هناك أشكالاً متعددة من الفساد لو أردنا تفصيلها فلا تحصى ولكن سنختصرها بما يلي (اخلاقي - سياسي واداري وفساد ديني) وكل نوع من هذه الانواع يؤدي حتما الى الفقر او -اذا شئت- المساهمة في افقار العامة من الناس . اللهم إلا الفساد الاخلاقي فانه سبب الفقرونتيجتة في آن معا بمعنى ان المجتمع الفقير الى درجة العوز يرتفع لديه منسوب الجهل ويستسيغ التفلت من الظوابط الاخلاقية مبررا لنفسه انه يريد البقاء على قيد الحياة ( غريزة حب البقاء) وبالتالي لا يتوانى عن ارتكاب الاعمال المشينة الفاسدة والمفسدة كالسرقة والقتل بدافعها وحتى المتاجرة بالجسد الخ... كل هذه الاعمال تندرج تحت مظاهر الفساد الاخلاقي ،اضف الى نوع اخرمن الفساد والمتمثل بظاهرة الجشع والطمع والاحتكار لدى اصحاب روؤس الاموال والنفوذ مما يجعلهم لا يلتفتون الى من هم دونهم او ينظرون اليهم بعين الرأفة والمؤازرة فهم بذلك يساهمون في افقار وفي اتساع دائرة الفقر.
** اما اذا انتقلنا الى ما يسمى الفساد السياسي والاداري فانه بالقطع سببا وجيها من الاسباب المؤدية الى استفحال الفقر والحاجة لدى الكثيرين وان كان هذا الفقر يظهر عليهم بنسب متفاوتة. نتيجة للفساد السياسي-الاداري ولتفشي ظاهرة المحسوبيات والمحاصصة فإن هذا يمنع الكثير من اصحاب الكفاءات من الحصول على فرصة العمل التي يستحقونها مما يؤدي الى اتساع رقعة البطالة والتي اما ان تكون بطالة صارخة او بطالة مقنعة والكل يجمع على كون البطالة شكل من اشكال الفقر .
مثال اخر ان سوء الادارة المتبع في ادارة المرافق العامة ( مثلا كهرباء – استشفاء – تعليم...) هذه المتطلبات العامة الضرورية التي يساء ادارتها لو تمعنا قليلا نجدها من العوامل الاساسية المؤدية للفقر . فعندما تكون سياسة التقنين الكهربائي هي المعتمدة فان المواطن محكوم بأن يدفع لقاء خدمة الكهرباء الفاتورة مرتين ( شركة+ اشتراك) وعندما تكون الطبابة والاستشفاء غير متاحة للمواطن فانه مضطر الى اتباع التقشف بأقسى درجاته اذا ما ابتلي بطلب هذه الخدمة.. وهذا ينطبق على التعليم - الذي يسعى اليه كل منا أملا منه في ان هذا التعليم سيرفع من شأن اجياله المتعاقبة ويحسن من مستواها. – فالتعليم الرسمي وباعتراف الجميع لا يلامس الحد الادنى من المستوى الذي نتطلع اليه مما يضطرنا مرغمين وانطلاقا من قاعدة الإيثار ان نؤثر اولادنا على انفسنا ونضع كل مداخيلنا ومدخراتنا حال توفرها في سبيل الحصول على نعمة التعلم والتعليم من المؤسسات الخاصة ذات الاقساط التي لا تبقي ولا تذر. ان افتقارنا الى هكذا نوع من الخدمات والتي هي من صلب حقوقنا . تؤدي بنا الى استنزاف ما نجني وما ندخر وتجبرنا على الصعود الى هاوية الفقر.
*** الفساد الديني وهنا حدث ولا حرج . لو ان قواعد الزكاة والخمس تدار من خلال مؤسسات موثوقة وتقوم هذه المؤسسات باستنباط الحلول للمعضلات الاجتماعية عبر مؤسسات ومصانع ومشاغل حرفية صغيرة . ولو ان الميسورين منا يقوم بدفع ما فرضه الله عليهم من اموال بنية خالصة لوجه الله وليس لاجل حجز مقعد لهم من مقاعد الصف الامامي. ولو ان القيمين على ادارة هذه الاموال يقوموا بالافراج عنها وضخها في مشاريع منتجة تؤمن فرص عمل للكثير من الفقراء اصحاب الحاجة. بدلا من ان يكتفوا بتوزيع اعانات غذائية عينية في المناسبات التي يرون فيها مصلحتهم. لان هذه الاعانات بالتأكيد لا تحارب الفقر بل قد لا تسد الرمق. فالمثل يقول " لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطادها." Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}
التعليقات (0)