مواضيع اليوم

الفساد من شيم المسؤول !

رانيا جمال

2012-08-15 09:03:31

0

 

لم تترك الاحداث التي تمر في العراق منذ عقود عقلية المواطن العراقي وتشغله في اغلب اوقاته بسماع الاخبار التي اصبحت في كل يوم مشابهة لليوم السابق وكأنها نشرة الانواء الجوية فلا تختلف في المفردات التي تدور حول التفجيرات والقتل الجماعي والفردي وملفات الفساد التي تتزايد يوما بعد يوم وتبادل الاتهامات وكشف الاوراق بين الاطراف السياسية والحرائق المستمرة وزيادة التشنج كلما اقتربت الحلول من ايجاد العقدة الاساس.

فملفات وفضائح الفساد والسرقات لم تكن بيد عصابات او قُطّاع طرق او ما فيات او اشخاص دفعتهم الحاجة والجوع لنهب خيرات الأخرين انما اصبحت بشكل معيب يطال كبار المسؤولين والمتنفعين الذين فتحت لهم خزائن العراق من دون حساب او عقاب وتحولت تلك الملفات من قضايا فساد يريد منها المفسد الانتفاع بكم من المال الى درجة وصلت بهم للخيانة وبيع الضمير والتعدي على الاخلاق والقيم والانسانية فمن يشتري الحليب او الشاي منتهي الصلاحية او يشتري اجهزة فحص المتفجرات الفاسدة او الطائرات العاطلة كلهم يريد ان يقتل الفرد العراقي بوسيلة او بأخرى ويشترك مع اولئك الذين يجعلون في العراق عشرات الضحايا من الابرياء ليخلفوا مئات الآلاف من الارامل والايتام فهم ايضاً ليسوا قُطّاع طرق او مصاصي دماء او وحوش جائعة إنما لا نقول نحن بل هم يعترفون ان التفجيرات والقتل نتيجة الخلافات السياسية او ان الدوافع من وراء التفجيرات سياسية وهذا ما يدل على الاشتراك من قبل رجال ما يدعون السياسة بصورة مباشرة او غير مباشرة.

قائمة الاخبار اصبحت طويلة بالنسبة للمواطن العراقي ومتشابهة ومتكررة فنفس الايادي التي تخطط وتدير عمليات الفساد والقتل والحرائق التي تكاد تحول المدن الى خرائب لنهب البنية التحتية لها واستنزاف لجيل واعداد كبيرة من ابناء الشعب وبالطبع ان الضحايا لم يكونوا من المتنافسين على المناصب ولا اصحاب رؤوس الاموال او ابناء الوزراء والمسؤولين فهؤلاء يديرون عملهم الرأسمالي والسياسي من خارج البلاد ومن خلال الحفلات الماجنة والولائم لامتلاكهم اكثر من جنسية وكأن استخدامهم لها هي غطاء للهروب عند الملاحقة فالضحايا كل يوم هم من عمال المساطر واطفال المدارس والمارة والمتسوقين والكادحين واولئك الباحثين عن لقمة عيش بين ويلات الحياة وسخط الانفجارات عن لقمة عيشهم التي نهبها وحوش كواسر لا تشبع فألقوهم في الشوارع كي تنتظرهم وحوش لا يختلفون عنهم قسوة وهم وحوش الارهاب الذين يشتركون مع وحوش الفساد في نفس الهدف وهو تدمير واحراق العراق سواء كان من خلال افعال ام تجنيد افرادهم لتغطية الملفات. نشرة اخبار العراق اصبحت من اطول النشرات في العالم واختصارها يطول لساعات ولا يوجد في بلد آخر اكثر سخونة في الاحداث ولا اكثر فسادا وضحايا كل يوم ولا اكثر منه مسؤولون كبار يشتركون في وضح النهار في ملفات الفساد فلا يطالهم القانون بل ان الكبار هم من يحمي الأدنى لتتصل حلقات الفساد الى سلسلة غير منتهية فتطال الكبير والصغير واصبح اصحاب المناصب يتمادون ويفتخرون بما يحصلون وكأن الفساد اصبح من شيم المسؤول وان الحريص نشاز ومحارب من قبل الجميع.


مقالات للكاتب واثق الجابري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !