الفقراء طبقة من طبقات أي مجتمع فوجودها مرتبط عوامل عدة إقتصادية وإجتماعية وتنموية وتعليمية , فالتنمية لم تراعي تلك الطبقة المهمة والأشد أهميةً من الطبقة الوسطى فلم تركز مشاريع التنمية المختلفة " التنمية المعرفية , العمرانية , الصناعية , التعليمية الإقتصادية , الثقافية الخ " على طبقة الفقراء بل تركوا يواجهون تحديات صنعتها وأفرزتها التنمية الغير متوازنة بمؤسساتها وخططها المختلفة . يخلط البعض بين الطبقة المتوسطة وبين طبقة الفقراء فالبعض يرى طبقة الفقراء جزء من الطبقة المتوسطة والحقيقة أن طبقة الفقراء ليست جزءً من الطبقة المتوسطة لأنها تعيش بعيداً عن الطبقة المتوسطة ويعيش أفراد تلك الطبقة داخل أحياء بعيدة جداً عن أعين الطبقة المتوسطة وعن أعين المؤسسات والأفراد ولا يكاد يخرجون إلا بحثاً عن لقمة عيش بجوار مكب نفايات أو تسول عند إشارة مرور أو جهاز صراف فأفرادها لايجدون قوت يومهم والأمراض تفتك بأجسادهم والجريمة خيار الفتيان والفتيات الوحيد وبالتالي فإن بينها وبين الطبقة المتوسطة سنوات ضوئية لا يستطيع الخيال اللحاق بها . لم يقطف الفقراء ثمار التنمية كغيرهم بل تركوا للفتات وما تجود به الأنفس في عملية تشبه حياة الأدغال بتفاصيلها الدقيقة القوي يأكل الضعيف والضعيف يلعن القوي ومن كان حالة متوسطاً فإنه يقلب ناظريه في تلك الحياة الممتزحة باللعن والتعدي والتهميش ! تٌرك الفقراء يواجهون صعوبات الحياة بمفردهم فالمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني خاصة مؤسسات أعمال الخير والبر كما يحلو تسميتها لم تقدم للفقراء ما ينقلهم من واقع لأخر فكل الخطط والبرامج الأساسية وضعت لأجل الطبقة المتوسطة بصفتها الطبقة الاساسية والداعمة لصمود المجتمعات فهي "الطبقة المتوسطة " تغذي الطبقة الغنية وتحتضن الكفاءات والإبداعات والطاقات المنتجة وهي صاحبة القول الفصل في أي مجتمع يطمح لأن يتقدم ويتغير فتفكير العالم منصب على الطبقة المتوسطة وبالتالي كانت الخطط والبرامج موجهة لتلك الطبقة لكي لا تنهار ومن ثم ينهار المجتمع في وأد سحيق . طبقة الفقراء هي الأولى بالدعم والتركيز فأهميتها من أهمية الطبقة المتوسطة ووجودها لا يخرج عن إطارين الأول إطار العار خاصة في البلدان الغنية ذات الموارد الوفيرة والإطار الثاني إطار الظروف الطارئة ويشمل ذلك الإطار الحروب والصراعات والكوارث البيئية والتنمية الغير متوازنة التي قد تكون أحد أهم الاسباب في تزايد أعداد الفقراء , دعم طبقة الفقراء ومحاولة إنتشالهم من واقعهم الأليم وتقديم الدعم المباشر والمركز كفيل بتحويل تلك الطبقة لطبقة داعمة للطبقة المتوسطة وكفيل بكبح جماح كثيرٌ من الجرائم التي نشأت بفعل عدة عوامل من أهمها الفقر العامل الأكثر حضوراً في أي جريمة تٌرتكب على سطح الأرض .. الفقر داء يعطل الطاقة البشرية ويعطل العقل فالجهل مرتبط بالفقر والجريمة مرتبطة بالفقر والغضب مرتبط بالفقر ,الفقر كارثة وصدق من قال لو كان الفقر رجلاً لقتلته فالفقير يفكر في الجريمة مائة مرة في اليوم يصنع بعقله الخيال ويحاول إستنساخ ما بالعقل على أرض الواقع وتلك هي الكارثة فالربيع العربي لم يتفجر بركانه الإ بفعل عدة أسباب ولعل أهم سببٍ كان هو الفقر فالفقر من دفع بالكثيرين للخروج إلى الشارع لكتابة تاريخ جديد عنوانه نحن هنا نحلم بما تحلمون ونطمح لغد مشرق وحياة كريمة وعدالة إجتماعية فهل ستركز المؤسسات الحكومية والجهود المجتمعية " مؤسسات المجتمع المدني وجهود الأفراد" على تلك الطبقة " طبقة الفقراء أم سيتركون للفتات داخل الأزقة فالفقر صنع تاريخ جديد أختلطت أوراقة بالدماء والمتأمل يرى الحقيقة بوضوح فيكفي تنظير حول القضية وأبعادها فالتنظير لا يحل مشكلة بل يؤجلها ويؤجل حلولها ويعمقها أكثر والعقل لايستفيق الإ بعدما تحل بالجسد صدمة تنال من توازنة ؟؟؟
التعليقات (0)