مواضيع اليوم

الفبلسوف ابن رشد يبارك ثورات تونس ومصر

 

ا 

حل الفتى العربي الأندلسي المغربي الفيلسوف والفقيه ابن رشد بميادين التحرير قادما من تاريخ مضى .لقد حل زائرا مستبشر بقدوم الخير والأجمل والأفضل لأمة العرب بعد عقود من الديكتاتورية والحكم المستبد الذي وضع كل بصماته على الحالة العربية فلم يترك العربي الا وهو موضوعا لكل التعليقات المستفزة ليس فقط للشعور الديني أو القومي بل حتى الإنساني اد مس العربي في كرامته التي اهضرت أولا من قبل أنظمة الفساد العلني وأنظمة الجهل والتركيغ والغوغائية تلك الأنظمة المتحالفة مع الرجعية والمتصالحة مع التخلف .
لم تكن الدولة العربية إلا كما وصفها المفكر والمؤرخ المغربي عبد الله العروي في كتابه "مفهوم الدولة ":ارثنا ارث الدولة السلطانية (...)كانت السلطنة دولة القهر والسطو والاستغلال .لم تكن تستوجب ولاء الفرد الذي كان يتولى عوضها الأمة والعشيرة.كانت الدولة معزولة كليا ومرفوضة ذهنيا ،حيث كان الجميع ينتظر بزوغ الخلافة أي الدولة الفضلى ."
لقد حان الوقت لإثارة هذا الموضوع موضوع هل نحن فعلا نعيش في دول تحكمها أنظمة إنسانة أم إننا أمام حكم عبر عنه الفارابي بتعبيراته الفلسفية" المدن الفاسقة "و"المدن الضالة "...أم إننا لانعيش قطعا في دول بل مشيخات وزوايا .لقد استطاع الإنسان العربي ان يخرج من هذا الكابوس المزعج عندما أعلن الثورة الشعبية التي توجت بنجاحات منها إسقاط اعتي أنظمة الفساد والحكم المستبد .
كانت هذه الأنظمة أكثر خزيا وعارا من مثيلاتها في عهود الاستعمار وقد نالت هذه الأنظمة من الفرد العربي حتى حول الى عبد آلي يقول" اسبينوزا" عن حالة الفرد الحر الذي حول عن طريق العنف إلى عبد آلي "أن أسوأ موقف توضع فيه الدولة هو ذلك الذي تبعث فيه إلى المنفى بالشرفاء من رعاياها وكأنهم مجرمون ،لا لشئ إلا لأنهم اعتنقوا آراء مخالفة لا يستطيعون إخفاءها "بل الأخطر في عالمنا العربي ان المعارض يساق إلى الموت بلا ذنب ارتكبه وبلا جرم اغترفه ،اذ لم يقصد إثارة نعرة طائفية أو قبلية بل أراد فقط الإعلاء من قيمة الإنسان أراد أن يكون العربي إنسانا مكفول الحرية ومتمتعا بكافة حقوقه الطبيعية .
ولا غرابة عندنا أن الثورة عندما انطلقت من تونس الغراء وصمدت في بلاد بهية هدفت إلى صناعة إنسان جديد، إنسان رشدي يملك الإرادة، إرادة حرة التغيير والعطاء والبناء.إنها الإرادة التي فطن العربي لقيمتها وسبقه إليها العارف الفيلسوف ابن رشد الفتى.
بدأ العربي ينتفض ،وكانت ميادين التحرير أفضل الأماكن واعزها وأشأم المواقع لدى الأنظمة والتي تتأسف كونها بنت الساحات لجر عشرات الآلاف من المواطنين لحضهم على مبايعة السيد الرئيس لكن السحر انقلب على الساحر فكانت علة انهيار الأنظمة الساحات وميادين التحرير .
في ميدان التحرير العربي استقبل العشرات من المثقفين المناضلين وأبرزهم المثقف العربي الكبير الفقيه والعالم ابن رشد الفتى ،الاستقبال الحافل زغاريد النسوة وصفير العشق من أفواه الشبان الكل مسرور بزيارة الفتى المشاكس .
ألقى الفتى ابن رشد كلمة الفلسفة فقال بعد الابتداء :مشددا على رفضه للربط بين الاستبداد والتبريرات الدينية التي يقدمها الحكام ،اذانهم يحاولون أن يجدوا مشروعية دينية لنزواتهم الفردية "وهكذا فان الربط بين التبريرات الدينية والممارسات الاستبدادية يعود بالأساس إلى تسخير بعض الأفراد ليصبح في خدمة الاستبداد ،وهذه طريقة تسئ إلى كل ماهو هدفه ديني فعلا ،وهذه هي حال الدول التي توجد في هذا العصر "اشتكى ابن رشد الفتى في زمنه من الاستبداد الممزوج بالخطاب الديني. أما اليوم فهو أكثر حرجا لما آل ا ليه الإنسان العربي ،ولذلك فهم قصد ومطلب الشعب "العدل هو فضيلة اجتماعية،لان العدالة نظام المجتمع المدني ،وما العدالة إلا القضاء بالحق "إن الفتى ابن رشد يهاجم أنظمة الاستبداد والقهر لأنها أهانت كرامة الإنسان ولأنها لم تكن على حق وما الحق في نظر فتانا ينقل إلينا كلاما لأرسطو "تبدو العدالة بوصفها أهم الفضائل ،بل أروع من نجوم المساء وكوكب الصباح ،ولعل هذا ما يجعلنا ،عادة نردد القول المأثور :كل الفضائل توجد في العدل ".ان اهانة كرامة المواطن اهانة للإنسانية جمعاء والظلم مرفوض ويتجلى أساسا في فكر وخطاب فتانا في انتهاك القانون وهو فعل يتنافى مع العدل والمساواة .
إن النظام السليم هو الذي يحفظ الحقوق، انه نظام متزن ،هكذا نطق ابن رشد في منصة التتويج بميادين التحرير العربية ،مناشدا بضرورة إعطاء الحرية والالتزام بالعهود الدولية الخاصة بحقوق الأفراد والجماعات وكذا بحرية الاعتقاد لان ذلك من شأنه أن يحافظ على سلامة وامن المدينة الفاضلة ورأى لزوم الابتعاد عن الصراعات الجانبية التي ستجعل من الدولة والأمة هدفا او أهداف سهلة للقوى المتربصة الرافضة والمقاومة لكل تغيير وإرادة انعتاقية .
هكذا نطق ابن رشد الفتى الثوري الناضج الغائب عنا بحكم عجلة التاريخ لكنه حاضر معنا احضر تاريخيا ليعبر عن موقفه ووقوفه إجلالا وتقديرا لثورات العرب المبينة التي أسقطت أنظمة الاستبداد والتعنت والتخلف ،صامدا منتشيا فرحا مسرورا وهو يرى كيف نطق أخيرا لسان العرب : نريد الحرية نريد عدالة 




 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !