مواضيع اليوم
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الشيعة والسنة : كلمة شيعة : معناها شيعة الرجل يعني خاصته وأحبابه ، فشيعة الإمام علي يعني أحباب الإمام عليٍّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه. ولكن انقسمت الشيعة إلي فرق كثيرة بحسب اختلاف العقيدة الدينية وبعض المبادئ التشريعية، وجوهر الاختلاف مابين الشيعة والسنة يرجع إلي العقيدة، في أساس الدين الأول، فنحن أهل السنة نعتقد أن رسولنا الذي اختاره الله عز وجل لنا هو محمد بن عبد الله، وكتابنا القرآن الكريم، والأمر بعد محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم شوري بين المسلمين عملا بقول الله عز شأنه: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (38-الشورى)، يختارون من بينهم الأنفع لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم ليقودهم ويكون من المسلمين. والشورى في الإسلام لها ثلاث صور ظهرت بعد انتقال الرسول صلي الله عليه وسلم: الصورة الأولى: إما أن يجتمع زعماء المسلمين فيختاروا من بينهم زعيما للأمة ، وهذا ما كان في سقيفة بني ساعده بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم ، حيث اجتمع الأنصار والمهاجرين واتفقوا بعد المداولات علي أبي بكر الصديق. وهذه الصورة من الذي يختارها؟ ..زعماء الأمة . الصورة الثانية للشورى في الإسلام: أن يرشح الحاكم من يثق في عدالته وأمانته قبل تركه للسلطة، ثم يشاور أهل الرأي في دولته، فإن اجتمعوا علي هذا الرأي، عقد له البيعة من بعده، كما فعل سيدنا أبو بكر مع سيدنا عمر واستطلع الآراء، يعني لم ينفرد بالرأي، فاستطلع آراء علية القوم، أو كبار المستشارين بلغة عصرنا، وكبار المستشارين الذين حوله وافقوا أجمعين، فأخذ له البيعة قبل وفاته . الصورة الثالثة : وإما أن يختار إمام المسلمين نفراً ممن يثق في قدراتهم ومهاراتهم، ويترك لهم الحرية في أن يختاروا من بينهم رجلاً يصلح لإمامة المسلمين. وهذا كما فعل سيدنا عمر، حينما اختار ستة نفرٍ وطلب منهم أن يختاروا رجلاً من بينهم، وترك لهم حتي طريقة التصويت علي الذي يختارونه، فإن انقسموا إلي فريقين، يعني ثلاثة وثلاثة، هنا طلب منهم أن يكون صوت عبد الله بن عمر مرجحاً فيكون هو الصوت الرابع المرجح، لم يتركهم أيضاً حتي لا يختلفوا، ووضع لهم القواعد التي بها يحمون الأمر.
وهذه هي ثلاث طرق للديمقراطية والشورى الإسلامية، لأن الإسلام ليس فيه دكتاتورية، ولا ملكية وراثية، وإنما وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (38-الشورى). وهذا أمر أهل السنة الذي نحن منهم.
أما الشيعة - مع اختلافهم - يتفقون علي أن زعامة وخلافة وإمامة المسلمين لا ينبغي أن تكون إلا في نفر، أو رجل من أولاد الإمام عليّ، وهذا هو الخلاف الجوهري الأول، ثم انقسموا بعد ذلك، فبعضهم زاد علي هذا الشرط، فجعل أنه لا تصلح إمامة المسلمين في الصلاة إلا بإمام من آل عليّ، فدخلوا في المشقة علي المسلمين، وزاد بعضهم في الاعوجاج فقالوا: إن الأمين جبريل عليه السلام كلف من قبل الله أن ينزل بالرسالة علي الإمام عليٍّ فخان الأمانة ونزل علي محمد، وهؤلاء منهم الشيعة التي تحكم إيران الآن وتسمي الإسماعيلية، أو الإثني عشرية، وسنقول السرُّ في الاثنين، وطبعا من يقول هذا القول كافر، كيف يكون الله لا يستطيع أن يضبط السفير الذي أرسله؟!! السفير يخون الأمانة!! فكيف يكون الإله؟!! وطائفة خففت - وهذه الشيعة تسمي الشيعة المعتدلة - لأنها تؤمن برسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذا ما تحاول الطائفة المعتدلة الآن في إيران أن تسير عليه، ومنها الشيعة الزيدية التي كانت في اليمن، وكان منها أئمة اليمن، وآخرهم الإمام البدر - ولا نعلم لا يزال علي قيد الحياة أم لا ـ وكان عايش في السعودية الإمام أحمد وكان قبله الإمام يحي، وهؤلاء هم الزيدية، وهم متفقون أن رسولنا جميعاً هو رسول الله محمد بن عبد الله، لكن وجهة نظرهم أن الإمامة كانت ينبغي أن تكون من بعده في عليّ وذرية عليّ، فكان ينبغي علي المسلمين أن يكون علىٌّ هو الخليفة ، وهؤلاء معتدلين . طائفة أخري تشددت في هذا المنهج، فسبَّت أبا بكر، وسبت عمر، لاعتقادهم أنهما اغتصبا حقَّ عليٍّ، وأخذوا الخلافة رغماً عنه، ورفضوا إمامتهما، ولذلك يسمون الرافضة لأنهم يرفضون إمامة أبى بكر وإمامة عمر ويسبون ويلعنونهما، وهذه أيضاً طائفة كافرة لأنهم يسبون أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( الله .. الله .. في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً من بعدي )، أي: لا تنبسطوا بالقول فيهم من بعدي بسوء. فالرافضة ترفض إمامة أبى بكر وعمر، وتتهمهما بأنهما اغتصبا الإمامة من الإمام عليٍّ رضي الله عنه.
نعود للإثني عشرية، أو الإسماعيلية، وهما مسميً واحد، الاثني عشرية لأنهم اعتقدوا أن الإمامة في عليّ، ومن بعده الحسن، ومن بعده الحسين، ومن بعده علي زين العابدين، ومن بعده محمد الباقر، ومن بعده جعفر الصادق، ومن بعده موسي الكاظم ... عدوا اثني عشر إماماً، والإمام الاثني عشر اسمه إسماعيل، قالوا إنه دخل سرداباً، يعني طريقاً مظلماً في جوف جبل، بعضهم قال: في سامراء - وهي مدينة في جوار بغداد - وبعضهم قال: في قُم - وهي المدينة المقدسة عندهم - وينتظرون خروج هذا الإمام في آخر الزمان، والي يومنا هذا وفي كل صباح، كل يوم يخرج وفد منهم إلي فتحة السرداب ومعهم فرس، ومعهم زينة ينتظرون خروج الإمام، ويسمونه الإمام المنتظر، ويحيلون عليه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ( لو لم يبقَ من عُمر الدنيا إلا يوم لأخَّر الله هذا اليوم حتي يخرج رجلٌ من آل بيتي اسمه يواطئ اسمي، واسم أبيه يواطئ اسم أبي، واسم أمه يواطئ اسم أمي، يملأ الأرض نوراً كما ملئت ظلماً وجورا ). ولذلك في إيران جعلوا قم مدينة مقدسة، يعني لا يظهر فيها شيء يخالف الشريعة، لماذا؟ لأجل ظهور الإمام المنتظر، وهذا هو الخلاف الجوهري .
طبعا بعد ذلك وعلي توالي العصور ظهرت طوائف أخرى حرَّفت وغيّضرت كثيراً، كالدروز فى سوريا ولبنان، وهذه طائفة أيضاً تنسب إلى الشيعة، وان كانت بريئة لكل ما ينسب إلى التشيع والإسلام، وطائفة أخرى اسمهم الحشائين وهذه موجودة أيضا فى بعض جبال لبنان يبيعون الحشيش، وطوائف كثيرة لاداعى لسردها أوذكرها، المهم الخلاف أولاً خلاف فى العقيدة. الخلاف الثاني: خلافات تشريعية، فبعض الشيعه اعتقدوا أن الإمام عليًّا رضي الله عنه وكرم الله وجهه خصَّه النبي صلى الله عليه وسلم بصحيفة غير القرآن أخبره فيها ببعض الأشياء الصادقة التي ستحدث إلى آخر الزمان، ولذلك يسمون هذه الصحيفة الصادقة، ويزعمون أنَّ أول من أخرجها وجمعها الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وفى هذه الصحيفة ينسبون أشياء كثيرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خصَّ بها الإمام علياًّ وذريته، وهذه الأشياء ليست موجودة فى كتب الأحاديث الصحيحة المعتمدة، ولذلك نجد عامه الشيعة يشنون حرباً هوجاء على سيدنا أبى هريرة الراوي الأول لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنه كذب فى أحاديثه، ونسب إلى النَّبيِّ أحاديث لم يتحدث بها، لأنه لم يصرح بهذه الأحاديث التي أودعوها فى كتبهم وأقاموا عليها بنيان عقيدتهم وتشريعهم. ومن هنا جعل الشيعة لهم فقهاً خاصاً بهم نسبوه إلى سيدنا الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وسموه الفقه الجعفري، وهذا هو الذى عليه الشيعة فى إيران والعراق، لا يعرفون المذاهب الأربعة التي عندنا، وإنما يطبقون المذهب الجعفرى الذى نسبوه، وسيدنا جعفر كان فقيهاً لكنهم نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يتقول بها، ودسوها عليه وسموها المذهب الجعفري. منها على سبيل المثال: نكاح المتعة، وهذه الشريعة موجودة فى العراق وإيران، النكاح والزواج عندنا أهل السنة وعند المسلمين شرطه أن يكون مؤبداً، يعنى لا يتم الفصال بين الزوجين إلا بالطلاق أو الموت، اسمه التأبيد. هم جعلوا هناك نكاحاً مشروطاً ولمده محدودة، واحد يعقد العقد على امرأة لمدة يحددانها باتفاق بينهما - قد تكون سنة أو سنتين - بعدها ينفصلان تلقائياً!!
لو صنفنا هذا التشريع على تشريع الله نجده يخالف منهج الله!! لأن الذى يفصم عرى العلاقات الزوجية الطلاق أو الموت، مادام لم يصدر طلاق من الرجل إذن كيف ننهى هذه الحياة الزوجية؟ ثم ندخل فى محاورة أخري: هل يباح لإمرأة مازالت منسوبة لرجل أن تتزوج برجل آخر؟ هذا ما حدث عندهم!! لايجوز، لكنها تتزوج!! إلى أيهما تنسب للأول أم للآخر؟!! كلاهما باطل، لأنهما لم يكن هناك مبرر شرعي للفصام أو الفصال بينهما، وشرط الطلاق أن يكون من الرجل، لأن اليوم أتانى رجل فى المسجد بعد الصلاة يسألنى سؤالاً، يقول لي: مراتى قالت لى: طلقتك فضربتها وسكت، ويقول أيضا: قالت لي: أنا طلقتك، فيقول هل الطلاق واقع أم لا؟ قلت له: هي مالها ومال هذا الموضوع؟!! هو رجل علي فطرته، وهو لا يعرف شيئاً، فيسأل!! قلت له: هي ليس لها شأن بهذا الموضوع، هذا الموضوع يخصُّك أنت وليس من حقها التطليق. فإذن يعني الشرط لهذا الطلاق من الرجل، وقال صلي الله عليه وسلم حسماً لهذا الأمر: ( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق )، يعني الرجل هو الذي أبيح له التمتع بهذه المرأة. حتي الأب لا يملك تطليق زوجة ابنه، ولا الأخ يملك تطليق زوجة أخيه، لازم الإنسان هو بذاته ولا يجوز فيها الإنابة، تنفع الإنابة في النكاح ولكن لا تنفع في الطلاق.
ونسأل أهل القانون من الناحية القانونية، ويسأل فضيلته - رجلاً من أهل القانون - كان جالساً بجواره: هل يجوز التوكيل؟ قال: ينفع، ولكن الموكل بذاته.ولا يجوز أن يوكل الأب، أو ألأخ، أو غيره عنه. إذا الواحد وكَّل محاميًّا ينفع، لكن هو فقط الذي يوكله، لكن لا ينفع أبوه ولا أخوه ولا أى أحد. إذا هو نفس الموضوع، هي – أى الزوجة - لا يجوز لها أن تطلق ولكن تطلب التطليق. وهذه يا إخوانى بعض الفروق الجوهرية بين السنة والشيعة، وهناك فروق أخري يجب أن تفطن لها: أغلب الشيعة يعتقدون في الإمام الذي هو من ذرية فاطمة وعليّ، لأن عليًّا تزوَّج بأخريات وأنجب منهن - منهم سيدنا محمد ابن الحنفية ،لأن أمه كانت من بني حنيفة، فهم اشترطوا أن يكون الإمام من ذرية عليّ وفاطمة، لكن لأحد غيرهم؟ لا. ويعتقد أغلبهم أن الإمام معصوم - وهذا فرق جوهري - لأن عندنا العصمة ليست إلا لأنبياء الله، لكن هم ينسبون العصمة لمن؟ للإمام، وهذا منافي بصريح القرآن وسنة النبي العدنان، ويزيدون علي هذا أمراً آخر أشر، فيعتقدون أن الإمام ينزل عليه الوحي!! مع أننا نعلم علم اليقين أن الوحي انتهي، ولذلك له حق التشريع حسب ما ينزل عليه، وأظن هذا ربما يكون مأخوذ من الديانة المسيحية، لأن عندهم البابا معصوم ويوحي إليه ويشرع تشريعات جديدة. هذه الأشياء ليست موجودة لدينا جماعة المسلمين، فنحن نعتقد في كل الأولياء الحفظ وليست العصمة، وهناك فرق بين الحفظ والعصمة، فالمعصوم لا تخطر أو لا يخطر علي باله المعصية قط، والمحفوظ قد تخطر المعصية علي باله لكن يحفظه الله من عملها وتنفيذها، وواضح الفرق بين الاثنين يا إخوانى، فليس عندنا معصوم ولكن عندنا محفوظ، والمحفوظ أيضا قد يغلبه أمر الله، فيقع في هفوة لكن يرجع ويتوب إلي الله كما كان يحدث بين بعض أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم الكُمَّل. وهذا أمر جوهري في العقيدة، أن الإمام معصوم ومازال ينزل عليه الوحي، أمر لا يبيحه أمر الله ولا شرع الله الذي جاء به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من عند الله عز وجل. أمر آخر يعتقده الشيعة، ويفرضونه علي أتباعهم، يعني في إيران ميزانية الإمام - الذي هو آية الله - أكثر من ميزانية الدولة!! لماذا؟ لأن الشيعي يفرض عليه بقول الله: وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (41- الأنفال). ففرض عليه أن يخرج الخمس من كل دخل يدخل إليه ويعطيه ويسلمه للإمام، إن كان من راتب أو تجارة أو زراعة أو غيرها، وإذا لم يخرج الخمس صوروا له أنه ستعتريه النكبات وتنزل عليه البلايا، وتتوالي عليه الرزايا. إذن هو من نفسه يعطي الخمس، فخمس إرادات إيران كلها مع مَنْ؟ مع الآيات!! ولذلك الحرس الثوري الإيراني معه أحسن الأسلحة وأحدثها في العالم!! ميزانية رهيبة - التي هي الخمس - خمس الله والرسول!! هل هذا الأمر يوجد عندنا؟!! لا، إن هذا الخمس جعله الله في الغنيمة، والغنيمة هي ما كان يأتي لرسول الله صلي الله عليه وسلم بدون تعب من أحد، أو عناء من عمل. الغنيمة التي يحصل عليها في وقت الحروب، أو الأرزاق التي ساقها الله بدون تعب، كالمعادن التي تخرج من باطن الأرض، وهذه زكاة ليست للإمام فقط بمفرده، لكن الزكاة التي يسمونها الركاز - المعادن التي في باطن الأرض - الخمس لأنها خرجت بدون تعب، لكن هل يفرض علي أن يعطي للمتبوع خمس دخله؟ هذا ليس في الإسلام لأن الله قال في قرآنه: اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21- يس). تتبعون مَنْ؟ هل تتبعون الذي لا يسألكم أجراً أم الذي يسألكم أجراً؟!! الذي يسأل أجراً، تكون دعوته غير صادقة، لكن اتبعوا من لا يطلب أجراً. وللأسف فإن كثيراً من أدعياء الصوفية في بلدنا النقية ـ لأن مصر بلد نقية ليس فيها هذه الخلافات، هذه الخلافات العقائدية ليست موجودة عندنا في مصر أبداً ـ لكن كثيراً من أدعياء الصوفية أرادوا أن يبسطوا نفوذهم علي قلوب أتباعهم، فنسجوا مثل هذه العقائد الشيعية، فجعلوا الإمام - إمام الطريقة - معصوماً وينزل عليه الوحي، وفرضوا علي الأتباع أن يعطوا أيضا الخمس للإمام، لأجل أن تأتيهم البركة، ويأتيهم الخير والحفظ، وهذا أيضا تأثر بعقيدة الحركة الشيعية، وبعضهم جعل هناك أقطاباً، قالوا هؤلاء هم المدركين بالكون، وهؤلاء هم الذين أعطاهم الله التصريف، وبإمكانهم أن يسعدوا هذا ويفقروا هذا، وأنت لازم تتقرب لهم!! .. سبحان الله وهل هذا دين الله وسنة رسول الله؟!! إذا كان الله قال لحبيبه صلي الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56- القصص). إذن فهل نحن نهدي الناس؟!! التي ليست في يد رسول الله، تكون في إتباع رسول الله!! أنا أردت أن أنبه إخواني لكي يحذروا هذه الأمور الشيعية والتي اندست في الصوفية، فنجد بعض الصوفية الجاهلين يقولون عندنا إلهام!! هل الإلهام يخالف شرع سيد الأنام؟!! لو خالف الإلهام شريعة الله نضرب به عرض الحائط. أليس كذلك؟ هذه يا إخوانى - يعني باختصار شديد - الفرق بيننا وبين أهل الشيعة، وبين الذين تابعوهم علي هذه البضاعة الوضيعة، لكن الموضوع طبعاً واسع ويحتاج إلى مجال كبير فيه اختلاف، ففي الصوم مثلاً: لا يوجد خلاف بيننا وبين الشيعة المعتدلين، ولكن الاختلاف في الصلاة - كما قلنا - أن بعضهم لا يجوز الصلاة إلا بظهور الإمام، والصلاة التي هي الجمعة والجماعة، فيصلوا بمفردهم في الخفاء، ولكن لا يظهرون إلا في صلاة الجمعة والجماعات، إلي أن يظهر الإمام المنتظر، أو الإمام المعصوم. أما الصيام فالذين أسقطوه الجماعة الدروز، أسقطوا الصيام إلي أن يظهر الإمام، يعني لا يوجد عندهم صيام أبداً. هذه طبعاً دعاوي كثيرة لحين أن يظهر الإمام، دعاوي كثيرة. هناك جزئية ثانية مهمة وجوهرية، أنهم أباحوا لأتباعهم شيئاً يخالف هدي الحبيب صلي الله عليه وسلم، وجعلوها مبدأً أساسيًّا عندهم يسمي التقية، والتقيه يعني: أن يظهر الرجل خلاف ما يبطن حتي لا يقع في حرج، ليس هناك مانع أن الواحد يكذب لو وجد نفسه أنه سيقع في حرج، فيظهر خلاف ما يبطن، مع أن ديننا جعل هذه صفة المنافقين، وقال صلي الله عليه وسلم: ( شر الناس ذو الوجهين، الذي يلقي هذا بوجه وهذا بوجه ). وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم من مقالات قضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد |
|
http://www.fawzyabuzeid.com/ |
التعليقات (0)