الفساد وطبقاته وعلاجه

لماذا يكثر الفساد في الدول النامية أكثر من الدول المتقدمة؟ هذا سؤال مضلل, فكل دولة فيها فساد لأن الفساد جزء من الطبيعة للكائنات والبشر والنبات والأطعمة وحتى الجماد. الفساد جزء ثابت من الحياة. والموت أغلبه نهاية لفساد الجسد أو فساد القاتل, والموت مقدمة لحياة أخرى, صالحة أو فاسدة طبقا لما قدمت الأيدي أو كسبت في إيمانها خيرا. لكن يمكن تقليل الفساد في دولة ما إذا كان نظامها يحتوي علي قانون ذاتي لإصلاح الفساد بآلية ثابتة إلي حد معقول. وإذا كان الناس ينتمون إلي ثقافة التصحيح بالرقابة المتبادلة فهذا هو المطلوب ومثاله: كأن يجد المظلوم من يرد الظلم عنه وأن يحصل صاحب الحق على حقه بسهولة, وأن يؤدي العامل عمله بإتقان لوجود قانون يردع المقصر, وأن يجد الشاكي من يسمعه, وأن ينطبق القانون علي فئات المجتمع بصورة أكثر عدلا, لأن العدل المطلق ليس له وجود. ولا يتأثر أفراد المجتمع مباشرة بفساد الفئة العليا حيث أن تأثير فسادهم يظهر في المدى البعيد ولكن الفساد بين الطبقة الوسطى والدنيا يؤثر يوميا بل ولحظيا علي باقي أفراد المجتمع. إن فساد الطبقات غير العليا يمكن إصلاحه بتطبيق القانون ولكن إصلاح فساد الطبقة العليا والحاكمة فهو المرض العضال والسرطان الذي يحتاج إلي بتر الأعضاء وهذه مهمة صعبة ولها خطورتها.