مواضيع اليوم

الفتن الطائفية.. والدمار الشامل

nasser damaj

2010-09-20 08:33:26

0

الفتن الطائفية.. والدمار الشامل 
خليل الفزيع 

الفتن الطائفية والمذهبية إذا كشفت عن وجهها القبيح لا تلبث أن تشتعل في جسد الأمة اشتعال النار في الهشيم، وما لم يسارع العقلاء إلى درء أخطارها بالقضاء على بوادرها، فإنها لن تلبث أن تأتي على الأخضر واليابس، وأول ضحاياها هم أولئك الذين يثيرونها جريا على عادة الاستحواذ والاستعلاء التي تتحكم في تصرفات بعض ضعاف النفوس الذين لا تهمهم سوى مكاسبهم الشخصية، ممن وجدوا أنفسهم في مراكز تؤهلهم للعب بعقول بعض البسطاء من عامة الناس، فتصدروا منابر الإعلام لتفجير تقيحاتهم المؤذية وبث سمومهم المميتة، وهم في سبيل ذلك لا يتورعون عن الإساءة لرموز الأمة أو النيل من تاريخ من شهد لهم التاريخ بالاستقامة والطهارة والنبل.
العقل العربي تسممت خلاياه أو كادت لما تحقن به من أكاذيب وتزييف للتاريخ وافتراء على الواقع، ورغم ذلك فإن هذا العقل العربي يملك مناعة لا تملكها عقول الأمم الأخرى وإلا لانهار نتيجة هذه الضغوط النفسية الحادة، إلى جانب أن تنشئته في الأساس قائمة على الأساليب التربوية والتعليمية العقيمة المرتهنة بماض كان تليدا وحاضر لم يعد مشرفا، ومستقبل مجهول لا يعلم إلا الله ما يحمله من مفاجئات وإحباطات لهذا الإنسان العربي، وهو يرى أن من يقومون بمهمة الردح الإعلامي وبكفاءة عالية هم أناس توسم فيهم الخير، واعتقد أنهم أهل لثقته، ولكنهم أثبتوا له العكس، وانحرفوا إلى مسالك مظلمة، في زرع الفتنة وإذكاء نار الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، وهذا السلاح يصبح على المدى البعيد أشد فتكا من أسلحة الدمار الشامل.
ما يجري في مصر الحبيبة من خلافات حادة بين المسلمين والأقباط مثال سيئ على مدى انحراف بعض القيادات الطائفية التي اعتبرت الوطنية حكرا لها، رغم التعايش الذي امتد عبر قرون بين طائفتين تجمع بينهما وشائج كفيلة بأن تجعل هذه العلاقة غير قابلة لأي خلاف حاد، وهو أمر لا يرضي زعامات نذرت نفسها لمحاربة الإسلام والمسلمين، وارتمت في أحضان جهات أجنبية لرسم مخططات تريد شرا بمصر وأهل مصر، والجهات الأمنية المصرية استولت على سفينة محملة بالمتفجرات قادمة من إسرائيل تابعة لأحد الأقباط المتنفذين في مصر، وهذا مؤشر خطير.. يعني احتمالات أن تتحول الكنائس القبطية في مصر إلى ترسانة أسلحة قابلة لتدمير أمن واستقرار مصر، وهي حالة سيكون أول المتضررين منها الأقباط أنفسهم الذين لا يشكلون سوى أقلية ضئيلة بالنسبة لسكان مصر، وهم الذين عاشوا بين أخوانهم المسلمين أخوة متحابين ومتضامنين في السراء والضراء، ولعل هذا الانسجام بين الطائفتين هو الذي حرك أصحاب النفوس الخبيثة لتعكر صفو هذا الانسجام، ومن المؤسف أن تقود هذه الفتنة قيادات قبطية يفترض ان تكون أكثر حرصا على مصالح طائفتها، لتجنبها هذا الشر بدل أن ترمي بها في معمعته المظلمة، وعلى رأس هذه الفتنة يأتي الأنبا شنوده الذي اشتدت حملته ضد المسلمين منذ عودته إلى البابوية بعد فترة السجن التي تعرض لها في عهد السادات، ومن المؤكد أن نزعته الطائفية هي التي ادخلته السجن، حتى تم الإفراج عنه في عهد الرئيس مبارك، ليعود إلى ممارسة دوره البشع في زرع الخلافات بين المسلمين والأقباط.
هذه الخلافات الطائفية أينما وجدت هي معول هدم في الكيان الوطني، يرفضه العقلاء لأنه سلاح في يد الأعداء يمكن توجيهه ليس لأي منجز وطني فقط، بل وللمواطنين أنفسهم على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، وهو سلاح خطير لابد من السيطرة عليه بقوة القانون، وتزييف الواقع ومحاولات تجاوز القانون، أمران يضعان من يرتكبهما تحت المساءلة القانونية، والمعروف أن القضاء المصري العادل، حازم تجاه أي قضية، ولو بعد حين، ومثل هذه القضايا لا تسقط بالتقادم، ولا بد أن ينال مرتكبوها العقاب عاجلا أو آجلا، فلا مجال للمساومة في المسائل المتعلقة بالأمن الوطني، ولا أحد فوق القانون.
إسرائيل تغذي مثل هذه الخلافات، وتشعل نار الفتنة التي ما تكاد تنطفئ في بلد عربي إلا ونراها تطل بوجهها القبيح في بلد عربي آخر، وكما أن مصر ليست الأولى في التعرض لهذا الخطر.. فإنها لن تكون الأخيرة أيضا، وهذا لا يدل على قوة إسرائيل بقدر ما يدل على ضعف العرب، وهو ضعف أتاح لإسرائيل وغيرها مثل هذه التجاوزات بحق والعرب والمسلمين، حمى الله مصر وشعبها من كل شر، لتبقى كما هي قلعة للأمن والحرية والإخاء العربي الصامد في وجه التحديات.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات