بالأمس كنت امام التلفاز ومعى صديق ، كنا نشاهد الأخبار على بعض القنوات الأخبارية عند العاشرة مساء ، أكثر من خبر عن الوضع السورى ومقتل أكثر من ثلاثون شخصا بسبب العنف الجارى هناك ، ثم خبر عن شبه المجاعة بالصومال وصفوف المحتاجين أمام مراكز تقديم الأغاثة للبحث عن لقمة العيش وسط المعاناة والتعب والشقاء ، وخبر عن خروج مظاهرات بتونس للكثير من النساء تنديدا بالقانون الذى يجبر المغتصبة على الزواج من مغتصبها .
كان صديقى يمسك بجهاز الريموت كنترول فقلت له لما لا تنتقل الى قناة يورونيوز الأوربية لأن الأخبار فيها كافيه ومختصرة وشاملة ، وفعلا تحول الى تلك القناة ومن أول خبر بدات تغزونى الدهشة والمقارنة بين العالمين الأول المتقدم والعالم الخامس المتأخر والذى يغرد خارج التاريخ ربما .
الخبر الأول على تلك القناة كان عن بلجيكا وهو عبارة عن حادث راح ضحيته أكثر من ثلاثون شخصا معظمهم من الأطفال وقد نكست الأعلام فى مقر الأتحاد الأوربى وجرت جنازة عسكرية للموتى ، ثم خبر آخر عن الصفوف التى تراصت فى أميريكا والصين وفرنسا وبريطانيا فى إنتظار جهاز الأيباد الجديد للحصول عليه من مراكز البيع ، ثم خبر آخر عن الجدل الدائر هذه الأيام بفرنسا بسبب إزالة لقب آنسة من السجلات الرسمية وجعل لقب سيدة فقط هو المستخدم كمساوة بين المتزوجين وغيرهم .
وكانت المفارقة والمقارنة مدهشة وعميقة التسآل . . .
- البعض يقف فى صفوف للحصول على الآيباد ، والبعض الآخر يقف للحصول على لقمة العيش.
-البعض يخرج فى مسيرات من أجل تغيير كلمة آنسة الى سيدة ، والبعض يخرج فى مسيرات للتنديد بتزوج المغتصبات من الذين إغتصبوهن.
-البعض تجرى له جنازة عسكرية ويدفن بطريقة لائقة به كبشر ، والبعض يدفن تحت أنقاض مسكنه من غير حتى أن يحس به أحد.
فعلا الفرق شاسع جدا بين البشر فى العالمين الأول والخامس .
اللهم نسألك خير حال من ما نحن فيه يا الله .
التعليقات (0)