الفصول الثلاث وداعاً للكسل
لا يخفى على أحد ما يتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي من غضب سببه كما يُقال تمطيط الدراسة ويتوافق ذلك مع بدايات فصل الصيف، ما حدث ليس تمطيطاً بل إعادة ضبط للمجتمع، فرحلة التعليم ليس لها وقت تتوقف فيه، الغضب الذي يُقال أنه موجود قد يعود إلى عدم اعتياد المجتمع ففي السابق كانت الإجازة طويلة وكانت الأسر تتمنى عودة الدراسة لتتخلص من مشكلات أبنائها التي لا تنتهي، مشكلة المجتمعات العربية أنها تُريد أن تعيش وفق قناعاتها الخاصة فلكل فرد قناعة ويريد أن ينسجم الجميع مع تلك القناعة، لستُ أدافع عن وزارة التعليم فهي تحمل عبء كبير لكنني كولي أمر سعيد جداً بتمطيط الدراسة كما يسميها البعض تهكماً، ونحنُ نعيش تجربة الفصول الدراسية الثلاث فأتمنى في الأعوام القادمة أن يكون الفصل الدراسي الثالث عبارة عن أنشطة تعليمية وتقنية وفنية بما يتوافق مع ميول الطلبة والطالبات وبما يراعي مستوياتهم الدراسية والعمرية، لدينا معاهد فنية وتقنية ولدينا رؤية طموحة ولدينا طاقات شابة ولدينا وقت طويل، تلك العوامل يجب استغلالها لخلق جيل يمتلك مهارات ويستطيع أن يعتمد على نفسه مستقبلاً، فمثلاً لو تم تدريب الطلبة على مهارة الأعمال اليدوية كالمكانيكا وتم استغلال الفصل الدراسي الثالث للتدريب والتعليم فإننا سنجد بعد مدة ليست بالطويلة جيل يمتلك مهارات وسيتجه البعض إلى سوق العمل ونتخلص من عمالة لم تتعلم إلا بيننا!
لا يمكن لأي أمة التقدم وهي تُعاني من الكسل وتشجع أبناءها على ذلك، صحيح هناك تكلفة مالية ومعنوية تتحملها الأسر وبالمقابل هناك تكلفة تتحملها وزارة التعليم أيضاً فالهدف هو المستقبل وليس قتل متعة الأسر بالاجازة الصيفية..
اظن أن من العقلانية النظر الى الإيجابيات وتشجيع الأبناء على مواصلة التعليم والاستفادة من الفرص التعليمية الموجودة، أيضاً على وزارة التعليم إعادة تقييم التجربة وجعلها أكثر جاذبية وذات نفع على المتعلم وعلى المجتمع الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.
التعليقات (0)