الفترة الأنتقالية ودور الثوار
يثق الشعب اليوم في نزاهة المستشار مصطفى عبد الجليل للتشاور مع الثوار وقادة ثوار المناطق رأسا، لتأليف حكومة من شباب الثورة الأكفاء وهم كثيرون. على أن لا تشمل الحكومة الجديدة رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية ورؤساء المجالس الشعبية وكل رؤساء وأعضاء اللجان الثورية وغيرهم من كبار المسئولين في العهد السابق . بالأضافة إلى الذين عرفوا بأقترافهم ومساهمتهم في جرائم القتل والقمع والتعذيب ، والذين عرفوا من مسئولين وتجار بإستغلالهم للمال العام خلال فترة عهد القذافي الذي يجب أن نعطيه أسمه الصحيح (عهد الفاتح المنهار). كما يجب حظر ترشيح هذه الفئة للرئاسة وللبرلمان والحكومة المنبثقة عنه للفترة البرلمانية الأولى ولمدة أربع سنوات على الأقل لضمان عدم الألتفاف على الثورة الليبية عن طريق المشاركة في الحكم . وهذا المبدأ عملت به كل الثورات الوطنية لحماية مسارها الصحيح . وهذا لا يقلل من أهمية المنشقين عن نظام القذافي والشرفاء من الذين خدموا نظام القذافي وهم الأغلبية . ويجب أن تستغل خبرات المعروفين منهم بالنزاهة والكفاءة في المرحلة الانتقالية كخبراء ومستشارين في كل المجالات وتعيين بعض المنشقين من الذين عرفوا بالكفاءة والخبرة في السلك الدبلوماسي ، ويتمتع من تبتت براءته في المحاكم بكل حرية خلال الفترة الأنتقالية في العمل السياسي والأعلام والأستشارة وفي التجارة ومزاولة مهنهم بحرية وإحترام . كما يجب العناية الصحية والمالية لمن هو في سن التقاعد أسوة بغيرهم من المواطنين
تاليف الحكومة الأنتقالية
أرى أن ترشح كتائب الثوار فرادى أو مجتمعة قائمة من الأسماء من الشباب الثوار الأكفاء ليختار منهم المستشار مصطفى عبد الجليل مع مراعة عدالة التوزيع الأقليمي الأكفاء لمناصب رئيس وزراء الحكومة والمناصب العامة والسفراء ووكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات العامة ومن في مستواهم في المرحلة الانتقالية على أن يلتزموا بالأعلان الدستوري وتسليم السلطة بعد ذلك للهيئات المنتخبة . أعتقد أنه يوجد بين الثوار المقاتلين الشباب الأكفاء من عناصر متعلمة ورغم إنه تنقصهم الخبرة لكنهم أكثر حرصا على نقل البلاد إلى الديمقراطية بعد ما دفعوا ثمنها دما وألاما وعاهات . وإختيار شباب الثورة الشرفاء للمناصب الوزارية يزيح فئات الطامعين في السلطة من الأجيال المخضرمة والمدعين بالثورية من المسئولية والمشاركة في الحكومة في الفترة الأنتقالية . وهذه الفئة الأخيرة تضم الراغبين في إنشاء الأحزاب السياسية ودعاة الأيدوليجيات الخاصة والكتاب والتجار وأصحاب المهن الحرة وغيرهم من الحالمين بالسلطة من خارج ثوار الميدان الحقيقيين ، والذين يعتقدون إنهم أكفاء وخبراء وطبقة مختاره أقدر من غيرهم ومن الشباب الثائر على حكم البلاد . لاني أعـتقد أن هذة الفئات الاخبرة متشبعة بأفكار غامضة وأهداف خطيرة لتحقيق أحلام شخصية وإيدولوجية معينة وحزبية مقيتة وإقليمية ضيقة وقبائلية رجعية . وأعتقد أن المواطنين يوافقون على ذلك لكن هذا لا يرضي أعضاء المجالس المحلية وأصحاب الطموح والمتلهفين للسلطة الذين عليهم الأنتظار حتى الأنتخابات البرلمانية والرئاسية بعد المرحلة الأنتقالية .
