الفقراء أولى من الحيوانات

  عبر مواقع التواصل الإجتماعي أقام مجموعة من الشباب النشطاء في حقوق الحيوان حملة لتبني القطط الضالة بالشوارع ودعوا لإنشاء ملاجيء تأوي القطط من حياة الشوارع النتنة , حملة توعوية إنسانية يشكرون عليها ففي كل كبد رطبة أجر , لكن أليس أولى أن يٌطلق أولئك الشباب حملة وطنية إنسانية لدعم الأسر الفقيرة وإيصال صوتها للمسؤول الذي حتى الآن لم تلد خطته الإستراتيجية للقضاء على الفقر المطلق بعدما قضى على الفقر المدقع على حد توهمه ؟ احياء وهجر وقرى تحتضن فقراء طبقات فوق طبقات , يعيشون حالة الكفاف مفترشين الأرض ملتحفين السماء مرددين الفرج آتٍ لا محالة فدوام الحال من المحال , تلك الكلمات أداة تمني في زمن أصبحت الإنسانية عبء كبير على حاملها واصبحت الهالة الإعلامية تتغافل عن مشكلات المجتمع وظروف أبناءه المختلفة وأصبحت ثقافة التطوع معكوسة تسير عكس التيار .. لايمكن القضاء على الفقر دون المرور على مسبباته الكثيرة والمعقدة , فالجهل سبب رئيسي للفقر والبطالة كذلك والبيروقراطية الحكومية سبب في الفقر والفساد الإداري والمالي سبب وضعف الجمعيات الخيرية وإنحراف مسارها سبب وجميع تلك الأسباب وغيرها تفاقم من نسبة الفقر وتخرجة عن دائرة السيطرة التي يخشاها الجميع . وزير التخطيط صاحب مقولة الفقر المدقع لا يعلم أن الغالبية العظمى من أفراد المجتمع لا تعرف ما هو إختصاص وزارته فهي حاضرة إسماً غائبة فعلاً ودورها تكاملي لكنها لم تتكامل مع ذاتها فكيف تتكامل مع قريناتها من الوزارات الأخرى المرتبطة بالحياة اليومية للفرد كوزارة التجارة ووزارة الشؤون الإجتماعية ؟ مكافحة الفقر والتقليل من نسبته عملية شاقة تحتاج لجدية كبيرة وتكامل مؤسسي وتعاون مجتمعي عملية تحتاج للكثير من المراجعات التنظيمية بعيداً عن التصريحات التهكميه من برج عاجي مرتفع. التطوع ثقافة محمودة تنهض بالمجتمع وعتبي الوحيد لماذا التفت الشباب للقطط الضالة وتركوا الآوادم القابعة على رصيف الفقر والحاجة فالفقراء أولى من الحيوانات وتلك هي ثقافة التطوع الصحيحة في زمن الإنسانية العرجاء ؟