مواضيع اليوم

الفحم .. الكهرباء أم الضوء ؟

زينب العالي

2010-11-24 21:25:16

0

ليست الآلات فقط، بل حتى البشر يعملون بالوقود


هناك من يعمل بالفحم
وهناك من يعمل بالكهرباء
وآخر .. يعمل بالضوء.


مؤخراً، صادفت صديقة قديمة جداً، وعند سؤالي لها عن أحوالها، قالت بأنها أكملت الدبلوم العالي في فرنسا، فقلت: مبروك!، قالت بأنها تعمل الآن في إحدى الشركات العالمية في بلدها، قلت:مبروك ! قالت بأنها أثثت "فيلتها" على الطراز الملكي، فقلت: مبروك!، إنها الآن حامل في شهرها السابع، قلت: مبروك!


ما شاء الله عليها، خطواتها سريعة وقياسية، تسائلت وبعمق بأي وقود يا ترى تعمل ؟


بالحديث عن الفئات المصنفة أعلاه، يتضح بأن لكل أنسان وقوده الخاص، والذي ينعكس جلياً على أداءه في الحياة. وهنا أضع بعض الإستنتاجات الشخصية المبنية على الملاحظة/ معاصرة تجارب مختلفة.


الفئة الأولى، والتي تعمل بالفحم، تبدو بدائية التفكير، تعيش في جلباب الماضي، اتصالها ضيق بالحاضر وشبه معدوم بالمستقبل. متطرفة جداً في آراءها/ سلوكياتها وتتصف بالعدائية نحو كل ما قد يثير وضعها الحالي أواستقرارها. ميزان التغيير لديها ثابت لا يتحرك وربما متوقف منذ مدة طويلة. يمكن القول بأن هذا الرجل يعمل بالفحم، لأنه منذ عشرين عاماً ولغاية الآن يتقاضى نفس الراتب، يرتاد الأماكن نفسها ومحاطاً بنفس الأشخاص، ولافرق أن سُأل عن أحواله اليوم او قبل شهور ، لأن أجوابه/ حاله واحد .. لا يتغير.


بالنسبة للأشخاص الذين يعملون بالكهرباء، فأنهم أكثر تطوراُ نوعا ما. يتسمون بالمعرفة/الثقافة/سعة الإطلاع. ولأن هاجس ( البحث/ إيجاد الذات) دائماً ما يشغلهم، فإنهم كثيري العمل بشكل مجهد ومستميت. يعملون في شتى المجالات ويحققون مكاسب وإنجازات مختلفة، لكنها دائما ما تدور في حلقة التشتت؛ وذلك لعدم إيجادهم لذواتهم بعد. ذاكرتهم قوية ولديهم من الحظ: القليل جداً. يتمتعون بالمرونة/ الوسطية في تعاملهم مع الأمور، اجتماعيين/ مرحين ويحملون الكثير من الخيبات العاطفية.

أما الفئة الأخيرة، فئة من يعمل بالضوء .. فلا أملك شرحاً، أملك أمثلة. صديقنا الذي درس في الخارج، تخرج ببكالوريوسين لأنه درس في جامعيتن بنفس الوقت. هو بعمر السبعة والعشرون عاما الآن، ويستبق أسمه حرف "د". يشغل منصب مدير تنفيذي ويملك منزلاً كبيراً. مقابض أبوابه من عاج الفيل، وحنفيات حماماته من الذهب الخالص. ولا أعلم لمَ يخطر ببالي العزيز المرحوم غازي القصيبي، وعالمه الذي كان أكبر/ أوسع من عالمنا العربي أجمع .. بالفعل كان انسانً ضوئياً خرافي السرعة والأداء على جميع الأصعدة. صديقنا القاضي" التقدمي" أيضاً، يبدو هو الآخر إنسان ضؤي. في أقل من 3 سنوات، ترأس محكمتين في بلده، ونشرت له الكليات الحقوقية والقانونية الامريكية أكثر من 9 كتب بحثية مصادق عليها ومشهود ببراعتها في التحليل / التنظير.


في نهاية المطاف، فإن المحاولة في تغيير / تطوير اولئك الذي يعملون بالفحم، لنوع من إضاعة الوقت/ الجهد، لأنهم لا يتعاطون مع أي مبادرة او محاولة. أناس ولدوا في الكهف ورسموا مقبرتهم فيه. الكهربائيين بدورهم، واقعين ضحية إيجاد الذات هذه، فإما  أن يجدوها ويكون نجاحهم مطرزاً بعرق جبينهم، أو أن يتوهوا وراء هذا السراب في صحراء لا نهاية لها ولا بداية. وبالطبع تكثر الأسئلة / الظنون حول من يعمل بالضوء. هل هي العبقرية ؟ الوراثة ؟ الحظ ؟ أم مشيئة الله ؟

اللهم ضؤنا بضؤك !




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !