مواضيع اليوم

الفرق بين الملذات والسعادة

عزالدين izadin123456789

2012-02-20 02:42:38

0

 بقلم عزالدين مراغب

نحن البشر نبحث عن السعادة دائما وهذا حق مشروع بل من الحكمة ان بحث عن السعادة والحياة الهنية لأن الانسان موطنه الاصلي الجنة , واذا رجعنا الى السيرة الذاتية لأبونا ادم و امنا حواء لوجدنا ان موطنهما الاصلي الجنة, و من هنا يتضح لنا بوضوح ان الجنة هي موطننا الاصلي وهذه الارض التي نعيش فوقها ليست موطننا الاصلي بل نحن اغراب وبقاءنا فوقها هي مسألة وقت وليس اكثر من ذلك, و إذا رجعنا للتاريخ وكل النصوص البشرية لأدركنا ان الحقيقة المطلقة التي يتفق عليها جميع البشر الذين عاشوا قبلنا والمعاصرين والذين لم يخرجوا بعد من عالم العدم الى حيز الدهر , 
جميعهم يتفقون على ان خلود الانسان على وجه الارض يعد ضرب من ضروب المستحيل 

غير ان الانسان بالرغم من القدارات الفكرية الهائلة التي منحها الله له يبحث عن السعادة في غير محلها ويدور في حلقة ضيقة من الملذات ويسعى ما امكنه السعي كي ينال السعادة في فلك الملذات المشبوهة وغير المشبوهة ولكن في الحقيقة ثمة فرق كبير بين السعادة والملذات

السؤال الذي يتبادر الى اذهانكم هو : مالفرق بين الملذات والسعادة ؟ 
نحن نلمس الملذات عن طريق المأكل الطيب والمشرب الحلو و حضن الانثى والتمتع بالرائحة المنعشة وغيرها من الاشياء التي لا ننالها دون المال ومن هنا نعرف لماذا يركض الانسان خلف المال وفي الحقيقة هو لايركض من اجل المال بل يركض خلف الملذات التي يظنها هي السعادة

وما هي السعادة ؟ 
هي حالة تضرب بجذورها في اعماق نفس الانسان ويشعر من خلالها براحة نفسية و باتزان نفسي وفكري ويشعر الانسان من خلالها بأنه يسير على الطريق الصحيح ويرى من خلالها كل ما هو جميل في هذه الحياة وهي بأختصار شديد هي راحة نفسية وشعور ممتع ويهون امامه كل آلامنا ومشاكلنا الصغيرة والكبيرة , ومن اين نجد السعادة ؟ اظنني نجد السعادة عندما نتمثل لأوامر الله ونركع مع الراكعين ونسجد مع الساجدين وعندما نعطي لكل ذي حق حقه وحينما نضع اللقمة في فم الام والاب والطفل والزوجة وحينما نعطي المسكين ونكرم عابر السبيل والعاجز دون ادنى مقابل , وحينما نترفع عن سفاسف الامور ونعطي ظهرنا للأحقاد والضغائن والانفعالات والانانية, وكل القيم اللانسانية التي يظنها السفهاء وصغار العقول لعبة مسلية بينما هي في الحقيقة تخرجهم من دائرة الانسانية وتزج بهم في ظلمات صومعة الحقد والانتقام , وثمة حقيقة بدأت اؤمن بها بعمق وهي ان الانسان اكرمه الله بعقل ونصوص دينية تحثه عن القيم الرفيعة لتمهد له طريق الحق والسعادة الحقيقية في الدنيا والاخرة وكلما ابتعدنا عن القيم الرفيعة اقتربنا من الشقاء و نار الغيرة والاحقاد والضغائن والحسد وهي تشبه بحد كبير بما يسمى بالعلاقة الطردية كلما اقتربنا من فلك الملذات ابتعدت عنا السعادة وكلما اقتربنا من صومعة القيم الانسانية الرفيعة ابتعد عنا الشقاء . 
ايها السادة لا اريد ان اطيل عليكم و خلاصة ما اريد ان اقوله إن كنت تبحث عن السعادة لا تبحث عنها في الملذات و عليك ان تخرج من فلك الجنس و المأكل والمشرب وابحث عن معارج القيم النبيلة لتعرج الى سماء مكارم الاخلاق حيث القيم الانسانية الرفيعة حيث العطاء بلا مقابل حيث التسامح والحب الذي ليس بعده كره حيث مكان خيرة الرجال اولئك الرجال الذين عرفوا الحق فأتبعوه كما يتبع اليأس الفقير المعدم او كما يتبع الطفل الصغير امه حيث الحياة الحقيقية والسعادة الحقيقية التي تأخذ بيدك نحو جنة الخلد حيث ترى وجه الرحمن.


 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !