كثيرا ما أعود لأدخل حديقة الصبا من أول سنة53 حتى 59 وهي السنين الأولى من عمر ثورة عبد الناصر وأتذكر أياما خلت بحلوها ولم تذهب بمرها حيث كانت تخلو من المر. تذكرت السنين التي قضيتها في المدرسة الابتدائية من سن الخامسة والنصف إليى العاشرة والنصف وهي خمس سنين كانت ستة لزملائي حيث دخلت السنة الثانية مباشرة ولا أدري لماذا؟ هل كان ذلك إكراما لأبي رحمة الله عليه حيث كان من رجال التعليم أم لأني كنت فعلا أقرأ وأكتب ولكن مع جهل تام بعلم (الحساب) حيث كنت أجيب علي سؤال المعلم كم ناتج 5 ضرب 6 فأجيب سريعا 65 وإذا قلبها سائلا طيب 6 ضرب 5 فأقول سريعا أيضا56 وهكذا... أما الآن فقد تعلمت الحساب......المهم كان في ذلك الوقت تقوم وزارة التربية والتعليم بتوزيع اللبن المجفف والجبن الفلمنك أو الشيدر وأحيانا الفول المدمس مع الخبز أو البيض المسلوق أو العدس وكل هذه الأصناف منها المحلي ومنها معونات كانت تأتي من حيث لا ندري... تطورت التغذية في المدارس بعد ذلك لتصبح فطيرة فاخرة جدا مخبوزة باللبن والسمن وذات حجم محترم لا يزال طعمها في فمي لشدة حلاوتها ...كان من ضمن زملائنا تلميذ يعمل والده برتبة عسكري يعلق علي ذراعه الأيمن شريطان ليتفاخر برتبة العريف في الشرطة وكان يعمل سائقا لسيارة المأمور...هذا التلميذ النجيب الذي صار بعد أن كبر ...سائقا لسيلرة المأمور ...طبعا ليس المأمور الأول لأنه كان قد مات منذ زمن سحيق...هذا التلميذ كان يحضر معه كل صباح (صفارات من الصفيح فيها من الداخل بذرة قطن ) لتصدح بصوت صفارة حكام المباريات ويبدو أن أسرته كانت تقضي اليوم في تصنيع تلك الصفارات ليأخذها ولهم ليعطيها لزملائه بالمدرسة مقابل الفطير صفارة بفطيرة فيعود هو إلي المنزل برزق وفير ونعود نحن بالصفارات...حين تذكرت ذلك التلميذ النجيب وصفاراته لا أدري لماذا قفز إلي ذهني صواريخ أمريكا وطائراتها التي تعطيها لنا !!!!!!
التعليقات (0)