، وأحيانا تعقد اجتماعات مشتركة لتتبع المتورطين في دول الاستهلاك.

ويبن العطار أنه منذ العام 2009 وحتى الآن، هنالك زيادة في كميات الهيروين، بسبب زيادة زراعته في دول الإنتاج مثل أفغانستان، مؤكدا ان ارتفاع الكميات المضبوطة له علاقة بالعروض المقدمة في دول الإنتاج وانخفاض الأسعار.

وعن أماكن دخول المخدرات الى المملكة، أوضح العطار أنه يتم عبر الحدود الرسمية البرية أو المطار جوا، وأحيانا تهرب بطريقة غير مشروعة إلى الأردن عبر الحدود البرية والتسلل منها ونقل المخدرات بواسطة دواب او حملها على ظهور مهربين. ولفت العطار الى ان 95 % من المواد المخدرة التي تدخل الأردن تهريبا، تأتي من دول مجاورة وبعيدة، بهدف إعادة تهريبها خارج الاردن، والكمية المتبقية تكون للاستهلاك المحلي.

وفيما يخص الجانب الوقائي يقول العطار إن الادارة تركز عملها في جميع محافظات المملكة ، عبر برامج توعوية وإرشادية تحذر من أخطار تعاطي المخدرات، وتتعاون مع وزارات: الصحة، الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، التربية والتعليم، التعليم العالي، فضلاً عن وضع مسارات تعليمية تتعلق بالمخدرات، وعقد محاضرات في الجامعات الاردنية، وغيرها من الأنشطة.

وبالرغم من الإجراء الوقائي والإرشادي الذي تقوم به إدارة المكافحة بحسب العطار، لكن وجهاء في الباديتين الشمالية والجنوبية، أكدوا على ضعف وجودها، اذ يؤكد الشيخ الفواز ان خطيبا لمسجد في منطقته قدم خطبة واحدة عن المخدرات.

وأكد رئيس البلدية ان محاضرتين عن محاربة المخدرات عقدتا في إحدى مدارس صبحا، بينما ينفي وجهاء من الجفر حدوث أي جانب إرشادي او توعوي لمحاربة الآفة، ويتساءلون حول تنفيذ مطالبهم منذ أعوام لإنشاء مكتب للمخدرات في الجفر، من دون ان يستجاب لها.

وبلغ عدد الاردنيين المضبوطين في قضايا مخدرات 1887 شخصا، وغير الأردنيين 221، وضبط من الحبوب المخدرة 879011 حبة، و1059،542 كيلوغرام حشيش، و196 كيلوغرام هيروين، و4،25 كيلوغرام كوكائين، و42،301 كيلوغرام ماريجوانا، و5،921 كيلوغرام أفيون، و2 كيلوغرام امفيتامين.

المصدر: الغد الاردني




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !