يبدوا أن الأمر لا يتوقف على العمل الجماعي ومدى قابليتنا لهُ ولنجاحه بل يتعدى ذلك في تقييمنا ونظرتنا للتنظيم في العمل وإلا كل الأعمال الفردية قابلة لإعادة صياغتها وبلورتها حتى تكون في نطاق جماعي مُنظم متى ما وجدت لدى الفرد الفاعلية إلى التغيير نحو الأفضل والوعي التام بمدى حاجتنا لتظافر الجهود , ونقضت الوضع السائد من حب الظهور ..
بعض الدراسات نقضت تماماً فكرة العمل الفردي وأكدت على دور العمل الجماعي لإنتاج مجتمع تتشابك فيه الإمكانات من خلال استيعاب الملكية الفردية في العمل الفردي وصهر كافة الأعمال في بوتقة العمل الجماعي الذي يقود في النهاية إلى تطوير المجتمعات وبنائها بناءً سليماً من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية ..
وبالتالي الأعمال الناجحة ترتكز في البدء على الجماعة والتي هي جزء من المجتمع الذي يشكل الغاية الأساسية في عملية النجاح والتنمية والذي يكون الفرد فيه القيمة الحقيقية..
ولعل النص التالي يُعرف المجموعة أو الجماعة على أنها" أي صورة من صور التشكيل الجماعي المؤسس على إتباع دوافع الشعور بالانتماء إلى جماعة معينة ، وكذا دافع القبول الاجتماعي ويحمل نوعاً من الارتباط المادي والمعنوي بين أعضاء فريق العمل من حيث وحدة الأهداف والاتجاهات والنتائج الإيجابية التي تشكل صورة أساسية في نجاح أي عمل جماعي متكامل ومدروس في آن واحد"..
ولا خلاف على انه هناك العديد من العوامل المؤثرة في نجاح العمل الجماعي منها التواصل الفعال والتعاون والنقد البناء بعيداً عن النقد الهدام وتغيير الآراء وتبدل المواقف وما يسوق بسببها من اللامسؤولية وعدم الشعور بهوية العمل الجماعي الذي ينتمي إليه الفرد ..
ولعله من المهم جداً التخطيط على إيجاد وخلق بيئة محفزة ومناخ مناسب للعمل يقلل من شعور الفرد بالوحدة ويزيد من إحساسه بالمسؤولية المشتركة تجاه المهام المراد انجازها مما يؤدي إلى التركيز على الأهداف وتشجيع المُبادرات وتقديم الاقتراحات وتحفيز القدرات حتى يكتمل نصاب العمل الجماعي .
ويبقى التساؤل المشروع ..!
هل العمل الفردي يقود إلى العمل الجماعي ضمن السياق الطبيعي للتطور؟
أم أن العمل الجماعي يخلق أو يربى النزعة الفردية وحب الذات وبالتالي يرفض أي تبديل أو مساومة في أبجديات العمل فيتخلى عن المجموعة ؟
التعليقات (0)