الفخذ شهوة والوجه فتنة
تتميز المجتمعات العربية وما يحيط بها من مجتمعات أعجمية تواجد فيها العرب أبان ما يسمى بالفتوحات الإسلامية بجملة من الحقائق التي لم تتغير رغم سيل المحاولات التي كانت وما تزال تدق أسفين التغيير بجدار الزمن والتراث القديم .
المرأة في العقل الشرقي جسد وليست إنسان فأفخذها شهوة ووجهها فتنة , ثقافة ذكورية شهوانية تستمد وجودها من تراث فقهي بٌني على عادات وتقاليد اجتماعية , تغطية الوجه عادة اجتماعية تحولت لعبادة مفروضة بالقوة الترهيبية داخل المجتمعات , الحرية حق للشخص ومن حق أي شخص اختيار ما يريد وإتباع ما يٌريد ضمن حدود معينة يصونها ويكفلها القانون لكن المجتمعات الشرقية خاصة في منطقة الخليج وما جاورها لا وجود للحرية المصونة الصائنة في القاموس بل يوجد القوة الترهيبية والصِدام الاجتماعي مع الأخر المختلف .
المرأة في المجتمع الشرقي تعيش على وقع احتياج دائم للولي فمهما بلغت من العمر فالولي المسؤول عنها وعن شؤونها وعن تصرفاتها هو الأساس والأهم حتى وإن كان ذلك الولي صغير السن أو جاهل أو منحرف .
المجتمعات العربية وشبيهاتها تتهكم على المجتمعات الغربية التي حررت المرأة وحولتها من إنسان إلى سلعة متداولة , تهكم مٌضحك فالمجتمعات العربية والغربية وجهان لعملة واحدة تلك العملة هي عملة الشهوة والخوف وخلط العادات والتقاليد بالمسلمات الدينية والروحية , المجتمع الغربي يضطهد المرأة جنسياً ومالياً ونفسياً والمجتمع العربي كذلك والاختلاف بين المجتمعين لا يتجاوز نطاق التبرير فالغرب يبرر همجيته بالمتغيرات الاقتصادية والفكرية والعرب يبررون الهمجية بالتراث الفقهي والعادات والتقاليد كلا المجتمعين يعيشان في ظل تراكمات نفسية معقدة , اضطهاد بدعوى المشاركة واضطهاد بدعوى حمايتها وصيانتها من الذئاب ؟.
المجتمعات العربية والمسلمة أقحمت نفسها داخل دائرة العادات والتقاليد وصبغتها بصبغة الدين والتدين والطهارة ,فأخذت تبرر وتبرر تلك التصرفات المشينة التي ظلمت المرأة وجعلتها أسيرة ومقيدة ومحاطة بأسوار عالية ظاهرها النار وباطنها الجنة كما يدعي من يؤمن بتلك الصبغة النتنة الرائحة .
الفرض بالقوة السلطانية أو بالتضليل الفكري والتعبئة الفكرية والاجتماعية جريمة تنال من تعددية المجتمع ومن حريات أفراده الذين لا سلطان عليهم غير سلطان العقل والثوابت والمسلمات الغير قابلة للتغير والنقاش , الجسد شهوة والعقل ناقص والوجه فتنة مثلث النظرة العربية والشرقية تجاه المرأة نصف المجتمع , التراث الفقهي اذا لم يستوعب نصف المجتمع لا يمكنه استيعاب مكونات المجتمع المختلفة ولكي يتحقق ذلك الاستيعاب فإن أول خطوة تكون بترك احتكار الساحة الفقهية وفسح المجال لمختلف المدارس الفقهية وترك الحرية للمجتمعات في الاختيار وتعزيز حقوق المرأة النظرية التي تلوكها الألسن بحزمة قوانين وإجراءات تصون الحق وتردع من ينتهكه .
المعضلة الرئيسية عادات وتقاليد وتدين وتراث فقهي وأول خطوة لإصلاح وضع المرأة تبدأ بإصلاح أضلع ذلك المثلث المتمثل في العادات والتدين والتراث الفقهي وتلك مسؤولية رسمية وشعبية غاية في السهولة والصعوبة !..
التعليقات (0)