الفساد ليس شيئا ينزل على مجتمع من الخارج وبصفة مفاجئة ككارثة طبيعية. لخص روبيرت كليتغارد المكونات الأساسية للفساد بجملة مقتضبة معروفة " الفساد = الاحتكار + السرية ـ المسؤولية ". معادلة كليتغارد لها الفضل في تحديد الحالات التي تؤدي إلى الفساد الإداري ؛ لكنها لا تفسر لماذا ذلك الفرد أو ذاك يصبح فاسدا، ولا كيف يستجيب زبون لحوافز الفساد. إن التفسير السببي للفساد عمل صعب للغاية، هناك عاملان يجعلان هذه المهمة صعبة التحقيق: تعقد الظاهرة وصعوبة قياس انتشارها. وهناك ثلاث مقاربات برزت خلال السنوات الأخيرة :
1 ـ الأولى وهي سوسيولوجية تركز أساسا على ما سماه إليساندرو بيزورنو ب"الكلفة الأخلاقية" أي انعكاس استيعاب قيم الخدمة العمومية" من طرف الموظفين الإداريين ، بالنسبة للسوسيولوجي الإيطالي إن التغيرات في الكلفة الأخلاقية تفسر بالتطور الأخلاقي للمجموعة: كلما كانت الكلفة الأخلاقية مرتفعة كلما كان الفساد ضعيف الانتشار.
2ـ من وجهة النظر الاقتصادية فإن الفرد ، إنسان اقتصادي بطبعه يقوم ب"اختيار عقلاني " باللجوء إلى الفساد عندما يجعل منه النظام المؤساستي للحوافز مفيدا..
التعليقات (0)