الفرق بين ثقافة الأمعية للغير وثقافة الاستفادة منه.
أقول:إن الإنسان يحيا بجانبين:الجسد والروح .
والإسلام جاء ليعزز ذلك ويكفل له الحياة السعيدة في الجانبين. ولذا كان العالم المجاور للمسلمين يفتقد حياة الروح ،ويعيش شتات اجتماعي وطغيان اقتصادي ،وظلم دموي، فجاءهم الإسلام ليخرجهم من هذه الظلمات ،كما أنه لم يكن حجر عثرة في الاستفادة من مقومات الحضارة التقدمية في مجال الصناعة ،والطب ،ونحوها .ووجد أن هذه الحضارة فيها النافع المفيد فأخذه المسلمون واستفادوا منه ،ووجودا في هذه الحضارة ما يهدم حياة الروح والجسد فلم تختلط عليهم الأمور ،بل أعطوا للناس ما ينفع واستفادوا منهم ما ينفع. ولم يخلطوا النافع بالضار، ولم يتخلوا عن قيمهم ودينهم بحجة الاستفادة من حضارة الأخرين ،بعكس ما يدعوا إليه دعاة التغريب في زماننا .
فهذا فرق عظيم بين ثقافة الإمعية للغير ،وثقافة الاستفادة منه . فنعم الاستفادة من المفيد ،ولا يوجد مفيد أصلاً يعارض الدين ،لأن قيم الإسلام كلية لكل زمان ومكان ولعموم الناس .وليست نفعية تذوب تبعاً لمصالح أهل الشهوات .
التعليقات (0)