السلام عليكم
فَسَن
الفسن: هو تنفس الصعداء، حيث يرتفع الصدر بسبب التنفس، ويَحْدُث الفسن بسبب روت موجود في محيط المواطن الوسطى، مثل قشرة البطن، وقشرة الصدر، وقشرة الظهر، وقشرة الرقبة، بل تَحْدُث في الرقبة من الداخل أحيانا، حيث تكاد تسد الهواء عن الدخول أو الخُرُوج.. ويكون للروت الذي في الوَسِطَات آثار على المواطن الداخلية..
لمزيد من التوضيع إليكم ما يلي:
فَسَن: تنفس الصعداء، سببه مفسنات في قشرة البطن، أو قشرة الصدر، أو قشرة الظهر، لها نعكاسات في البطن والصدر من الداخل..
فروع فَسَن كثيرة منها:
فَسَن فزعي: هو تنفس الصعداء أثناء فزع أو بعده، إذا كان بعده فلتخلص من آثاره..
فسن خوفي: هو تنفس الصعداء أثناء خوف، وتكون سرعة النفس منخفضة، خصوصا إذا كان الخائفُ لصا، وسرعة التنفس هذه تسمى “فنف خوفي”..
فَسَن روعي: تنفس الصعداء بعد فزع أو رعب، أو الخوف، إلخ، أي من آثر فزع أو رعب، أو الخوف، إلخ، تُعُرِّضَ لها، حيث يكون التنفس مطلوق وليس، كالذي يَحْدُث أثناء الخوف..
فَسَن عضبي: تنفس الصعداء عندما يتعرض المُفسِّن إلى مَغْضَبَة، وهي مَرْفَعَة..
فَسَن حزني: تنفس الصعداء عندما يتعرض المُفسِّن إلى مَحْزَنَة، وهي مَخْفَضَة..
فَسَن كظمي: تنفس الصعداء عندما المُفسِّن إلى مَكْظَمَة، هذه تكون شديد أحيانا، حسب الشخص؛ لأنَّها متعلقة بتفكير المتعرض لها، وهي مَعْفَضَة (عَفَض: بين الرفع والخفض)..
فَسَن ضجري: تنفس الصعداء متعلق بشيء مداوم عليه كثيرا، أو بشيء لا يحتمل..
فَسَن جزعي: تنفس الصعداء من حال لا يرضى عنه الجزعان..
فَسَن هلعي: تنفسد الصعداء المتعلق بمجزعة أو مجزعات، جربها المُفسِّن، أو عَلِم عن مُجَرب لها..
فَسَن انتظاري: تنفس الصعداء من انتظار قد طال، أو لم يتحقق ما أُنْتُظِرَ من أجله..
فَسَن لعثمي: تنفس الصعداء سببه لعثمة حَدَثَت مع مُفَسِّن أو غيره.. بلا شك أنَّ حُدُوث الفسن هنا يلحق اللعثمة الأولى..
فَسَن شتمي: تنفس الصعداء سبب شتم شخص ما.. الذي يتنفس الصعداء: إما شاتم، أو مشتوم، أو طرف ثالث لا يرضى ما يَحْدُث معهم لهم، وربما يتفاسنون، ولهذا أسبابه التي سننظر فيها لاحقا..
فَسَن متجنَّب: تنفس الصعداء سببه تناول شخص ما لمسألة لا يحب المسؤول الخوض فيها..
فَسَن سَغَجي (سؤالأسئلة غير مجادة): تنفس الصعداء سببه سؤال أو أسئلة غير مجادة من طرف المسؤول، أو السائل، وربما تفاسنوا في هذا الحال..
الفنف
الفنف متعلق بالنفس؛ ولهذا لا بد من ذكره:
الفنف: توقيف التنفس عن قصد..
فنف خوفي: انخفاض سرعة التنفس، عندما يُتَعُرَّض لخوف، حيث يكون النفس حارا..
فنف اتقائي: توقف التنفس كثيرا، لكي لا يُشْعَر بوجود المُتَنِفِّس..
فنف خفذي: توقف التنفس كثيرا عن قصد، لكي يُخْفي المُفَنِّف توتره.. إنْ كان التوتر المُخْفَى شديد؛ فهناك احتمال مرتفع جدا في انتقال مُخْفِي توتره: إلى الرواتيين..
مثالان على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أبْرُوفية:
1- كانت مذيعة تسأل ضيفها، ولكن المذيعة لم تكن مجيدة لموضوعها الذي تتناوله، فكان سؤالها لا يأخذ وقتا طويلا، وغير مُجاد، فما كان من الضيف بعد عدة أسئلة من هذا الفرع، إلا أنْ فسَّن إبْدُفَانيا..
2- ذهب لص ليسرق حانوت جازية، فدخل من نافذة مفتوحة، ولكن صاحبة الحانوت كانت في البيت، فما كان من لصنا إلا أنَّ خاف عندما سمع صوت صاحبة الحانوت تنادي، فقفز من النافذة وولَّى هاربا، وذهب إلى صديقه لص الدجاج – جَماعة لصوص -، فسأله: أين الغنيمة؟.. ولكن اللص لم يسكن روعه بعدُ، فقال: دعك من هذه، فجازية كادت أنْ تكمشني، ولما انتهى من كلمة تكمشني فسَّنِ مُبْدِيفيا..
مثال على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أبْلُوفية: مريض يعاني من مرض عضال معروف علميا، ولكن أدْوِيته غير مجدية كثيرا، قعد على كرسيه، وقال: إلى متى سيبقى المرض في جسدي؟.. وبعد سؤاله هذا السؤال لنفسه فسَّن إبْدُفَانيا..
مَفْسَنَة إبْدُفَانية: هي الافرازات التي تجري في الدم والأعصاب، التي تفضي إلى تنفس الصعداء تتفسا غير مرضي، إلى جانب أنَّه خفيف..
عندما أقول أعصاب في حالنا هذا، فأقصد عموما الأعصاب جميعها، وخصوصا تلك التي في محيط وسط الجسد..
فسن إبْدُفَاني: هو تنفس الصعداء ولكنه خفيف، يُرَى بوضوح، يمكن أنْ يوجد مثله الكثير عن الكَظْم ففسن الكظم ليس شديدا، وأحيانا يَحْدُث عن الكظم، ولكنه كظم مساوق لغضب شديد..
مَفْسَنَة مُبْدِيفية: هي أسباب تفضي إلى فسن، قد لا تكون واضحة..
إنَّ الذي يتعرض للمفسنة الإبْدُحانية3 ثم يبتعد عن الأسباب التي أفْضَت إليها، فلا شك أنَّ المفسات لا تزول بسرعة، ولا بد من تفريغ آثارها من حين لآخر، حتى يُتَخَلص منها، ولكن هذا لا يعني أنَّ كل المَفْسَنَة المُبْدِيفية آتية من غيرها؛ فلهذه المفسنة وجود كبير، ويمكننا أنْ نُشاهِد وجودها في برامج تلفازية بمختلف فروعها..
فَسَن مُبْدِيفي: هو تنفس الصعداء الذي يَحْدُث عند التوتر مباشرة، أو بعد مفسنة حادة، لتقل مع مرور الوقت، فتفرغ على أنَّها خفيفة، فتكون أثرا لمفسنة حادة.. الصدر في هذا الفسن لا يرتفع إلا قليلا..
مثال على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أبْسُوطية: أحيانا بعد انفكار كلام معين، يَشْعُر صاحبه بتوتر معين، ولكنه ينسى أنَّه سَمَفَ (جعل كلام يعمل في النفس)، ولا يقف التوتر، كأنَّ السَمَف قد تعلق، بحيث يعمل عمله التوتري، دون أنْ يَشْعُر المُتوتر بوجوده، أي صار سَمَف رُشُوعيا (سمف لا شعوري)، فهو يعرف أنَّ هناك شيء ما يوتره من مفسه، ولكنه لا يعرفه بالضبط، ولكن لو عَلِم المُتَوِتِّر أنَّ التوتر لا يحتاج أنْ يَبْقَى السَّمَف لكي يَشْعَر بالتوتر لأقلع عن التوتر؛ فالسَّمَف يمكن أنْ يصير سَفَما (كلام لا يعمل في النفس)، ويبقى التوتر؛ وذلك لأنَّه متوتر؛ فهو يبحث عن السَّمَف بتوتر، وهذا البحث التوتري، هو سبب التوتر، وما شعوره أنَّ هناك سَمَف إرْشُعَاني إلا لأنَّ الموترة بدأت من عنده، فَظَن أنَّه ما زال سَمَف بدلالة توتره، ولكن السَّمَف إرْشُعَاني.. والحق أنَّ الأمر كما قلت: إنَّ البحث التوتري عن السَّمَف؛ مَوْتَرَة، فلو حاول ألا يبحث بتوتر لقلَّ التوتر..
قد يقول: ولماذا لا يزول التوتر بالجملة، ألا يَدلُّ هذا على أنَّ السَّمَفَ إرْشُعَانيا؟
أقول: هذا غير صحيح، فالترو ممكن أنْ يزول من الدم، أما الروت فيحتاج لوقت أطول لكي يزول من الأعصاب، هذا لو لم يُبْحَث بتوتر، فكيف الحال عندما يُبْحَث بتوتر، عن سَمَف ظُنَّ أنَّه ما زال سَمَف؟!، فهذا الظَّن مَعْزَزَة توتر؛ وبهذا نََعْلَم أنَّ هذا الظَّن موترة من اتجاه، ومعززة توتر من اتجاه آخر؛ ولذلك لا مجال لقول: أنَّ السبب سَمَف إرْشُعَاني؛ وبهذا فإنَّ فسنه من بحثه التوتري..
ثلاثة أمثلة على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أبْجُوحية: هي أسباب توترية خارجية، غير مرضية، ولكنها شديدة؛ هذا يعني أنَّ هناك فاصل زمني يمكن تخيله، بين حُدُوث التوتر من حيث هو ملزوم، وبين حُدُوثه من حيث هو لازم، فحدوث الملزوم هو من بين المدة التي بَدَأ الأفعول فيها، إلى النقطة التي تفصل وصول الأفعول عن بداية التأثير..
أ- ذهب لص ليسرق سيارة في ليل مُعتم، فدخل إلى المكان الذي فيه السيارة التي يريد سرقتها، والتي إلى جانبها سيارات كثيرة، فحاول أنْ يفتح باب السيارة بهدوء، ولكنه لم يُفلِح، فحاول أنْ يكسر باب السيارة، ودق عدة دقات، فسمع الناطور صوت الدق، ولم يكن لصنا يعلم أنَّ الناطور موجود، فنادى: من هناك، فاختبأ اللص خلف الأشجار، وفنَّف، وحرك الناطور شجرة من الأمام، ولم يبحث كثيرا خلف الأشجار، لظنه أنَّ الدق ربما يكون من البناية المجاورة، وليس بالضرورة من لص، كل هذا واللص يفنف، فلمَّا ذهب الناطور إلى بوابته، خرج اللص من خلف الأشجار، دون أنْ يراه الناطور، ولم يُقْلِع عن التفنيف، ولكنه عندما ابتعد عن الناطور، وضمن الأمان، أخذ يُفَسِّن مُبْدِيحيا، وهو مسبوق بفَنَف إبْدُحاني، حيث التوتر كان على أشُده آنها، أما عندما ضَمِنَ الأمان؛ زال التوتر، ولكن الروت يبقى له تأثيره الواضح، وهو المسؤول عن ابقاء الآثار بعد زوال الترو، وهذه الآثار، أقصد المفسينات: هي التي جعلته يُفَسِّن كثيرا؛ المسبب من كَثْرَة الفنف..
