الفارق السياسي بين حكومة روحاني التي تقود المفاوضات النووية في فيينا للتوصل الى اتفاق شامل حول البرنامج النووي الإيراني من جهة وبين الخصوم السياسيين لروحاني الذين يعارضون بشدة أي اتفاق بين طهران و المجموعة الدولية وعلى رأس هؤلاء المعارضين الحرس الحرس الثوري الذي يقود حرباً نفسية لإعاقة مثل هذا الإتفاق من جهة أخرى شاسع جداً.
يتبيّن ذلك الخلاف جلياً خلال النظر الى مواقف الطرفين ففي الوقت الذي يجري الطرف الإيراني المتمثل بالحكومة المعتدلة مفاوضات حاسمة ، يجري الحرس الثوري مناورات بحرية يستفزّ بها الحكومة و الطرف الغربي وذلك باستخدام أهداف وهمية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي.
نقلت وكالات أنباء تابعة للحرس الثوري نبأ تلك المناورات البحرية التي أصابت الأهداف الوهمية التابعة لقوات التحالف الدولي في المنطقة. لكن البعض يعتقد بأنّ مثل هذه المناورات لا تمثّل شيئاً على أرض الواقع إذا أخذنا بعين الإعتبار الفرق الشاسع بين القوات البحرية الإيرانية ونظرياتها الغربية فلن تتمكن إيران من توجيه ضربة لتلك القوات إلا في عالم الماكيت.
لكنّ للحرس الثوري رأي آخر، حيث أكد قائد في الحرس الثوري أنّ الحرس يمتلك أكثر الأسلحة تطوراً في المنطقة تمكّنه من توجيه ضربة للقوات الأجنبية هناك. في المقابل يعتقد البعض من المحللين بأنّ مثل هذه المناورات تمثل استعداداً من قبل المتطرفين الإيرانيين لمواجهة الظروف التي ستعقب أي فشل في المفاوضات الجارية في فيينا.
اجراء مناورات استفزازية من قبل الحرس الثوري في الوقت الذي تبذل حكومة روحاني جميع جهودها لإنجاح المفاوضات النووية تشير الى عمق الخلاف بين الطرفين في مجمل القضايا الداخلية والخارجية وذلك إن دلّ على شئ فهو خير دليل على التوتر في التوجه السياسي بين حكومة روحاني و الحرس الثوري في عدة قضايا منها الملف النووي.
التعليقات (0)