يقول فيلسوف سياسي غربي لا اذكر اسمه, ان الشعوب اذا قامت بنصف ثورة فهذا يعني انها حفرت قبرها بايديها!! عندما قرأت هذه الجملة قراءة سريعة, لم اشعر ان لها معنى ,ولم ادرك مغزى وحقيقة هذه الجملة الا عندما ربطها بما تشهده المنطقة العربية من احداث سياسية وعسكرية, تتسارع وتيرتها ولا يعرف مصيرها, ادركت حينئذ ان هذا الفيلسوف في قمة الدهاء والذكاء السياسي .
خاصة ان شعوب الثورات العربية اشعلت نصف الثورة الاولى, وهي ثورة الغضب حيث عبرت بغضبها عن رفضها للاستبداد السياسي والظلم الذي جثم على صدرها ,اما النصف الاخر المفقود فهو النظرية الثوريه والثورة الفكرية والثقافية, وبرامج العمل السياسي والاقتصادي وهذا ما تفتقد الية شعوب الثورات العربية ,فهي اكتفت فقط بتعبير عن عواطفها الجياشة وترجمة هذه العواطف الى غضب شعبي وجماهيري .
بدون اي نظرية ثوريه ,بدون برامج عمل سياسية واقتصادية ,بدون خطط استراتيجية بديلة, اما عن الثورة الثقافية فحدث ولا حرج فمعظم الشعوب العربية انا واثق انها لا تققن مصطلحات سياسية بديهية ,ولربما لا تستطيع التفريق بين العلمانية والليبرالة, واظنها تعتقد ان الديمقراطية والعلمانية والليبرالية رجس من عمل الشيطان, ان لم تكن كفرا !!
فكيف لهذه الشعوب ان تتحرر من الاستبداد الذي جثم على صدرها لعقود طويلة ؟عن طريق الغضب والغوغائيه ؟لهذاا السبب او الاسباب تحول الربيع الى خريفا وعمت الفوضى وتسلق المتسلقون على دماء شهداء الثورة وركب الانتهازين موجة الثورات بعد ان استغلوا جهل الشعوب وانعدام ثقافتها وبدا الصراع الايدلوجي يشتد بين قوى الشعب وشعبه نفسه وحفرت الشعوب العربية قبورها بايديها !! هذا هو الفخ السياسي الذي وقعت به الثورات العربية خاصة ان العالم العربي كان وما زال يعاني من عهر واستبداد سياسي واعلامي وثقافي ووطني وهذا لن يعالج الا عن طريق الثورة الثقافية التي يجب ان تسبق ثورات الغضب الشعبي .
التعليقات (0)