ب- كان لِيْنَيَان يَسْكُن مع مُكْرِيحي (ترواتي كربي حاد لازم)، ولم يكن يعاني من شيء، إلا بعد أنْ سكن مع مُكْرِيحي، حيث اعتلى وجهه بعض العبوس - هذا مصير من يساكن مُكْرِيحي -، بعد أنْ كان وجهه متفتحا وبشوشا، ولكن يبدو أنَّ لينيان لم يكن على علم بأنَّ ما أصابه من تساكنه مع مُكْرِيحي ، ليس شيئا يُذكر إذا ما قُورن بما يمكن أنَّ يُصيبه، إذا طال تساكنه مع مُكْرِيحي.. ليس أمام لينيان حلا آخر، غير البقاء في نفس السكن، فلم يبقَ عليه إلا شهران ليعود إلى بيته، ولكن الشهران بلا أدنى شك كافيان ليصير لينيان رواتي، أو قل: فُساني، وهاك قصته مع مُكْرِيحي:
ذات صباح دخل المُكْرِيحي على صالة بيتهم، حيث ينام لينيان، ولم يكن لينيان قد استيقظ بعد، فذهب المُكْرِيحي إلى المطبخ ليحضر كأسَا شاي، ولم ينتهِ المُكْرِيحي من تحضير الشاي، إلا وقد كان لينيان قد استيقظ، فأخذ المُكْرِيحي كأسا الشاي، وتقدم إلى لينيان ليعطيه كأسه، ولكن لينيان لم يكن مرتاحا، فالمُكْرِيحي تجهامي، وتذخاوي، وما هو بخائف، وهذا جعل لينيان يتوتر، مع إخفاء توتره، حيث كان لينيان يفنِّف خفذيا، وقد تكرر هذا الحال أسبوعا كاملا، وكانت هذه المدة كفيلة بجعل لينيان يصاب بفسان، حيث كان دائما يتنفس الصعداء، ويرتفع صدره كثيرا، دون أنْ يَكُفَ عن هذا الحال، ولكن بلا فائدة، فإدخال مزيد من الهواء لا يعود عليه بفائدة تُذكر.. فقال له المُكْرِيحي اذهب إلى طبيب، فقد يكون لديه دواء ناجعا، ولكن عندما فحصه الطبيب، لم يجد لديه أي مرض يُذْكَر، بل أنَّ الطبيب تمنى أنْ تكون قوة صحته بنفس قوة صحة لينيان، واطمئن لينيان لجواب الطبيب، كيف لا وهو طبيب ماهر، ولكن لأنَّ الفسان لا يكف، بل تُزاد قوته، أيقن لينيان أنَّ الطبيب الذي ذهب إليه، لم يكن ماهرا، فذهب إلى طبيب آخر، وقال له الطبيب نفس ما قاله الطبيب الأول، فأيقن لينيان أنَّ ما يعاني منه موجود، ولكن الوسائل المستخدمة لكشف الأمراض ليست متطورة، بحيث تستطيع كشف هذا المرض، فقرر أنْ يكتب عمَّا يعانيه لكي يعلم أهل الشأن أنَّ معرفة هذا المرض ليست صعبة ولكنها تحتاج وقت، وما زال لينيان يكتب عن مرضه، ولكنه لم ينتهِ منه بعدُ..
الذين ما قبل المُكْرِيحيين، يمكنهم أنْ يُحْدِثوا المرض نفسه، ولكن إحداث المرض فيهم، يأخذ وقتا أطول..
ج- كان تذخاوي (المريض عندما يُرى كما لو أنه خائف وهو على التحقيق ليس بخائف) يعمل في بناية مع عامل آخر، وقد كان التذخاوي مشغول بعمله، وكذلك العامل الآخر، الذي لم يكن يعاني من روات، وقد اقترب التذخاوي من العامل الآخر، حيث كلاهما منهمك في عمله، رآه العامل الآخر على هذا الحال، فإذا به (العامل الآخر) يتحرك حركة توترية، وقد تحرك عدة حركات توترية، وبعد حركاته هذه بقليل، قام العامل بحركة توتريه، فَكَلَّمَه التذخاوي حول أحد المواضيع، لكي يَسْكُن روعه، دون أنْ يُشْعِرَه أنَّه يُسَكِّن روعه، ولكن كيف يَسْكُن روع من يعمل مع تذخاوي؟!.. لقد استمر التذخاوي والعامل يعملان في نفس المكان، الذي لم يكن يعمل فيه غيرهما، وكان هذا الاقتراب من بعضهما البعض بعد الحركات التوتريه؛ مَعْزَزَة روت، حيث صار العامل كلما اقترب من التذخاوي، يُفنف خفذيا، وقد كرر التفنُّف الخفذي عدة مرات، ولم يكن التذخاوي يعلم ما الذي يَحْدُث معه، فالتذخاوي لم يكن يعرف أن حاله هذا مَمْرَضة للناس، فلما رأى العامل قد فَسَّن إبْدُحانيا، قرر التوقف عن العمل، فقد عَلِم أخيرا أنَّ هذا العامل تسوء حالته كلما اقترب منه، ولكن صاحب العمل لم يرضَ، حيث قال يمكنك التوقف عن العمل بعد انهاء العمل الذي نحن فيه، أما الآن فهذا غير ممكن، فليس عندي عُمَّال، ورضخ التذخاوي للواقع، ولكن رضوخه هذا لم يكن في صالح العامل الآخر، حيث أنَّه بعد أسبوع واحد من رضوخ التذخاوي للواقع، قد أُصِيبَ بفسان، لأنَّه كرر التفنُّف الخفذي، الذي هو من لوازم التفاعل مع تذخاوي..
مَفْسَنَة إبْدُحانية: هي أفرازات تمر في الدم، والأعصاب، والآثار التي في الوَسِطَات؛ تفضي إلى تنفس صعداء حاد:
بشأن الإفرازات التي تجري في الدم، فهي في البداية تكون مُسَاوِقة طبيعية للذي يجري في الأعصاب، ولكن بعد تكرير الفسن كثيرا في أزمنة متقاربة؛ فإنَّه مهمته تكون مهمة مَعْزَزِية، دون أنْ تتغير طبيعة هذه الإفرازات الدمية، عندما يكون لها أهمية مَعْزَزِيَّة، فهي في مساوقتها الطبيعية نفسها – أي لا تتغير - عندما يكون لها مهمة مَعْزَزِيَّة؛ وهذا يعني أنَّ المَفْسَنات في الأعصاب، وما الذي في الدم إلا مساوق طبيعي للذي يجري في الأعصاب في كل حالة موترية: إنْ المفسنة، أو المهيذة، أو غيرهما..
أمَّا بشأن الذي يجري في الأعصاب، فهو المَفْسَنة عندما يضغط بضغط ما على باطن المواطن الوسطى، فالروت عندما يكون في محيط الوَسِطَات يكون في بعض الأحيان مُفْسِين؛ وذلك لطبيعة الموطن؛ فالروت عندما يكون تحت جلدة الرأس – وفوق الجمجمة بالتأكيد -، يكون مَصْدَعِي، وعندما يكون في الوَسِطَات يكون – بعض الأحيان – مفسنة، وهذا بسبب تركيبة المواطن التي يَحْدُث أو يكون الروت فيها..
بشأن الآثار التي في المواطن الوسطى، فهي كل ما يُفْضِي إليه الروت عندما يكون في الأعصاب في محيط المواطن الوسطى، على باطن المواطن الوسطى.. على كل حال هذا موضوع غير واضح، وأعتقد أنَّ ما كتبته يكفي الآن، وإنْ شاء الله تتضح المسألة في المستقبل..
فسن إبْدُحاني: هو تنفس الصعداء الحاد، حيث يُرى الصدر بوضوح وهو يرتفع من التوتر، وهو يحصل في حال توتري، ولكن يمكن أنْ يكون صاحبه مترورت، إذا كان يديم التوتر، الذي قد يفضي به إلى الروات..
مَفْسَنَة مُبْدِيحية: هو الروت الذي في أعصاب قشرة المواطن الوسطى (الوَسِطَات)، عندما يسبب فسنا غير مرضي، ولكنه حاد حيث هو؛ وهذا يجعل احتمال الانتقال منه إلى الفسان مرتفع جدا، خصوصا إذا كانت المفسنة: مُبْدِيحية 3، فهي ترفع الورقة الحمراء ايذانا بالفسان..
هذه المفسنة يُشْعَر بها في هذا الفرع على أنَّها ممغصة إذا كانت في البطن، ولكن هذا لا يعني أنَّ كل ممغصة: مفسنة، ولا حتى كل مفسنة: ممغصة.. ولكن لو كانت هذه المفسنة في الصدر، فأحيانا يمكن الشعور بها على هيئة ضيق.. أما لو كانت في الظهر فيُشْعَر بها على هيئة ثقل بعض الأحيان.. ولكن ماذا لو كانت في الرقبة؟ سيُشْعَر بها على هيئة خنق.. ولكن ماذا لو كان روت: المفسنة في الرأس؟ سيفقد صفته المفسنية، وتُبَدَّل هذه الصفة بصفة أخرى، وهي الصدع، في حالة مخففة، والدور عند الحدة، إلخ.. وفي العين يُشْعَر به على أنَّه حدج مُبْدِيحي، وليس حدجا إبْدُحانيا؛ وذلك لأنَّ الحدج المُبْدِيحي لا يَفْتَح العيون كثيرا، بل يكون فتحها طبيعيا، ولكن الآلام التي فيها كثيرة، ولكن ممكن أنْ تفتح العيون كثيرا، أنْ داوم صاحبها مَفْضَيَاتها، أما الحدج الابْدُحاني فيفتح العيون كثيرا، والآلام فيها كثيرة أيضا..
كما ترون، إنَّ اختلاف موقع الروت - واخواته - يغير صفته!..
فَسَن مُبْدِيحي: هو تنفس الصعداء، حيث يرتفع الصدر كثيرا بحُدُوثه، وأحيان يكون متبوعا بأف ممتد، حيث يَحْدُث مع شخص لا يعاني من فسان، ولكن ليس بالضرورة أنَّه لا يعاني من روات يُحْدِث حُماما.. ، يَحْدُث بسبب روت، أي بعد توتر قد حصل، وليس في حال التوتر، ولكن لو كان صاحبها متوتر، رغم وجود الفسن المبديحي، فهو فسن إبدوحاني3..
............................
فُسَان
الفُسان: تنفس صعداء مرضي، حيث يختلف من حيث قوته، فتارة خفيف، وتارة وسط، وتاره حاد، الحاد يجعل الصدر يرتفع كثيرا، ويشعر المصاب بالفسان كما لو أنَّ نفسه سينقطع، وهو يحدث في المواطن الوسطى، فلو كان في الظهر – مثلا – فيمكن أنْ يشعر المريض أنَّ المفسنات التي في الظهر تحاول توقيف عمليه تفسه، حيث يتجلى هذا بقول المريض: "أشعر أنني أتنفس من ظهري"، المقصود بهذه العبارة هو: هناك شيء في ظهري يعيق تنفسي.. هناك شيء يمكن أن يحدث داخل الفسان، قادر على توقيف التنفس لثوان، وهو الفناغ..
لمزيد من التوضيع، إليكم ما يلي:
مَفْسَنَة أقْجُوفية: هي أسباب توترية خارجية، تحدث مع فساني، وهي رغم أنَّها تحدث مع مريض إلا أنَّ انعكاسها عليه يكون خفيفا..
مثال على:
لِنَعُد إلى قصة التذخاوي والعامل الآخر.. بعد أنْ توقف التخاوي عن العمل لعدة شهور ، طلبه الذي كان يعمل معه، أنْ يعمل معه، فلم يرضَ؛ وذلك لأنَّ المرض قد زاد فيه وبلغ حدا ما بعده، ولكنَّه أصر، فما كان من التذخاوي إلا أنْ استجاب لطلبه..
في اليوم الأول من العمل إلى جانب العامل الآخر، يمكن القول أنَّه مر على خير، ولكن كان كل يوم إضافي يُخْرِج الكثير من الروات من كمونه، وبعد اسبوعين بدأ العامل الآخر يشتكي آلاما في جسده، ولكن التذخاوي لم يكترث كثيرا، فهو منشغل بعمله، إلى جانب أنَّه ملَّ سماع: يدي تؤلمني، وأنفي يوجعني، وصدري يضيقني، إلخ.. ولكن بعد اسبوعين آخرين، ظهرت الآلام التي يشتكي منها كثيرا، بحيث كان من الممكن سماع فُسناته الخفيفة، التي تحدث كل مدة قصيرة، بحيث صارت الفترات بين الفُسانة وأختها قليلة، إلى جانب الآلام أخرى لا مجال لذكرها هنا..
مَفْسَنَة أقْلُوفية: هي أسباب مرضية، أو مرذولة في جسد المتعرض لهذه المفسنة، ولكن ممكن أنْ تصير مفسية، إنْ كان السبب قُبْح في الشكل – مثلا -؛ وذلك عبر دخولها سلم المثورات، بحيث إذا كانت أوْسِطَانية، فإنَّها تصير أحْدِدَانية، وهي كافية على حالها هذا، لنقل المريض من هذا الفرع، إلى فرع آخر أشد، ولكننا هنا نتكلم عن الخفيفة، أقصد الأخْفِفَانية..
مثال على هذه المفسنة: مريض يُعاني من رُوات منذ عدة شهور، أو سنين، ذهب إلى أحد أصدقائه القدماء، ولكن اعتراه صداع شديد عنده، فاحتج بحجة لكي يذهب.. ولما كان بالطريق إلى بيته أخذ يُفَسِّن، ويقول ألا يكفي أيها المرض إقامتك فيَّ فاسكن على الأقل عندما أخرج من البيت، وعندما أعود هِجْ كما تريد..
مَفْسَنَة أقْسُوفية: هي سَمَف يُفْضِي إلى فسان خفيف.. إذا كان صاحب هذه المفسنة مبتدئ فيها، ولم تعتريه من قبل، ولم يُعَلَّم عن مَفْضَيَاتها، أو عُلِّم ولم يعمل بمُقْتَضَى إدبارها؛ فإنَّه مُعَرَّض بشدة لمزيد من الأعراض، ولكن هذه الأعراض التي يمكن أنْ يُتَعَرَّض، تظهر بتفاوت بين الناس، فالغني يمكن أنْ تَظهر عنده ببطء، بل يمكن أنْ يتخَلص منها، لأنَّ ماله يوفر له رفاهية، ما لم يُشْغِل نفسه بالمرض، أما الفقير، الذي لم يكن مُزَوَّدا بالعلم عن هذا المرض، فإنَّ المرض يمكن أنْ يكتسحه كسحا، ولكن لو كان الفقير مزودا بالعلم عن المرض، ولم يعمل بمقتضى ثباته (المرض)، أو إيقافه إنْ بدأ بالسير، فالمرض يمكن أنْ يكتسحه ما لم ينتبه من لا مبالاته...
هذه المفسنة إذا حَدَثت مرة أخرى، وعلم صاحبها سلوكها، أو عُلِّم دون أنْ يَخُوض تجربتها بنفسه، فيمكن ألا تُفْضِي إلى فسان، وذلك لاكتساب صاحبه مناعة مفسية، فبمجرد أنْ يَتَذَكَّر هذه المفسنة؛ يـ"كزم ((يتذكر لازمها التام)"، دون أنْ يتجاوز هذا اللازم: التَّذَكُّر- أي استحضار المشاهد المتعلقة باللازم؛ فالإفرازات التي تُفْضِي إلى فُسان، لا تَحْدُث بموازات التَّذَكُّر، وهذا ينطبق على بقية الأعراض..
مَفْسَنَة اقْدُفَانية: هي إفرازت توتر مرضي، تجري في الدم والأعصاب، أي أنَّ المصاب بها متوتر، ويُرى توتره.
بشأن الترو، فإنَّه يلعب مهمة مَحْرَكية أولا، ثم مهمة مَعْزَزِية، أي أنَّها مَحْرَكَة مُقْدِيفيات أولا، ومَغْزَزَة مُقْدِيفيات؛ ولكن هذه المعززة، لا تُفْضِي إلى خروج هذا الرواتي من هذا الفرع، فالذي يخرجه من هذا الفرع، هو حدوث مَفْسَنَة أقْدُوطية أو مَفْسَنَة أقْدُوحية، حيث تُفْضِي الأولى إلى مَفْسَنَة اقْدُوانية، أمَّا الثانية فإلى مَفْسَنَة اقْدُحانية..، ولكن هذا لا يعني البقاء في المفسنات المستجدة، فصاحبها يمكن أنْ يمر منها مرا سريعا، ويعود إلى المفسنة المستحكمة، فما لم تستحكم المفسنة الجديدة، فإنَّ صاحبها يَخْرُج منها بسرعة تتفاوت من مفسنة إلى أخرى، فالمفسنات الجديدة إنْ كانت ناتجة عن روت متلاش؛ فإنَّ صاحبها يَخْرُج منها، ولكن إنْ كانت ناتجة عن روت مشددي، فإنَّ بقاء صاحبها فيها يتوقف على نسبة الشد..
وبناء عليه: إذا حدثت مَفْسَنَة اقْدُحانية مع فُسَاني مُقْدِيفي فلا شك من انتقاله إلى فسان مُقْدِيوي أو فسان مُقْدِيحي، وراجع ما أسلفنا..
فُسَان اقْدُفَاني: هو تنفس صعداء خفيف، يحدث مع مريض يعاني من مفسنات، تُفْضِي إلى هذه المفسنة، ولكن هذا لا يعني أنَّه يعاني عرضا آخر، فصاحبه ربما يعاني عرضا آخر، وربما لا، ولكن لو لم يكن صاحبه يعاني من عرض آخر، فإنَّ صاحبه معرض لظهور عرض آخر، ومن ثم يرتفع احتمال ظهور عرض ثالث، وهذا الثالث يزيد احتمال ظهور عرض رابع، وهكذا دواليك..
مَفْسَنَة مُقْدِيفية: هي الروات الذي في أعصاب قشرة المواطن الوسطى، عندما يسبب فسانا، أي مرض الفسن، ولكنه خفيفا، حيث يشبه الفسن المُبْدِيفي، ولكن هذا به فترات، وما بين فترة وأختها يوجد فُسانة، ما دامت المفسنات قائمة؛ وذلك لوجود مفسنات مستقرة في المواطن المذكورة..
هذه المفسنة يُشْعَر بها في هذا الفرع على أنَّها ممغصة إذا كانت في البطن، ولكن هذا لا يعني أنَّ كل ممغصة: مفسنة، ولا حتى كل مفسنة: ممغصة.. ولكن لو كانت هذه المفسنة في الصدر، فأحيانا يمكن الشعور بها على أنَّها مضيقة.. أما لو كانت في الظهر فيُشْعَر بها على أنَّها مثقلة بعض الأحيان.. ولكن ماذا لو كانت في العنق من الأمام؟ سيُشْعَر بها على هيئة مخنقة.. ولكن ماذا لو كان روات المفسنة في الرأس؟ سيفقد صفته المفسنية، وتُبَدَّل هذه الصفة بصفة أخرى، وهي المصدعة، أو مشققة، في حالة مخففة، والمدورة عند الحدة، إلخ.. وفي العين يُشْعَر به على أنَّه محدجة..
كما ترون، إنَّ اختلاف موقع الروات - واخواته - يغير صفته!..
فُسَان مُقْدِيفي: هو تنفس الصعداء دون أنْ يرتفع الصدر كثيرا، حيث تشبه إلى حد ما، الفسن مُبْدِيفي، ولكنَّها تحدث كثيرا أفقيا لا عموديا، فالذي يحدث مع مفسِّن مُبْدِيفي، تزول بزوال الإفعُلانيات، حيث الإفعُلانيات مجرد تابع للأفْعُلات، أمَّا هذه فإنَّها مستوطنة في كل محيط المواطن الوسطى، أو بعضه؛ ولهذا فهي تحدث كثيرا، ثم أنَّ المُقْدِيفيات تهاج بسرعة من كثير من المواتر، فربما جلي صحن متعب، يهيِّجها، وقد يهاج من شكل قبيح، فأحيانا يمر المريض من جانب بيت كان يراه جميلا، وبعد حرب حدثت هناك، فأثرت على بعض أجزاءه، فإنَّه يصاب بفسان - وغيرها -، عندما يراه، وعلى العموم فإنَّ أي موترة يمكن أنْ تهيجها، خصوصا إذا كانت متحركة بعض الحركة التي تكون تحت شعور المريض بها..
مثال على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أقْجُوطية:.. لِنَعُد ألى التذخاوي والعامل الآخر.. قلنا سابقا أنْ الفترات (من فتر وهو الانقطاع، فلا استخدم هذه الكلمة بمعنى مدة زمنية، رغم أنَّ هذا المعنى يكون مُطْوَى بالضرورة، ولكن أقصد المعنى الذي فوق المُطْوَى؛ وعليه فليس كل مدة فترة، ولكن كل فترة مدة) التي بين فُسانات العمال الآخر قد قَلَّت، ولكنها كانت خفيفة، لا تُشْعِر بمرض لدى من تَحْدُث معه - على الأقل لمن ليس عالما بعلم التوتر -، ولكن هذا الحال لم يبقَ على حاله، حيث أنَّ التفاعل مع التذخاوي، والتلحاسي، والتفساني، لا يعود منه إلا بمرض عضال، وهذا ما حدث للعامل الآخر، فقد زادت شدة فسانه، بحيث بُدِئ يُشْعَر بقوتها، حيث بَدَأ صدره يرتفع، وهذا يشير إلى مفسنات كثيرة في محيط الوَسِطَات..
بعد أنْ استمر التذخاوي اسبوعا معه في العمل، بعد المدة المذكورة، كان فسانه يُزاد؛ وقد قال العامل الآخر يبدو أنني سأتوقف عن العمل لمدة معينة، فأنا لا أشعر كما يجب!..
مَفْسَنَة إقْدُوانية: هي افرازات توترية مرضيه، بين الخفة والحدة، تحصل في الدم، والأعصاب.. لنسأل التخذاوي عنها:
ما الذي تشعر به أيها التذخاوي عندما تَحْدُث معك هذه المفسنة؟
التذخاوي: المفسنة الإقْدُوانية لا تسمى بهذا الأسم إلا عندما يكون المريض متوترا، أقصد أنَّ الذي يعاني فسانا مُقْدِيويا، لا يسمى فساني إقْدُواني، إلا إذا كان يعاني من مفسنة مُقْدِيوية، وفي نفس الوقت أصيب بتوتر من مصدر معين..
التوتر الذي أصيب به، يحرك المفسنة المُقْدِيوية عنده، وذلك عبر سريان ترو في الدم، ومن ثم يُكَثِّر الرُوات في الأعصاب..
تَكْثير الرُوات في الأعصاب، يكون إما بِبُطْء، أو بسرعة:
إنْ كان ببطء، فهذا يعني أنَّ قوة الأفْسُون (مفسنة ملزومة) من نفس قوة الإفْسُوان (مفسنة لازمة) أو أكثر قليلا، فإنْ تجاوزتها؛ فهذا يعني أنَّ التكثير يكون بسرعة، أي أنَّ قوة الأفْسُون تجاوز كونه مَحْرَكَة، ومفسنة وروتهما متلاش، إلى كونها مَحْرَكَة، ومفسنة وروتهما مشددي، وهذا الروت يكتسب صفة جديدة وهي الروات؛ لأنَّه صار جزء من الروات الذي في الجسد، فاتصافة بالروت المشددي لا يلبث كثيرا، بعكس الروت المتلاشي فهو يتلاشى بعد وجوده في الجسد، حيث لا يصير جزء من الروات الموجود، وإلا فسيكسب صفة الروت متلاشي لمدة معينة، ثم سيكون ضمن الروات الذي سيكون في فرع آخر لاشتداده..
فُسَان إقْدُواني: تنفس صعداء، يُرى بوضوح، فالصدر يرتفع وسطيا، ويَحْدُث مع شخص يعاني من مفسنات مقديحية؛ ولهذا فإنَّ أي أفُعُول، يمكن أنْ يُحَرِّكها، إنْ كان مَحْرَكِي؛ ولذلك فهذا الفسان لا يحدث إلا في حال توتر صاحبه..
يجب التفريق، فليس كل رواتي، يتنفس الصعداء، يعاني فسانا، فلو لم يكون للمفسنات وجودا (فرق بين الروات والمفسنات)، وتنفس الصعداء شخص رواتي، فإنَّ تنفسه هذا يسمى فسن، وليس فسانا، وهذا قانون عام، فالرواتي قد يعاني من عرض واحد، وبقية أحواله تنتمى إلى الفئة البدئية..
مَفْسَنَة مُقْدِيوية: هي روت مرضي، يحدث في المواطن الوسطى – الأكتاف من ضمنها -، يُفْضِي إلى فسان بين الخفة والحدة..
لنسأل المفسنة مُقْدِيوية عن حالها:
أيتها المفسنة المُقْدِيوية فقد مللنا من توجيه أسئلة إلى التذخاوي، ونريد أنْ نسألك بدلا منه: مَنْ أنت؟
أنا روت مرضي، بين الخفة والحدة، أقيم في الوَسِطَات (المواطن الوسطى)، فإذا انتقلت من هذه المواطن، تتبدل صفتي، وأصير مَصْدعة لو كنت في الرأس، ومَثْقلة لو كنت في الرجل، أو اليد، إلى جانب صفات أخرى لا حصر لها في المواطن المذكورة، باختصار أنا مثل الحرباة أتَلَوَّنُ بلونِ المواطن التي أقيم فيها – أو أمُرُّ من عليها -، إلى جانب أنني متعددة الصفات حتى داخل الموطن الواحد، وهذا يتوقف على شِدَّتي..
أيتها المفسنة المُقْدِيوية كيف تُهَاجين؟
أُهاجُ بِحُدُوث مشاكل في المركز المقابل، أقصد الدم، فعندما يسري الترو فيه؛ أتحرك أولا، فإذا كان الترو الذي يسري في الدم بين القليل والكثير، ويَحْدُث قليلا، يُضَاف إلى تَحَرُّكي روت متلاش، أما لو كان الترو الذي يسري في الدم بين القليل والكثير، ويحدث كثيرا، فَيُضَاف إلى تَحَرُّكي روت مشددي؛ وبهذا أنتقل إلى فرع أشد ولكن ليس بسرعة، فلو انتقلت بسرعة فهذا يعني أنَّ الترو الذي يسري في الدم كثيرا، ويَحْدُث كثيرا، عافاكم الله مني، فأنا أخاف أنْ أُسْتَخْدَم في الحروب، فأعداء الإنسان كُثُر، ألا ترى أنَّهم يجعلوني أحْدُث بالـ"صِّوَتْيَان"، فكيف لو صنعوا نسخة مني بطريقة معينة، ونقلوني إلى الناس بحجة أنَّهم أعداء أناس آخرين.. صدقني لا عدو لهم إلا أنفسهم المَسْوَئية!..
فُسَان مُقْدِيوي: هو تنفس صعداء مرضي، حيث يرتفع الصدر وسطيا، ويحدث هذا الارتفاع كثيرا، ولكنه وسطي من حيث شدته، وليس حادا.. الفترات (من فتر لا مدة) بين الرفع والآخر، ليست طويلة..
مثال على هذه المفسنة: مَفْسَنَة أقْجُوحية:..
توقفنا سابقا عند قول العامل الآخر، وهو: يبدو أنني سأتوقف عن العمل لمدة معينة، فأنا لا أشعر كما يجب، فقال له التذخاوي: سننهي العمل الذي نعمل فيه بعد أسبوع، فلنُنْههِ ثم اعمل ما تراه مناسبا لك، ولكن الذي نعمل معه رفض، فقد قال: أنَّه اتفق مع صاحب بيت ليضبط بيته، فقال العامل الآخر سأرى، ولم يَرُد الذي يعملوا معه، لعلمه أنْ العامل الآخر مُطِيع لأنَّه يعز الذي يعمل معه، وهذا ما حدث، حيث أنهيا العمل الذي كانا يعملان فيه، وانتقلا للعمل في البيت الذي يحتاج تضبيط، فَبَدَأ العامل الآخر يعمل ومعه التذخاوي، وكان العامل الآخر قد صارت فُسناته تقترب من قطع نفسه، لا بل لم يلبث مع التذخاوي في البيت المذكور إلا ثلاثة أيام، إلا وقد بَدَأ يَشْعُر بفُنَاغ، وقد تعجب التذخاوي أنْ يسير المرض مع العامل الآخر بهذه السرعة..
وبعد أنْ أنهيا يوم عملهم، عادا إلى بيوتهم، وفي اليوم التالي قال العامل الآخر للتذخاوي، أنَّه أصيب بفُناغ أمس في البيت عندما كان جاره عنده، فقال له جاره مازحا : يبدو أنَّك تغرغر، رغم أنَّ المقام ليس مقام مزاح، فسأله ما الذي تعاني منه؟
قال: فُناغ..
فسأله جاره: وما الفُناغ؟
قال: هو فُسان عندما يقطع النفس تماما تقريبا، فإذا اسمريت في التنفس، فإنِّي أشعر بطقه حيث الفَغِنَة (مكان المفنغة)، وهي ليست الفسان عندما يتنفس المريض الصعداء، بحيث يرتفع إلى أقصى حد ممكن، بل هذه قد تأتيك في بداية الفسان، أي قبل أنْ تُدخل هواء كثيرا: تَحْدُث..
فقال جاره: هذا – حقا – شيء عجيب، أعذرني سأذهب لأنام..
فقال التذخاوي: لقد أحسن جارك عملا عندما ذهب لينام، فإنك امرئ عامل وتحتاج أنْ تنام، فجارك سِهِّير، وحاله لا يناسبك، فتكلم العامل الآخر بكلام يكاد لا يسمعه التذخاوي، وهو: ولا أنت تناسبي، فقد ذقت الأمرين منك، قاتلك الله..
فقال التذخاوي: ماذا تقول، مدعيا أنه لم يسمع؟
فقال العامل الآخر: إنَّ المسؤول عن العمل ينادينا..
بعد يومين من فُناغه، كان يعمل على بعد مترين من مكان عمل التذخاوي، سَمِعَ التذخاوي فسانا مُقْدِيحيا، وربما فسانا اقْدُحاني؛ وذلك لأنَّ وجوده بجانب التذخاوي يجعله وتاريا، فقال التذخاوي له: ما الذي يجري لنفسك؟
فقال له: ولماذا لا تسأل نَفْسك، فأنت تعاني ممَّا أعاني؟
فقال التذخاوي له: أنا أعلم بما يحدث معي بنسبة ما، ولكن سألتك لأستفيد، فربما ما تملكه من معلومات، من خبرتك، لا أملكه، ويبدو أنَّ هذا الكلام وتره، فأصيب بفناغ مُقْدِيحي، وقال: تبا لهذه الحياه، ما الذي يحدث معي، فالطبيب قال: أنَّ صحتي جيده، ولم يظهر له ما يشير إلى أي مرض عندي، وها أنا أشعر أنَّني أتنفس من ظهري، فقال التذخاوي متعجبا: تتنفس من ظهرك!، ماذا تعني بهذا الكلام؟
قال العامل الآخر: يا أخي المنفغة التي حصلت معي قبل قليل، كانت في ظهري، وحدثت معي قبل ساعة في قشرة بطني، وقبل ساعة ونصف حدثت في صدري، أنَّه – حقا – يوم فُنَاغي..
سأله التذخاوي: ما الفرق بين المفسنات والمفنغات؟
قال: المفسنات تحدث في قشرة البطن والصدر والظهر، وكذلك المفنغات، ولكن المفنغات تحدث داخل المفسنات، أي أنَّ مكانها أضيق من مكان المفسنات، فالمفسنات ممكن أنْ تكون في كل محيط الوَسِطَات، أما المفنغات، فلا تكون ألا في مكان صغير بالنسبة للمفسنات..
قال التذخاوي: والله معلوماتك جيدة، فكيف علمتها؟
قال العامل الآخر: التجربة يا سيدي، فقد قررت أنْ أفهم ما يحدث معي، فصرت أوتر نفسي لكي أصاب بفسان أكثر، حتى أنني تمشكلت مع زوجتي، فذهبتْ إلى بيتها، وصرتُ عندما أريدها، لا أجدُ غير يدي، فهي زوجتي، حتى أنني عملت وليمة في يوم زواجي منها، ولكن العجيب يا تذخاوي، أنَّ الاستمناء يُزِيد المفسنات، حتى أنني لا أفهم المفسنات على الوجه الصحيح، إلا من خلاله، وخصوصا الاستمناء المجهمي..
فقال التذخاوي: أسكت، فضحتنا يا تجهامي، ولم يبق زيادة في الفضيحة، فعندنا بعد ستة أمتار هناك عمال، فربما سمعوا ترهاتك، ولكن العامل الآخر اعترض، وقال: ربما يكون الأمر كما تقول، ولكنَّني أرى أنَّ ما فعلتُه زادني علما بالمرض، خصوصا وقد قطعت على نفسي عهدا، بأنْ أجعل من جسدي مختبرا متنقلا للبحث العلمي في هذا الموضوع..
فقال التذخاوي معترضا: لا تفعل، فلست بحاجة إلى مزيد من المرض، فأنا لم أرَ في حياتي من يريد تَكْثِير مرضه بنفسه، إلا أنت!..
رد العامل الآخر معترضا: ليس الأمر كما تتوهم، فربما هناك من يزيد مرضه، بهدف الغوص في أسباب هذا المرض، وتحركاته، وتشكلاته..
فقال له التذخاوي: أتمنى لك النجاح، رغم أنني أفضل ألا تزيد مرضك..
فشكره العامل الآخر، على دعمه له، رغم أنَّه فضل ألا يكون باحثا في المرض..
مَفْسَنَة مُقْدِيحية: هي إفرازات (علة) مرضية قدمية حادة، تكون في الوَسِطَات، وتُفْضِي إلى فُسان مقديحي..
إنْ داوم صاحبها الغضب، والحزن، والتفكير المألمي؛ فإنَّ سيصل إلى مَفْسَنَة مُقْدِيحية3، ومنها ينتقل إلى الفومليين..
فُسَان مُقْدِيحي: هو تنفس صعداء مرضي حاد، حيث يرتفع صدر صاحبه كثيرا، ويحدث كثيرا، أحيانا يمكن رؤية صاحب هذا الفسان يرفع صدره من فسانه كثيرا جدا، بحيث يميل الرأس إلى الجانب والخلف، ويظهر جزء كبير من مقلته، وأحيانا لا يميل ولكن يظهر جزء كبير من مقلته، فصاحبه يفتح عينيه كثيرا آنه، ففتح العيون يبدو تعويضا عن الميل، فهو في هذه الحالة يقدم رأسه إلى الأمام، ويكون تقديم الرأس إلى الأمام مقصودا تارة، وغير مقصود تارة أخرى..
التعليقات (0)