مواضيع اليوم

الفريضة الغائبة

الغريضة الغائبة

لفترة طويلة بقيت عازفاً عن الكتابة والحديث لا اقول الاحباط من المشهد السياسى العربى والدولى ، ولا اليأس مما يجرى على الساحة الفلسطينة ، ولا الخوف الباعث على الانتحار مما أصبح عليه الحال بمصر ، لكنها ربما كل هذه العوامل مجتمعة ،
تسيطر العشوائية على الجميع ، تحتل مكاناً بارزاً فى كل المشاهد  تغيب معانى مهمة ومؤثرة كالاستراتيجية والتكتيك والتخطيط وتبصر خطى السير نحو المستقبل ورؤية الواقع بغير زيف كل هذه المعانى والدلالات المهمة تغيب عن هذه المشاهد مجتمعه ،
العراق تتشكل حكومتة بالتوافق والتشاور شكلا بين الكتل العراقية وواقعاً بين القوى الاقليمية وأخصها إيران ، بينما يحصد العنف ارواح المئات وتستحكم الازمة وتضغط أكثر على حياة العراقيين اليومية ، ويستشرى الفساد فى مؤسسات البلاد ويأخذ ارزاق العباد إلى حيث الخزائن العامرة خارج الوطن فى فلسطين تتناحر حماس متسلحة باللامبالاة والشعارات الحنجورية ويتوقف حوار الطرشان وتدخل سوريا على خط التفاوض بين الفصيل القابع فى رام الله متهماً بأناقة الظهور امام الكاميرات ومستمراً فى المفاوضات بغير افصاح عما يدور فيها او يتم الحديث عنه ، والفصيل المشغول فى غزة والمتفرغ لحظر الجلوس على المقاهى للسيدات والاحتشام فى لباس البحر وخطبة الجمعة التى تتوعد الخونه والعدو ،
اما فى مصر فالحمد لله لافتات التهنئة بالعيد الملونة بالوان الطيف السياسى ، وحوار المقاطعة والمجمع الانتخابى والمقاهى المليئة بالمتعطلين عن العمل وغياب الحكومة عن الشارع وعن كل شىء والحياة ايضاً تمضى والغلاء الفاحش فى اسعار السلع الاساسية لم يمنع الناس من الاستمرار فى الحياة بلا مبالاة ،
بينما يستمر البرادعى فى جهادة على موقع تويتر مستسلماً فى النهاية ومعلناً أنه لن يترشح وكأنه كان متاحاً له من الأصل الترشح وتستعد الاحزاب للدخول فى أى صفقة تحسين لواجهة الحكم ، ويختفى ايمن نور وعمرو اديب بعد اعلانه عن رأيه فى حق الرئيس القادم ، وتستمر  الوقفات الاحتجاجية التى اصبحت مثل الوقفة على محطات الاتوبيس فى انتظار الفرج الذى لن يأتى ...
مشاهد كئيبة جدا تحمل المرء على التوقف والسكوت والخرس الى الابد  وتطغى عليه وتحرمه من البسمة حين يلعب مع أطفاله ، أو الهدوء لو سكن إلى اهله وذويه،
لكن اليوم هو السادس من أكتوبر سبعة وثلاثون عاماً مضت على مشهد لم يكن هناك أروع ولا أجمل منه ، مشهد الانقضاض على الهزيمة لافتراس الهوان والخضوع والقهر والانتصار لجيل ظلمته الهزيمة وأسكته الهوان من بعدها يوم السادس من أكتوبر يوم الفخر والعزة ، يوم الاعلان عن الامكانية والقدرة ، الاعلان عن تحقيق النصر ومواجهة التحدى ولكن وفق المفردات الغائبة أو الفريضة الغائبة وهى ليست تلك التى وضعها محمد عبد السلام فرج فى كتابة الذى أنتهى بحفنة من الشباب إلى قتل أنور السادات رحمة الله على الجميع.
اليوم تدق الطبول ويعزف سلام الشهيد بنوبة الصحيان مذكراً جنود مصر والعرب بما كان ، بالفريضة الغائبة ويعيد الى ذهن نظار مدارس العشوائيه والخطف والفهلوة والشعارات الحنجورية أمجاد ابطالنا الذين روى كل منهم شجرة النصر بدماءه وعرقه ،
تحية تقدير واجبة لأرواح ستمائة وسبعة وستون بطلاً فاضت أرواحهم فى هذه الحرب من اجل الكرامة والحرية ودحر العدوان ويموت أمثالهم من الاهمال والمرض والقهر بلا ثمن الان ...
نستذكر تضحياتهم ونترحم عليهم فى أسى وحزن ليس جراء فراقهم ، ولكن من هول المشهد الكئيب الذى أضحى عليه العرب ، وأصبحت عليه البلاد ، نستذكر روح الشهيد العقيد محمد زرد الذى حطت روحه فوق أشد نقاط خط بارليف تحصنيا يوم أن سقطت كل الحصون ألا هذا الحصن الذى اعتلاه الفارس الشهيد ليلقى إلى داخله قنبلة من فتحة التهوية يتبعها بجسده الطاهر قبل ان يعلن باستشهاده انهيار الحصن وأسر وقتل من فيه ،
وتحية التقدير والعرفان للشهيد سيد زكريا أسد سيناء الذى أعتبرته مصر فى عداد المفقودين قبل أن يعترف سفير اسرائيل فى المانيا عام 1996 بأستشهاده  فسعادة السفير كان أحد جنود حرب أكتوبر المشاركين بجيش الدفاع الاسرائيلى وحين التقى بالمصادفة بالسفير المصرى فى المانيا فى أحدى الحفلات أهدى اليه متعلقات الشهيد داخل علية فاخرة قائلا هذه متعلقات جندى مصرى قتل بمفردة أثنين وعشرين جنديا وضابطا اسرائيليا قبل أن أقتله ، لكنى بعد قتله قمت بدفنه وأطلقت من بندقيتى احدى وعشرون طلقة تعبيراً عن أحترامى لبطولته العسكرية وأحتفظت بمتعلقاته طوال هذه المدة ومنها تلك الشريحة المعدنية المثبته بحزامة.
تزخر رمال الوطن بالكنوز التى دفنت ويسير من فوقها الجميع ، وتعج حولهم الفوضى ويحل صوت التوك توك محل زئير الاسود المقاتلة ، وتموت صيحة النصر خلف ضوضاء النداء على الطمام "المجنونة بعشرة جنية" ويعيد التليفزيون الافلام الفاشلة عن أنتصار غاب عنا منذ أنتصار عين جالوت ،
لا املك إلا حروف كلماتى ، أحى بها أبطالنا ، ودموعى انثرها فوق قبور الشهداء عسى أن تزرع زهرة حب فى يوم الكرامة ،

زهرة فى مقام التحية والتقدير والاحترام 

إلى روح كل الشهداء وإلى الحبيب الغالى فؤاد حداد ـ أعيد على كل العشاق لأرض الوطن وايامه ، لماضية ومستقبله وأحزانه قصيدة الارض بتتكلم عربى :

الارض بتتكلم عربى وقول الله
ان الفجر لمن صلاة
ما تطولش معاك الآه
الارض بتتكلم عربى
الارض بتتكلم عربى من حطين
بترد على قدس فلسطين
اصلك مية وأصلك طين
الارض بتتكلم عربى
بتتكلم عربى سبل وكروم
تجرى اللقمة على المحروم
ما تثبتش حصون الروم
الارض بتتكلم عربى
الارض بتتكلم عربى يا خيال
يعد سيفك أم عيال
ظهرك ياما من الاجيال
الارض بتتكلم عربى
الارض بتتكلم عربى حتى البور
بنت الساقية والطنبور
حتى فى بطون الارض قبور
الارض بتتكلم عربى
الارض بتتكلم عربى بوجد وشوق
الفرع اللى يهم لفوق
لاجل الجدار يشم الضوء
الارض بتتكلم عربى
الارض بتتكلم عربى جذورها جدود
مد اتوسع زى العود
انت الباكر والمولود
الارض بتتكلم عربى ولا ترتاح
واصل كالسيل المجتاح
فتحك يا عبد الفتاح
الارض بتتكلم عربى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !