قرأت تحليلاً سياسياً شيق للكاتب/ عبدالله بن بجاد العتيبي في مجلتنا الغراء إيلاف نقلاً عن جريدة الإتحاد الإماراتية بعنوان سوريا بين الممانعة والمحور الأصولي ما استشفيته من المقال التحليلي هو الخوف الكامن من وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم سواءاً في مصر أو سوريا، مع أن المراقب للوضع السوري قبل هذه الثورة والتحركات الإنتفاضية المباركة التي عمت ربوع القطر الشامي لا يجد بأي حال من الأحوال تحركاً للإخوان المسلمين على الأرض أو أبان التحركات السلمية للتظاهرات ومما يجدر ذكره أن الشعارات التي رفعت وترفع من أنصار هذه التظاهرات يومياً ومن إعلامهم المكتوب سواءاً على صفحات الفيس بوك أو التويتر وهما مؤشران حيويان للتوجهات خاصة في زمن العولمة والإنترنت، وأيضاً ما نقرأه يومياً في التعليقات التي ترد على معظم المقالات التي تُكتب بالشأن السوري سواءاً في إيلاف أو مواقع أخرى (وهذه مؤشرات مهمة) نستطيع أن نستشف منها أنه لا حراك أو وجود للإخوان المسلمين كقيادة منظمة تحرك هذه الإنتفاضات أو بعضها أو تقوم بدعمها إلا في مخيلة أعوان النظام السوري والجميع يعلم أن قادة تنظيم الإخوان المسلمين السوري إما قتلوا أو خارج سوريا في المنفى منذ وقت طويل حيث أن هذا الحزب محظور والإنتساب لهذا التنظيم يعرض المنتسب للإعدام حسب القوانين السورية.
الحراك الشعبي في سوريا هو حراك وطني عفوي شامل عابر للطوائف والأعراق الموجودة في سورية يطالب بالحرية والديمقراطية ويدعو لمحاسبة سارقي مقدرات الشعب وإلغاء عدة قوانين تعسفية كما ويدعو لتحرير معتقلي الرأي والضمير القابعين في السجون السورية منذ أجيال، الشعب السوري لمن لا يعرفه هو شعب مسالم محب للحياة مؤمن بالله ينبذ الطائفية البغيضة وهو مؤمن بقضية العروبة الأولى فلسطين ولا يتورع عن التضحية بحياته لأجل نصرة الوطن ومكتسباته.
كما أن المتابع للشأن السوري وخاصة الطائفة السنية يجد أنهم من أكثر الطوائف إنفتاحاً وتعاوناً مع غيرهم من الطوائف والأعراق التي يتألف منها النسيج السوري.
بإعتقادي الشخصي أن الأصولية الدينية أو المذهبية في سوريا منبوذة إلا من النظام نفسه وهي حركات يستخدمها النظام السوري كأوراق سياسية وأحياناً أمنية لمكتسباته الخاصة في دول الجوار كما هو معروف مثل العراق ولبنان وحتى الأردن وفلسطين.
النظام السوري يتهاوي شيئاً فشيئاً ويوماً بعد آخر والحبل يضيق رويداً رويداً على عنقه ولن يستطيع هذا النظام الفكاك أو البقاء وخاصة بعد كشف الإعلام العالمي والعربي لزيف إدعاءات هذا النظام بوجود إمارات سلفية أوعصابات إرهابية متنقلة تجوب المناطق تعيث الفساد والقتل والدمار بين صفوف رجال الأمن والمواطنين من مدينة لأخرى، كما أن العديد من أفلام الفيديو التي سربت إلى الإنترنت تبين وحشية رجال الأمن في التعاطي أيضاً مع الأطفال والنساء في عدة مناطق من سوريا وهذا دليل آخر على وحشية هذا النظام الذي تطبق عليه وعلى رأس الهرم به عدة عقوبات سواءاً من الإتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية ..
التعليقات (0)