مواضيع اليوم

الفارس المارد - حكمة قصيرة

سـامي جلال

2009-10-27 21:58:31

0

احلام صغيرة بريئة نمت و ترعرعت معها .. حين شبت اصبحت في كفاحها عثرات كآفة النبات , تأكل من جسدها كما يفقد الشجر من جدرانه , كثمرة نضجت و لم تأسر نظر ناظرها, فبدأت تذبل و لم تعد شرايين الأغصان ترضعها , كانت تحلم انت تكون كما هي ان تكون , ان تحكم كالأميرات , ترقص كغيرها من الأستقراطيات, و تنفث دخان غليون النسائي من بين انامل تغطيها كفوف براقة ببيضاء,, يتزين عقد الؤلؤ الأبيض جيدها المنحوت من المرمر , ان يغري مَيّلان ضربات قدميها على الأرض اسماع سامعيها فتلاحقها نظراتهم الجائعة لتلتهم عيونهم من جمالها نظرة اعجاب,, على غفلة من احلامها خطفها القدر على حصان الفارس المارد , كانت له احلام اخرى , ان يحبسها في قصر ابوابه لا تفتح إلا في المناسبات الخاصة جدا , يبقيها في اعلى ابراج حصن القلعة, كأميرة الجدائل التي لم تتمكن الشمس من أن تلامس جِلدّة جسدها, فكانت تدلي بجدائلها عبر نافذة الحصن ليتنسم الهواء النقي و يتمتع شعرها بنور الشمس و ذات يوم رأى الفارس المارد جدائلها تتهادى من نافذة برج القلعة, فأزتفزت كبرياءه و شاط غضبا فشهر سيفه و هرع راكضا كما ان يكون في ساحة الوغى و سيفه يرقص بين يديه على انغام ايقاع قدمية على العتبة تلو الأخرى حتى رفس باب البرج و دون ان يتفوه بكلمة,, طارت يديه في حركة حربية و دون ان ينظر إليها, ضرب على جديلتها كي يفصلها عن باقي خصلات شعرها كما يفصل الجلاد رأس فريسته عن جسدها , لكنه حين ارد اعادة السيف لغمده , لمس قطرات دم تتناقط من حد سيفه و حين استدار نحوها لم يجدها, إلا جسد ساكن يعوم ببركة دم لا تملك الراس ,, فتجمدت يداه,, تسمرت قدماه ,نشف الدم بعروقه و انحبست انفاسه و عيناه تبحث عن دميته التي حلم ان يمتلكها لنفسه , فهوى على الأرض باكيا و باكيا و باكيا,, حتى غزا الظلام عينيه ليعيش بقية عمره, دون ان يرى النور, حتى شاخ من الألم ليلفض انفاسه الأخيرة.......




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات