مواضيع اليوم

الفرق بين الإدارة والتربية في الدعوة

mam dawud

2009-05-02 09:21:19

0

إنَّ التربية هي أسلوبٌ يمارَس على الأفراد لتنميتهم ورعايتهم عقائديًّا وأخلاقيًّا وعباديًّا وسلوكيّا، أو كما يُطلَق عليها: أسلوب "التخلية والتحلية"، أما الإدارة فهي تخطيطٌ وتنظيم، وتستطيع أن تشارك في العمليَّة الدعويَّة بأن تقدِّم لها نظاماً يسمح لها ببلوغ أهدافها بأقلِّ جهدٍ وأقصر وقت

إذا أردنا أن نعرف الفرق بين متغيِّرين فإنه يجب علينا أن نتعرف على المتغيِّرين أولاً:


 التربية:
التربية لغةً من "ربَّ الشيء، أي نمّاه ورعاه"، والتربية في الدعوة تمارَس على مستوى الأفراد، حتى ولو كان هناك من يقول بأن التربية تكون على مستوى الأفراد والمجموعات فإن تأثيرها يتم أساساً على الفرد، وهي في الدعوة تمارَس من أجل أن تتمَّ تنمية ورعاية الفرد عقائديًّا وأخلاقيًّا وعباديًّا وسلوكيّا؛ لكي يخرج الفرد الذي يستطيع تحمُّل أعباء الدعوة، وهو الأسلوب الذي يسمِّيه بعض علماء التربية أسلوب التخلية والتحلية، بمعنى أن تتمَّ رعاية الفرد وتحويل أو تنقيح أو تغيير معتقداته وأفكاره وسلوكه وأخلاقه تدريجيًّا باستخدام أساليب متعددة، كمن تريد أن تربِّيه على كظم الغيظ مثلاً فإنك تستخدم معه أساليب عديدة، مثل:
أ - التربية بالثقافة والمعرفة: بأن تجعله يقرأ كتابًا في كظم الغيظ وتناقشه معه.

ب- التربية بالموقف: بأن تجعله يتعرَّض لمواقف، كأن يكون في فريق لكرة القدم مثلاً ثم يُهزم، وتراقب مدى غضبه واحتماله للهزيمة الرياضية وتأثير ذلك عليه.

ج- التربية بالثواب والعقاب: بأن تطلب منه أن يلتزم بأن يعاقب نفسه إذا غضب في غير موضعٍ أو كان غضبه زائدًا عن الحدّ، أو أن يثيب نفسه إذا استطاع كظم غيظه.

د- التربية بالقدوة: بأن تجعل له قدوةً يقتدي بها، وليس في مجال الدعوة أو حتى الدنيا كرسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة، فتذْكُر له المواقف التي تعرَّض لها وكَظَم غيظه، كما تحتاج التربية بالقدوة إلى قدوةٍ ملموسةٍ يراها بعينه فيتعلَّم منها، وهنا يبرز دور كل من المحيطين الذين يصلحون أن يكونوا قدوةً للمربِّي.
هذا عن التربية.

 

 الإدارة:
دعني أنا الذي أتساءل: أيُّ إدارةٍ تقصد؟ أهي إدارة الأهداف الدعوية؟ أم إدارة العملية التربوية؟ أم إدارة الوسائل؟

إن الإدارة في تعريفها البسيط هي: حشد الجهود والإمكانيات والموارد لتحقيق هدفٍ معيَّن، عبر مسارٍ محدَّدٍ مسبقا، وفي فترةٍ زمنيةٍ محددة، مجتازاً في ذلك العوائق التي تَحُول دون الوصول للهدف، وعليه فإن الإدارة هي تخطيطٌ وتنظيمٌ ورقابةٌ وتقويم، وبالتالي يمكن أن تساهم في العملية الدعوية كلِّها أو في العملية التربوية، بأن تقدِّم لهما النظام الذي يسمح ببلوغ الهدف بأقل جهدٍ وأقصر وقت.

 ولنأخذ نفس المثال السابق: شخص تريد أن تربّيه على كظم الغيظ، كيف ستتعامل معه تربويًّا باستخدام أدوات الإدارة التي تلتحم هنا مع التربية بشكلٍ كبير، ستكون الخطوات كالتالي:
أ- تحديد الهدف: أنت حدَّدت الهدف الذي تريد الوصول إليه، وهو وصول الشخص إلى تقليل غضبه وقدرته على كظم غيظه.

ب- تحديد الوسائل التربوية: كأن يحضِّر درساً أو كلمةً يوم الأربعاء عن كظم الغيظ، أو يشارك في مباريات كرة القدم.

ج- متابعة تنفيذ الوسائل: هل حضَّر الدرس أو الكلمة؟ ماذا كان سلوكه في المباريات؟

د- قياس تقدُّمه (قياس الأداء): كم مرةً كان يغضب من مواقف معينة، والآن كم أصبح؟ ما الفترة الزمنية التي اجتازها؟ أيُّ الوسائل كانت أكثر تأثيراً عليه؟

وإجمالاً لما سبق، فإنَّ التربية هي أسلوبٌ يمارَس على الأفراد لتنميتهم ورعايتهم عقائديًّا وأخلاقيًّا وعباديًّا وسلوكيّا، أو كما يُطلَق عليها: أسلوب "التخلية والتحلية"، أما الإدارة فهي تخطيطٌ وتنظيم، وتستطيع أن تشارك في العمليَّة الدعويَّة بأن تقدِّم لها نظاماً يسمح لها ببلوغ أهدافها بأقلِّ جهدٍ وأقصر وقت.

وهكذا يا أخي فإنَّك تلمح أنَّ سؤالك كان ينبغي أن يكون: كيف تعمل الإدارة والتربية في خدمة الدعوة؟".

المصدر شبكة الأحرار

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !