كالعادة جلست مع اصحابى على المقهى نتحدث عن احوال البلاد والعباد , نشكوا بعضنا البعض ونتألم بشدة من قسوة مستقبلنا ,ولكن اردنا فى هذه المرة ان نضع حدا للامال والطموحات التى تتحطم يوما بعد يوم , فكل منا قررماذا يفعل وماذا يريد , رسمنا مستقبلنا من خلال رؤيتنا لما يحدث امامنا , فأحد اصحابى قرر ان يفتح متجرا واخر سيعمل فى شركة اجهزة اليكترونية والثالث سيقترض من البنك ويفتح مشروعا صغيرا,وعندما جاء دورى كان رأيى كالصاعقة التى نزلت على رؤسهم , لاننى قررت ان اهاجر وابحث عن اى عمل فى بلد اخر وبعد ان انهينا جلستنا ’ أخذ كل منا يبحث عن بيته , وأثناء سيرى فى شارع مظلم ابحث مع نفسى عن خيوط المستقبل , فرأيت شيئا مضيئا يقترب الى , وقفت مكانى ساكنا حتى كادت ان تلتصق بى , نعم انها فناة ليست كأى بنت رايتها فى حياتى من قبل , جمالها وصوتها يدلان على انها من عالم اخر عالم لا يعرف البشر, ولكن تبدو حزينة ومهمومة , قالت بصوت حزين تسبفه الدموع : لماذا تسافر . أتتركنى وحيدة ؟ أين دموعك وكلماتك البراقة التى قلتها فى حبى ؟ فزدادت دهشتى وقلت هل اعرفك؟ قالت : انت ملئت الدنيا بحبك لى , قلت لمن حولك انك لن تتركنى وستدافع عنى وتعلوا من شأنى ؟ فهل هنت عليك اليوم ؟ولكنى لا اتذكرك من انتى وهل تقابلنا من قبل ؟ قالت بصوت يضيع مع نسمات الرياح : نعم لا تتذكرنى لان اليأس ملىء قلبك والخوف انتشر فى اطرافك ؟ واصبحت غير مهىء لآن تدفع لحظة من حياتك من اجلى , ولكن اسأل التاريخ من انا سيجيبك احمس وتذكر عبد الناصر والسادات ولا تغضب من رد شهداء يناير لانهم لا يعرفوا الجبن , نعم اعرفك انا لا احبك بل انا اعشقك ولا احتمل فراقك ولكن لااستطيع ان اعيش وأراكى مهمومة كل من حولك يريد ان يستخلصك لنفسة , لا احد يريد ان تكونى حرة ,فما زال الفساد منتشرا والاحباط يملؤنا , قالت : والان جاء دورك ان تنهض بى لماذا لاتفعل ما عليك وتشكى من حولك ؟ قلت : لا طاقة لى على البقاء فأنا سابحث عن نفسى فى مكان لا يعرفنى فيه احد , صرخت باعلى صوتها وتغيرها وجهها وقالت : ارحل فأنا لا اعشق الجبناء ؟ غدا سيأتى من هم احق بى منك اما انت فلا عهد بيننا ................
تم نشر هذة القصة فى الموقع القديم للمدونة بتاريخ
13 82011
التعليقات (0)