دور الثوار
إن موضوع إنضمام الثوار ألى الجيش وقوات الامن وعودتهم إلى مدنهم وأعمالهم ومدارسهم الذي يدعو له المجلس التنفيذي فتصادفه صعوبات ، والحل في رأيي أنشاء الجيش الليبي وإنضمام الثوارباسلحتهم لفترة إنتقالية إليه في شكل كتائب كما هي عليه الأن وتحتقظ كل كتيبة بافرادها وأسلحتها ورئيسها الذي تختاره داخل الجيش الليبي ، ويربطهم مجلس عسكري واحد للتنسيق والتنفيذ برئاسة وزير الدفاع للأستمرار في الأشراف على الأمن والعمليات العسكرية ضد بقايا كتائب القذافي حتى تسلم سلطات الأمن للشرطة كليا بأنتهاء الفترة الأنتقالية . وتبقى كتائب الثوار في الجيش خلال الفترة الأنتقالية مؤقتا كاحتياطي لاي مفاجأة أو إخلال للأمن حتى يتم تنظيم الجيش بشكل كامل بعد الفترة الانتقالية وأنضمام من يريد من الثوار الأنضمام للجيش المنظم أوالأستفادة منهم في قوات الشرطة أو الرجوع ألى حالتهم المدنية. والثوار لا يلامون لطلب المشاركة في القرار السياسي فقد تعودنا في عالمنا العرب ترك الامور لقادتنا وزعمائنا عند بداية كل نظام ,فكانوا يطمنوننا بالوعود الوردية والحريات والديمقراطية والوحدة وما أن يستقر لهم الحال حتى يتحولون إلى دئاب مفترسة ويحكمون كما يشاءون وتضيع أحلام الحريات والديمقراطية . أنظروا إلى الثورات العربية وحتى الدول التي إستقلت عن الأستعمار كيف بدأوا المسيرة بالوعود الوردية والحريات والديمقراطية وكيف إنتهوا بالقمع والقتل وإحتكار الحكم لهم ولأولادهم .المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ونحن الليبيين لدغنا مرارا . الثوار يريدون المشاركة في بناء الدولة قبل إستقرارها لأنهم إذا أنتظروا فقدوا السيطرة وعادوا الى الحكم الدكتاتوري من جديد .
المصالحة
كثر الكلام حول المصالحة دون تحديد المصالحة مع من ؟ . المصالحة يجب أن تكون بين المدن والقبائل ويجب أن لا تكون المصالحة بين الفئات والأفراد الذين يتيرون المشاكل والفتنة في هذه المدن وبين القبائل للمساومة على المناصب والسلطة ، والفتنة لعن الله من أشعلها . لا أعتقد إن الضغائن القديمة والخلافات القبائلية تهم الشباب من جيل الثوار الذي توحد لهدف التحرير والديمقراطية والحريات واللحاق بركب الأمم المتقدمة . فهذه المشاكل معظمها من الجيل المخضرم الذي عاش على النعرات الأثنية والقبلية طوال العقود الماضية والتي شجعها عهد ثورة الفاتح المنهار.هذه الفئات التي تتير المشاكل يجب متابعتها ووقفها . أما سكان المدن العاديين فهم متصالحون لارتباطهم بمصالح الحياة بينهم وإنتمائهم إلى وطن واحد . اما المصالحة مع الذين عملوا مع القذاقي فذلك يختلف فالليبيون متصالحون مع بعضهم البعض وإذا إختلفوا حول إنتماءات حزبية أو مذهبية فيجب أن ينتظروا حتى تؤلف الأحزاب ويختارالمواطنون من يمثلهم فيها والمشاركة في الأنتخابات لأختيار حكامهم وممثليهم. أما المصالحة مع المسئولين والمعروفين بالقمع والاستغلال والقتل والاعلام المشوه في عهد ثورة الفاتح المنهار وأنصارها فذلك لا يعني نسيان الماضي فلا بد من المحاكات والقصاص والعقاب حالا والأسراع في إنشاء المحاكم وأختيار قضاة أكفاء خبراء من رجال القانون وتطعيمهم بالثوارالقانونيين . وبعد ذلك نفكر في المصالحة لكن بعد المحاكمات أما العفو عند المقدرة فذلك لا ينطبق على من عمل مع أوأيد القذافي بأخلاص.
التعليقات (0)