بعد مرور أربعة وثلاثين عاماً على انتصار ثورة الخوميني في إيران بات اليوم أكثر من الأمس يكشف عورات هذا النظام بعدما بدأ التآكل الناتج عن الفساد الإقتصادي و البيروقراطية التي تتحكم بها عصابات الحرس الثوري والمحسوبية تظهرللعلن أكثر من أي وقت مضى و بات العبء الذي صار يثقل كاهل هذا المواطن في إيران جرّاء تحكّم عصابات الحرس والقوى الأمنية في إيران من قبل أقلية قليلة لا يتحاوز عددها العشرة بالمائة بمقدرات الملايين من أبناء الشعوب فأصبح هذا الأمر بمثابة ورقة التوت التي سقطت عن عورة النظام.
إنّ الفضائح المالية التي تتصدر وسائل الإعلام في إيران ومحاكمات داخل وخارج هذا البلد وتصفية حسابات التيارات المتخاصمة داخل النظام في العلن قد ساعدت على كشف حقيقة نظام الملالي في إيران. من هنا أخذ يفقد النظام مناعته بسبب الصراعات الحزبية والفئوية داخل المؤسسة الإيرانية الحاكمة وهذا الأمر يعتبرإحدى أهم علامات العطل الذي أصاب محرّك الثورة في الداخل رغم أنّ النظام مازال يتمتع ببعض القدرة من النفوذ والسطوة في العالم العربي بسبب زرعه لمليشيات موالية ولكن سرعان ما ستتحول هذه العصابات الإجرامية الإيرانية الى هشيم في نار الحرب التي أوقدها النظام في المنطقة عند فقدانه لمصادره المادية التي كان يتمتع بها لو استمرت العقوبات و الحصار الصارم على هذا النظام.
إنّ عمليات غسيل الأموال و عصابات الإجرام والمخدرات التي تقوم بها بعض أذرع الحرس الثوري وهي محسوبة على النظام الإيراني توضح مدى تلاعب النظام الإيراني و الغش المبنيّ عليه هكذا نظام حيث كان آخرملفات الفساد التي تتهم عناصر حرسية متنفذة في إيران بالوقوف وراءها وتصديرها لبلدان مججاورة مثل وتركيا ماهي إلا عبارة عن رأس جليلدي ضخم لم يظهر منه سوى قمته في الإعلام وإن دلّ هذا على شئ فهو دليل على علامة الإنهيار الكلي الذي تتعرض له جمهورية ولي الفقيه في جميع مجالات الصناعة و الزراعة والإقتصاد و التربية و العلاج الطبي والبيئي والقدرات العسكرية والتسليحية وما الأموال الطائلة التي أنفقها النظام لبناء قدرات نووية مستوردة من الصين وكوريا الشمالية وروسيا سيئة الصيت في هكذا تصنيع على حساب تجويع شعبه إلا عبارة عن عملية نصب واحتيال كبير راح ضحيتها الشعوب التي هي بحاجة ماسة لتلك الأموال التي تهدرها السلطات الإيرانية في مجالات تنوي من خلالها إبراز عضلاتها للجيران وترك مواطنيها يعانون من سوء الخدمات والرعاية الصحية.
إنّ الإنجازات التي تحققت في ظلّ نظام ولي الفقيه في العقود الثلاثة الماضية هامشية فأي إنجاز يمكن للنظام أن يفخر به وقدمه للمواطنين غير الدمار والحروب التي خلفّتها الحروب و الدمار الذي نتج عن تدمير البيئة الزراعية و الثروة النفطية بسبب الإهمال والسرقات التي طالت جميع مناحي الحياة فلم يسلم منحى إلا وقد لحقه الدمار والخراب بسبب إصرار حكام طهران على مشروعهم الثوري الفاشل.
التعليقات (0)