الفخ الأمريكي لإيران..

وقعت إيران في فخ الدبلوماسية الأمريكية بخصوص المفاعلات النووية الأيرانية , و كان لترأس باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لأجتماع مجلس الأمن بخصوص الحد من انتشار الأسلحة النووية و اسلحة الدمار الشامل, حيث طرح ما كان مخفى بين السطور و تاتي هذه الخطوة لتوضيح امور عديدة حول الهدوء الأمريكي حيال احداث إيران اعقاب فوز الرئيس احمدي نژاد لولاية ثانية و كذلك لعدم تشجيع الحل العسكري في ضرب المفاعلات النووية .. لتحليل الخطوة الأمريكية يعيدنا لترتيب تسلسل الأحداث في الشارع الإيراني .. تأريخيا إيران لم تُحتل على مدى 4000 عاما إلا من قبل اسكندر المقدوني و حتى فتوحات الأسلام لم تغزو ايران بل اسقطت الأمبراطورية الفارسية في ارض العراق بالمدائن او ما نسمية في العراق طاق كسرى,, و هذا يعني ان ايرن على مدى هذه السنيين كانت دولة فيها مقومات و اسس دولة عريقة في ممارسة السلطة و شؤون امور الدولة و خلال الحرب العالمية الثانية كانت ايران و الخليج العربي من ضمن نطاق العمليات العسكرية السوفيتية و قد فشلت كل الخطط لدخول جيوش الحلفاء لإيران كي تخضع تلك المنطقة للحلفاء ضد المانيا الهتلرية و بادرة ستالين و تشرشل في عقد القمة الشهيرة في ايران بحظور الرئيس الأمريكي روزفلت كانت كافية لضم إيران للحلفاء ضد المانيا و بذلك ضمنت دول الحلفاء ايران لجانبها دون ارسال الجيوش , و بعد اكتشاف النفط و ازاحة النفوذ السوفيتي عن إيران من قبل بريطانيا العظمى تمحورت إيران الشاهنشاهية في خندق الغرب ضد روسيا و حاول الشاه رضا بهلوي بأن يجعل من ايران نسخة اوربية بالرغم من نسبة الأمية و الفقر العالية بين شعوب ايران و اهم ما يلفت النظر في الشعوب الإيرانية انه من الصعب حينها ان تجد من يستطيع كتابة او قراءة اسمه , لكن لو سالته ماهية اختلاف هذه المرجعية عن تلك المرجعية فكان المواطن الأمي البسيط يعرف ذلك عن ظهر الغيب , لماذا ؟ لأنه كان يحضر في صلاة المساجد و هناك كان يعمم عليهم شروط و اساليب و تعاليم المرجعيات , هذه الخصوصية التي اعطت كفة الميزان لرجال الدين على السياسيين و حين نجحت ثورة السيد الخميني على قهر نظام الشاه و وصلت اليوم في صعود نجم الرئيس احمدي نژاد من بين ذلك الوسط و الذي من اول يوم صعد فيه لدفة الحكم هدد برمي اسرائيل في البحرليخلق ازمة و تحالف دولي ضد إيران, ترى هل كان عبيطا او غير مُلِمْا بما يفعل ؟؟ بالطبع لا ,, و هل يمكن له ان يرمي اسرائيل في البحر كما هدد؟ ايضا بالطبع لا ,, حين اسلفنا بان خبرة ايران كدولة تمتد لقرون , جاء احمدي نژاد ليفصح عن خبرة إيران في التعامل الدولي و هو ان إيران لا يمكن ان تُحتل و لا يمكن ان تتغير صفتها الدينية عن نظام الدولة و بذات الوقت لا يمكن قبول إيران من قبل المجتمع الدولي في تصدير ثورتها , قتوضحت معالم سياسة ايران على يد الرئيس أحمدي نژاد في الأستفادة من خلق ازمات دولية أو تأزيم الأوضاع كي تستفيد هي من تثبيت كيانها الديني بالتسلح النووي لتصل بمستوى الهند و باكستان من حيث القوة في المنطقة, و الرد على افتعال التأزيم الدولي من قبل الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية حيث لم تكن هناك بدائل لزعزعة النظام السياسي في إيران عن طريق الأنقلابات , بل كان بفتح قنوات مع المعتدلين من القادة الإيرانيين المؤيدين لحوار الأديان الذي كان من جهد و مبادرة السيد خاتمي في عهد رئاسته لإيران, و التحرك بهذا الأتجاه لإيمان الولايات المتحدة الأمريكية بانه لا يمكن تغيير تطبيع العقلية الإيرانية بأتجاه السياسة كبديل عن المرجعية الدينية و لهذا السبب ستبقى ايران الملالي و يبقى الصراع بين تلك المرجعيات كشأن داخلي لغاية ان تترجح كفة الميزان لأحد الطرفين,, و من خلال ما تقدم جاء رد الدبلوماسية الأمريكية على لسان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لقبول حق إيران للتكنلوجيا النووية السلمية في القبول بشروط المجتمع الدولي و إلا سيرد المجتمع الدولي عن طريق مجلس الأمن في زيادة حجم العقوبات على إيران و يأتي الفخ الدبلوماسي الأمريكي لإيران هو ان الكرة الأن في الملعب الإيراني بعد ان افصحت الأخيرة عن منشأة نووية جديدة و زيادة العقوبات ستأتي بفرض حظر جوي في فضاء ايران بخطين مشابه للخط الجوي الأمن الذي فرض على العراق آبان العهد البائد إذ لن تتمكن إيران من استخدام فضاءها في الطيران الحربي او اطلاق الصواريخ من خلال قرار دولي من مجلس الأمن و ستجد غلق الفضاء الدولي و المطارات العالمية بوجه اسطولها الجوي المدني و التجاري ناهيك عن الممرات البحرية و حين تخرق إيران هذا القرار ستكون هي البادءة بالحرب على المجتمع الدولي و تبدا عملية حصار دولي اشد من الذي واجهه العراق سابقا و الله يعلم إلى أين ستصل الأمور....