مواضيع اليوم

الفرق بين الدم و الدم.. دولارات و انتهازية

Saleem Moschtafa

2009-02-17 13:18:30

0



عندما يموت الإنسان، أي انسان، ظلما و غدرا و نتيجة لتموضع ما يتخذه و خاصة ان كان ذلك التموضع في سبيل قضية عادلة و شريفة، فبالتأكيد لا تملك الا أن تحترم ذلك الدم و تجله و يجبرك ذاك التموضع على أن تضع صاحبه في مستوى يليق بقدسية تلك الدماء و نبلها، هكذا أفهم معنى الشهادة و التضحية و هكذا أعتقد يجب أن يفهمه الجميع.

 

 لكن على ما يبدو البعض في لبنان يغيب عنه هذا المنطق أو يغيبه مع "سبق الإصرار و الترصد". فلا أدري ماهو الفرق لبنانيا بين دم رجلين ك"رفيق الحريري" و "عماد مغنية"؟؟ ، فكليهما لبناني الأصل و الهوية و الوفاء بما يعني أن عدوهما الأول و الأخير و الوحيد هو "اسرائيل" و لذلك ناصباها العداء كل من موقعه، الأول كمعمر للبنان في مقابل آلة الهدم و التدمير "الإسرائيلية" و الثاني كقائد من قادة المقاومة المسلحة في مقابل احتلال و عدوان "اسرائيلي" متواصل.

هل يبدو أنني أطلب  المستحيل اذا تمنيت أن أرى الشهيد عماد مغنية على شاشة "المستقبل" مثلا كي يكرم كما يكرم غيره من الشهداء، أم أن الشهادة لها مواصفات أخرى غير تلك التي أعرف، يبدو أن الأمر كذلك.

ف"أبطال" "ثورة الأرز" في لبنان من هذا المنطلق لا تعنيهم من قريب أو من بعيد شهادة عماد مغنية. فما الذي سيجنوه اذا اعتبروه كذلك، بالعكس فإن امكانية تبني البعض لقضية عماد مغنية الشهيد لا يتناسب بالتأكيد مع علاقات "الود" و الماضي "النضالي" المشترك مع "الإسرائيلي"، في حين أن التلويح بدم رفيق الحريري على ما يبدو لازال "تجارة رابحة"، و ربما سنرى مدى نجاح تلك التجارة في الإنتخابات النيابية بعد بضعة أشهر.

و لكن مادام الموقف السياسي لذلك التيار ضعيف أو منعدم للبعض منه، فإنهم بالضرورة سيتسلحون بأدوات قد تقربهم من أهدافهم بغض النظر عن خطورة تلك الأدوات و الأساليب سواء عليهم أو على من حولهم، و تلك الأساليب هي الطائفية و المذهبية، فالضعيف سياسيا هو من يصور أن حزب الله "الشيعي" خطر على السنة في لبنان و أن حزب الله "المسلم" خطر على المسيحيين في لبنان، ربما يكسبون لحين بدغدغة العاطفة و لكنهم بالتأكيد خاسرون بالمنطق و العقل و الواقع.

و لهذا هم يصوروا عماد مغنية كشهيد طائفة و حزب و ليس شهيد وطن و أمة، و لكن على ما أفهم أرى أن النتائج كانت عكسية لما يعملون من أجله، فمثلا لا يستطيع أحد أن ينكر أن مغنية أصبح شهيد فلسطين و مقاومتها بامتياز و بالتالي أصبح شهيدا لأنصار المقاومة على امتداد العالم العربي و الإسلامي، في حين أن الحريري الذي كان من المفترض أن يكون شهيد الوحدة الوطنية و العروبة "قزمت" شهادته و أول من قزمها ابنه الذي حصر شهادة أبيه في تيار لبناني بعينه و الأدهى من ذلك أن يكون ذلك التيار على النقيض تماما من الرؤية التي عمل من أجلها الحريري داخليا و خارجيا.

لذلك نرجو قريبا أن "تتحرر" دماء رفيق الحريري من قيود الإنتهازية و المزادات العلنية التي ينظمها منافقوا الدماء، ليتمكن الجميع، و الذين لاطالما أحبوا رفيق الحريري و احترموه، من تكريمه و لتلتقي شهادته مع شهادة مغنية كما التقى عملهما و تكامل في حياتهما من أجل لبنان و الأمة.

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !