الفساد ظاهرة إنسانية قديمة في الأمم, ولا يكاد يخلو عصر من العصور من ظاهرة الفساد, والفساد سبب كل تخلف يصيب الأمة, وسبب لكل ما يتلوه من أمراض تطيح بأحلام أبناء الأمة وشبابها, والفساد سبب للاستبداد والدكتاتورية وخير معين للطغاة والفاسدين, فأينما وجد فساد وجد التخلف والعكس صحيح, وأينما وجدت الديكتاتورية والاستبداد وجد الفساد والعكس أيضا صحيح, حتى صرنا في ذيل الأمم, وصرنا أكثر الناس تخلفا بعد أن كنا سادة هذا العالم, وصرنا أضعف الناس وأهون الناس بعد أن كنا قادة العالم, على الرغم من أن ديننا الحنيف يحارب الفساد بكل صوره ويقتلع أسبابه وجذوره.
والفساد له الكثير من التعريفات, تشترك في وصفه بأنه إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة في تحقيق كسب خاص, وتختلف أسباب الفساد من بيئة لأخرى حسب الثقافة السائدة, ولكن هناك أسباب أساسية متواجدة في كل المجتمعات وهى السبب الرئيسي في الفساد, وتبعا لذلك ووفقا لمدى توافر هذه الأسباب الرئيسية تتحدد مدى فاعلية الأسباب الأخرى, فهذه الاسباب الرئيسية هي المشروعية الدينية والتي يمكن ان نسميها المنهجية الدينية للفساد, والسبب الرئيسي الاخر هو التقنين للفساد.
ولتوضيح الامر اكثر, ان منهجية الدين في تفشي الفساد هي وجود شخصيات بارزة داعمة ومؤيدة لكتل ومؤسسات ومنظمات واحزاب, وهذه الشخصيات البارزة تحظى بتأيد واسع من قبل المجتمع ومن اوضح مصاديقها هو من يحمل عنوان " المرجع " وكل من ينظوي تحت عباءة هذا المرجع يكون منزها ولا يمكن المساس به او وصفه بالمفسد, ويكون عمل هذا المفسد ممنهجا وفق آلية تجعله يفسد ويسرق ويفشي الفساد دون رادع ويأخذ حصانته من اسم المرجعية وعبائتها ولا يوجد قانون يعارض المرجعية ومن يعمل تحت امرتها, وهذا اشد انواع الفساد خطرا.
اما النوع الاخر وهو الفساد المقنن,فهو الفساد الذي يحدث ضمن قوانين تم وضعها من قبل المتسلطين ليتمكنوا من السرقة والاختلاس والافساد وفق قانون, لكن هذا النوع هو اهون من النوع الاول لانه يمكن كشفه ومحاسبة كل من قام به لان من يقوم به غير تابع او خاضع وغير متستر بعباءة المرجع.
يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية السابعة عشر ...{... الشيء الاخر عندما تريد ان تغير الفاسد هل تأتي بأفسد منه هذا غير مقبول! ومن هنا نحن توقعنا الفشل الذريع لأن المرجعية العظمى الكبرى ادامها الله ورعاها وحفظها علينا خيمة ان شاء الله ارادت ان تخرج الفاسد لكن الشعب يعلم ويتيقن ان من اشارت اليه افسد, فمن هنا من اول الامر قلنا سيحصل الفشل الذريع قبل ان نصرح بهذا وقبل ان تصدر النتائج وقبل الانتخابات علمنا بأن هذا سير وخلاف التيار، الناس تعرف هذا افسد وهذا اقبح, بعض الاسماء البديلة التي تطرح بديلة عن هذه الحكومة عن رموز هذه الحكومة مجرد ما يأتي في بالي في ذهني اسم ذلك الشخص اكاد ان اتقيء !! ناس توغلت في الفساد والجريمة, وبعدها ايضا يوجد شيء آخر يوجد فساد ممنهج يوجد فرق بين فاسد وفاسد، بين فساد وفساد، الفساد اذا كان ممنهجا تحت عباءة وظل وعمامة المرجعية فلا خلاص منه ابدا العالم والمرجع يأخذ منك ويلعن والديك، العالم لا يعطي يأخذ كل شيء وانت الممنون ومداسه فوق رأسك هذا هو العالم يأخذ ولا يعطي شيء اما الان الفساد في الحكومة لا يرتبط بمرجعية لا يرتبط بجهة، الان كل ما يحصل من فساد يحاول ان يقنن وينظم ضمن القانون ضمن الدستور، اما الفساد القادم والمتوقع ذاك لا يلزمه قانون ولا يلزمه دستور لا يوجد فيه أي محاججة، يوجد مرجع يوجد هيبة مرجعية يوجد مذهب يوجد مصلحة مذهب يوجد زيد وعمرو من الناس من المراجع وانتهى الامر رغما ما عليك ترضخ لكل شيء حتى لو انتهكوا الاعراض...}.
ونحن هنا لا نعطي مشروعية للفساد السياسي المقنن بعد ان وضحنا انه اقل خطورة من الفساد الممنهج تحت عباءة المرجعية, لكن نحن بصدد كشف اشد واخطر فساد يفت في عضد العراق, وخلاصة القول ان الفساد المقنن يمكن التخلص منه وذلك من خلال تقوية الجانب الرقابي على اقل تقدير, اما الفساد الممنهج لايمكن القضاء عليه, لان من ينتقد فلان او يقول ان فلان فاسد فانه تعرض للمرجعية وهذا يجعل الناقد في موقف لايحسد عليه ابدا, لذا لا يتكلم احد ولا ينطق احد ولا يحكي احد بفساد كل من يحمل تحت عباءة المرجعية.
https://www.youtube.com/watch?v=bazkk1NP4D0
الكاتب:: احمد الملا
التعليقات (0)