كشفت التحقيقات الأمنية الأخيرة فى قضية نجع حمادى
إن جهاز أمن الدولة رصد فى تقريره الأولى فور وقوع حادث مقتل الأقباط الستة ومجند مسلم ليلة عيد الميلاد الماضى، وجود علاقة سابقة بين المتهم الأول فى القضية، حمام الكمونى، والأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، و«أن المتهم كان أشبه بالحارس الخاص للأنبا وتقاضى منه أموالا».
وتعليقا على هذه المعلومات، قال الأنبا كيرلس فى تصريح خاص إنه أكد مرارا وتكرارا أنه يعرف الكمونى جيدا ويعرف أنه قاتل مأجور، ومن المستحيل أن يستأجره لحراسته من الأقباط الذين يحبونه ويقدرونه.
وأضاف المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، أن التقارير الأمنية رصدت حرص الأنبا على تقريب الكمونى منه لحمايته وأعطاه أموالا نظير حراسته، «لأنه لا يلقى شعبية بين أقباط نجع حمادى الذين يرون فيه انه يضيع حقوقهم ويوالى الأمن على حساب الأقباط».
وافترضت التقارير أن خلافا حدث بين كيرلس والكمونى وهو ما جعله يقدم على ارتكاب الحادث، وأن المتهم كان يقصد قتل الأنبا نفسه أو إصابته على الأقل، ورجحت التقارير ذلك بسبب استهداف المتهمين لمطرانية كيرلس على وجه الخصوص وليس غيرها، «مما يرجح أن الحادث مقصود به الانتقام من كيرلس نفسه سواء بقتله أو بوضعه فى ورطة بقتل عدد كبير من الأقباط فى مطرانيته».
وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية جمعت معلوماتها من عدد كبير من الأقباط فى نجع حمادى، وأيدوا وجود علاقة قوية بين كيرلس وبين الكمونى، «إلا أن الكمونى انقطع عن كيرلس منذ فترة، دون سبب معروف، وكانت أجهزة الأمن تنتظر أن يتهم كيرلس الكمونى بمحاولة قتله أو الانتقام منه إلا أن كيرلس اكتفى بالتأكيد على أنه يعرف الكمونى جيدا، وأنه قاتل مأجور، كما أن الكمونى نفسه لم يعترف برغبته فى الانتقام من كيرلس ولم يتحدث عن سر العلاقة بينه وبين كيرلس، فرجحت أجهزة الأمن أن يكون أقباط نجع حمادى الغاضبون من كيرلس يرغبون فى توريطه بالحادث»، على حد تعبيره.
ومن ناحيته وصف الانبا كيرلس علاقته بالمتهم قائلا إن «الكمونى نفسه كان يحبنى ويقدرنى...وعندما كنت أطلب منه أن ينتهى عن فعل شر ينوى القيام به، كان يطيعنى ويقول أمرك يا سيدنا.. وتدخلت كثيرا لمنعه من إخافة الناس وكان يطيعنى.. وكنت أقربه منى وأتحدث إليه حتى يتحسن سلوكه، وكنت أعطف عليه بالمال حتى لا يفكر فى إيذاء الناس ويفرض عليهم إتاوات.. ومن المستحيل أن يأتى الكنيسة ليقتلنى لأنه كان يحترمنى.. ولكن كان من الممكن أن أكون من ضمن قتلاه لولا عناية الرب..
فهو قاتل مأجور وغاب عن المدينة منذ فترة وتصورنا أنه ذهب بشروره بعيدا عنا.. ولو تصورت أنه سيعود ويرتكب مثل هذا الحادث الآثم لبذلت كل الجهود لاحتوائه فهو جاهل يستغل الفاسدين شروره.. ولكن الشىء الذى كنت أتعجب منه أنه كان يطيعنى.. ولم يحدث بينى وبينه خلاف شخصى فقد انقطع منذ فترة وبشكل مفاجئ عن زيارتى».
وأكد كيرلس أن أجهزة الأمن سألته عن علاقته بالكمونى، فأجابهم بنفس هذا الكلام، وأكد أن الكمونى لم يأت للانتقام منه شخصيا، بل كان يقصد قتل أكبر عدد من الناس دون تمييز، وأنه قاتل مأجور، أما عن سبب ارتكاب الكمونى وأعوانه للجريمة فيسأل عن ذلك المحرض على الجريمة الذى يجب أن تسعى أجهزة الأمن للقبض عليه ويمكن أن يكون قد استأجرهم ضدى، هذا ما يجب أن تكشفه الأجهزة الأمنية.
التعليقات (0)