مواضيع اليوم

الفرق بين الإيمان والإسلام

أحمد الشرعبي

2012-09-18 17:46:00

0

 الفرق بين الإيمان والإسلام . للمفكر/ إبراهيم أبو عواد .

 

قال الله تعالى : (( قالت الأعرابُ آمنا قُل لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا ولَما يدخل الإيمان في قلوبكم )) [ الحجرات : 14] .
إن الآية السابقة تشير إلى وجود فرق بين الإيمان والإسلام . وهذه مسألة مشهورة عند أهل العلم . فهؤلاء الأعراب الذين ادعوا الإيمانَ لم يصلوا إلى هذه الرتبة ، فجاء الأمر الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم : (( لم تؤمنوا )) ، أي لم تصلوا إلى منزلة المؤمنين، ولم تنالوا رتبةَ الإيمان . (( ولكن قولوا أَسْلَمْنا )) . ولما تدخل شعائر الإيمان وحقيقته في قلوبكم . فالإسلام قولٌ ، أما الإيمان فقولٌ وعمل . وهذا يشير إلى أن الإيمان مكانة مميزة أخص من الإسلام .
وفي حديث جبريل الشهير في صحيح مسلم ( 1/ 36 ) : أن النبي صلى الله عليه وسلم عرّف الإسلامَ بقوله : (( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً )) ، ثم انتقل إلى تعريف الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم : (( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )) ، ثم انتقل إلى تعريف الإحسان فقال صلى الله عليه وسلم : (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) .
أي إن النبي صلى الله عليه وسلم انتقل من العام ( الإسلام ) إلى الخاص ( الإيمان ) إلى الأخص ( الإحسان ) ، وفرّق بين هذه المفاهيم الثلاثة في التعريف . مما يدل _ بلا ريب _ على اختلاف معنى الإسلام عن معنى الإيمان . وعن سعد بن أبي وقاص _ رضي الله عنه _ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطاً وسعد جالس ، فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجلاً هو أعجبهم إلَي ، فقلتُ : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ ، فوالله إني لأراه مؤمناً ، فقال : (( أو مسلماً )) .
[متفق عليه . البخاري ( 1/ 18) برقم ( 27) ، ومسلم ( 1/ 132 ) برقم ( 150 ) .].
(( فليس فيه إنكار كَوْنه مؤمناً ، بل معناه : النهي عن القطع بالإيمان ، وإن لفظة الإسلام أولى به ، فإن الإسلام معلوم بحكم الظاهر ، وأما الإيمان فباطن لا يعلمه إلا الله تعالى )).[ شرح النووي على صحيح مسلم ( 2/ 181 ) .].
وهكذا نرى أن فرقاً جوهرياً بين الإسلام والإيمان . فكل من نطق الشهادتين يُحكَم عليه بالإسلام ، ويصبح معصومَ الدم ، بغض النظر عن صدقه أو كذبه ، وتُجرَى عليه الأحكام حسب ظاهره ، وحسابه عند الله تعالى الذي يعلم الباطنَ .
أما الإيمان فباطنٌ مكانه القلب لا سبيل لمخلوق للاطلاع عليه لأنه مخفي عن عيون الناس ، ولا يعلم حقيقته إلا الله تعالى الذي يحاسب الناس ، ليس بالنظر إلى صورهم ، بل إلى قلوبهم .

http://www.facebook.com/abuawwad1982




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات