يقول الكواكبي:
- قد يفضل في الإفراديات الشرقي على الغربي … وفي الإجتماعيات يفضل الغربي على الشرقي مطلقا … و يضرب الكواكبي جُزي كل خير أمثلةً على ذلك فيقول :
1- الغربيون يستحلفون أميرهم على الصداقة في خدمته لهم وإلتزام القانون ، بينما الأمير الشرقي يستحلف الرعية على الإنقياد والطاعة …
2- الغربيون يمنون على ملوكهم بما يرتزقون من فضلاتهم ، والشرقيون يتكرمون على من شاؤوا بإجراء أموالهم عليهم صدقات …
3- الغربي يعتبر نفسه مالكاً لجزء مشاع من وطنه ، بينما الشرقي يعتبر نفسه وأولاده وما في يديه ملكاً لأميره …
4- الغربي له على أميره حقوقاً وليس عليه حقوق ، بينما الشرقي عليه لأميره حقوق وليس له حقوق …
5- الغربيون يضعون قانوناً لأميرهم يسري عليه ، أما الشرقيون يسيرون على قانون مشيئة أمرائهم …
6- الغربيون قضاؤهم وقدرهم من الله ، والشرقيون قضاؤهم وقدرهم ما يصدر من بين شفتي المستعبدين …
7- الشرقي سريع التصديق ، والغربي لا ينفي ولا يثبت حتى يرى ويلمس …
8- الشرقي ( أكثر ) ما يغار على الفروج كأن شرفه كله مستودع فيها ، والغربي( أكثر ) ما يغار على حريته وإستقلاله …
9- الشرقي حريص على الدين والرياء فيه ، والغربي حريص على القوة والعز والمزيد فيهما … و ( الخلاصة ) أن الشرقي ابن الماضي والخيال ، والغربي ابن المستقبل والجد .
تعليق :
المثل الأول :
التعليق يكون بهذا السؤال : هل أخذ منّا الغرب مبدأًين إسلاميين مهمين ما زلنا نتقاتل حولهما وهما الشورى والحرية ؟ إذن كيف نفسّر قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم " ، وقول عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه ( متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) ؟
المثل الثاني :
أذكر هنا صرخة أبا ذر الغفاري حينما نادى كأول إشتراكي في الإسلام وربما في العالم بالعدل في توزيع الثروة ، ولكن ما زلنا ننخُ قهراً ونقلّب الوجوه يمنةً ويسرة ونتساءل : أين نفطنا ؟
المثل الثالث :
هنا أتساءل أيضاً من يملك الوطن ؟ ، بتنا لا ندري هل نحن غرباء ، أم مواطنون مؤجلون إلى موعد مع وطن قد لا يأتي !
المثل الرابع : يحق لي أن أتساءل عن ذلك بقول الشاعر العراقي :
رحتُ أستفسر في عقلي ،
وهل يُدرك عقلي ؟
محنة الكون التي إستعصت على العالم قبلي …
( أين حقي ) ؟
المثل الخامس :
سأفترض في الشرقيين هنا ، نحن المسلمون ، وسأذكر قولاً للكواكبي بهذا الشأن إذ يقول : "الداء تغلّب السلطة على الشريعة والدواء تغليب الشريعة على السلطة ". والحقيقة أن لدينا شريعة ، ولكنها شريعة غالبة للضعفاء ، مستوفية للأقوياء ، إنها الشريعة التي لا تطبق إلا على الضعفاء ، وهي الشريعة التي تؤمن بقول الله تعالى " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول " ، فنجد أن فقيراً مستضعفاً نطق قهراً من ظلم لحق به فيجهر من القول أسوأه فيُيغيّب وراء الشمس ، لكن حينما يحاجج تلك الشريعة بتتمة بقية الأية " إلا من ظُلم" نجد من يؤول قول الله كيفما يهوى ، وكيفما تقوده مصالحه … !
المثل السادس :
هل ولدتنا أمهاتنا أحرارا؟
بودي أن أصدق ، ثم أقهقه هزئاً … !
المثل السابع :
هذه أزمتنا الحقيقية ، عقول مُغيّبة ، وعقلانية ملغاة ، ونقل قبل العقل !
المثل الثامن :
بالتأكيد لم يعنِ الكواكبي التقليل من قيمة الشرف ، وإنما حاول الإشارة إلى أننا نبخص كثيراً من حقوقنا كحرياتنا ومكاسبنا على حساب التفكير في أمور هي في الأساس مهمة ولكننا نُغفل أموراً من شأنها أن تعزز من أهميتها ، إذ كيف بإنسان غير حر أن يحمي شرفه ؟
المثل التاسع :
هل توافقونه على ذلك ؟
أخالفه في مسألة التعميم حول " الشرقي حريص على الدين والرياء فيه " ، وهذا لا يعني عدم حدوث هذا التصور للأسف … ، لكني أتفق معه على بقية المثل خصوصاً في زمننا هذا … هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد …
كونوا بخير …
التعليقات (0)