مواضيع اليوم

الفاتيكان ولعنة محمد.صلّى الله عليه و سلّم ....

ليلى عامر

2010-09-16 16:18:31

0

 


أشاد الكثير من المفكرين والعلماء في الغرب بشخص النبي الكريم وحلموا أن تكون دراساتهم وكتاباتهم حول سيرته بمثابة تحريض جميل على التحاور والتسامح بين الأديان. ولكن الحلم تحول إلى سراب نتيجة البخور الصاعد من مجمرة الفاتيكان، عندما أقدم البابا على مسلك غريب أراده أن يكون احتفالا طقسيا بالاعتداء على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)!؟
تجرأ البابا عندما حول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى سياف، وهذا كي يكسب ود اليهود الذين ابتزوه لأنه كان منخرطا في الجيش النازي إبان الحرب العالمية الثانية من جهة؛ وكما أنه أراد أن يبعد أنظار العالم المسيحي عن الفضائح الجنسية التي تستر عليها قبل توليه لمنصب البابوية بسنوات. لكن عادت الفضائح الجنسية والاعتداءات المستمرة على الأطفال تطفو لتقض مضجع البابا، فاختار السكوت والتهرب من مواجهة الناس لأنه أصبح يمثل كنيسة أشبه ببيت فاحشة أقيم لاستغلال الأطفال جنسيا.

وما جعل البابا في مأزق أكبر هو أنه تستر عن الفضائح الجنسية قبل توليه لمنصبه بسنوات عديدة وهذا حين كان "كردينال".. فها هو مقال نشر في المجلة الفرنسية "Le nouvel Observateur" وعنوان المقال "Eglise cherche salut" كنيسة تبحث عن الخلاص حيث ورد في المقال ما يلي: "تستر بابا الفاتيكان بندكتوس السادس عشر على جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال أيام كان كاردينال؛ ولما تعرضت الكنيسة الكاثولكية للضغط من طرف جمعية تدافع عن ضحايا الاعتداء الجنسي اضطر إلى طلب تقرير حول الموضوع من طرف اللاهوتي طوماس دويل. وبالفعل قام هذا الأخير بالمهمة وقدم تقريرا وافيا ووضعه على مكتب جوزيف راتزنغر الذي هو البابا الحالي للفاتيكان، وذلك عام 1985 وحمل التقرير حقائق مرعبة حول الاعتداءات الجنسية، إذ وجد أن 3000 قس متورطون في جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال "La pédophilie" وأكثر من 100000 ضحية"!
ولكن البابا الذي أراد أن يخدع العالم بأثوابه المزركشة اعتمد وأعيانه سياسة لخصها المقال كالتالي:
"On exile les fautifs.On achète le silence des victimes!"
بمعنى: "نقوم بنفي المذنبين ونشتري صمت الضحايا!".

خطط بابا الفاتيكان لشراء صمت الضحايا. ولكشف ملابسات الأمر أجرت ذات المجلة حوارا مع فريديريك لونوار مدير صحيفة "Monde des religions" وطرحت عليه سؤالا حول ما إذا كان البابا ضحية قد استهدف من طرف البعض. فأجاب فريديك لونوار قائلا: "إنه من الصعب الاعتقاد بأن البابا لم يكن يعلم بما كان يحدث. لقد ورد في تقارير نيويورك تايمز بأن راتسنغر، أي البابا الحالي، لم يقم بالرد على مكالمات أسقف أمريكي طلب منه عام 1990 عزل قس اعتدى جنسيا على 200 طفل يعانون من عاهة الصمم والبكم؟!"
اشترى البابا صمت الضحايا واشترى الصمت لنفسه أيضا، فلم يعد متحمسا للظهور نتيجة العار الذي لحق به وبكنيسته. أصبح لسانه يتلعثم ويتهرب من الأضواء لأنه أصبح في نظر الكثيرين لا يمثل سوى منصب تولاه على حشد من الشواذ أعادوا إلى الذاكرة الجماعية للناس أيام كان رجال الدين يعتدون جنسيا على الصغار وبعدها يدفنون جثثهم في أقبية الكنائس. لقد أصبحت الكنيسة الكاثولوكية من جديد في مواجهة الإصلاح الديني الذي باشره مارتن لوثر الذي أصر على وجوب زواج رجال الدين، وذلك حين لخص أفكاره حول الموضوع بعبارة مشهورة: إن الذي يدعي بأنه يمكنه الاستغناء بشكل نهائي عن ممارسة الجنس كمن يدعي بأن النار لا تحرق والماء لا يبلل". وقف مارتن لوثر ضد أطروحات الكاثوليك المدافعة عن عزوبية رجال الدين.. لكن الكنيسة الكاثوليكية رفضت الإصلاح اللوثري جملة و تفصيلا.

أصبح السؤال حول عزوف رجال الدين الكاثوليك عن الزواج بحجة التعفف يطفو على واجهة القضية؛ وما يثير الاستغراب أن هؤلاء يعزفون عن الزواج بحجة أن الجنس وسيلة للإنجاب وفقط، بينما هم يمارسونه للوصول إلى متعة تختلط بالجريمة والمحرمات. قساوسة يتعففون ويتعالون عن الجنس تجنبا للإنجاب بينما لا يخجلون ويدّعون أن الله له ولد، وهذا الطرح يجعلهم يقدمون أنفسهم أنهم شخصيات كاملة بينما الله في نظرهم ناقص.. لأنه أنجب ابنا والإنجاب دليل على النقص.. بينما إذا احتكمنا إلى المنطق الذي يدعمه القرآن الكريم فالله كامل لم يلد ولم يولد. لقد آن الوقت إذن لتتخذ الفضائح أبعادا عميقة لأنها قبل كل شيء هي جرائم ضد الإنسانية وضد الطفولة، وجرائم تطرح أسئلة جوهرية وهي: ما دور منظمة اليونيسيف في هذه القضية؟!
كما تطرح سؤالا له صلة بالعدالة وهو: لماذا لا يعاقب القس الذي يرتكب جرائم ضد الأطفال مستغلا في ذلك عاهتهم الصحية كعدم القدرة على الكلام أو مستغلا خوفهم من التصريح لكونهم أيتاما في دير الكنائس لامأوى لهم؟
لماذا يتنصل من المسؤولية والعدالة هؤلاء الرهبان الذين من المفروض أن يعتبروا من مرتكبي الجرائم؟ لماذا لازالت الكنيسة بخزعبلاتها هي التي تطغى على القانون الجزائي.. فعوض أن يقدم الجاني إلى المحاكمة يقام بمنحه صك الغفران تحت مباركة الكنيسة؟

تلعثم لسان البابا إذًا وهو الذي كان فصيحا معطاءً في التعبير عندما تطاول على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)! تلعثم وأصبح يتساءل بأي وجه سيقابل الناس وجرائم وفضائح تلحق بأثوابه وتحرقه من أخمص قدميه وصولا إلى رأسه. إنها لعنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وإنها لدرس له ولأمثاله كي يتعلموا احترام الأنبياء، وأن يتأكدوا أن الإرادة الربانية لا تقبل أن يساء إلى الأنبياء.. فكيف يقدم على ذلك جيش من الشواذ الذين يدعون التعفف وهم يفرغون نزواتهم بطريقة حيوانية فظيعة على أجساد الأطفال الأبرياء؟!

تلعثم لسان البابا الذي لا يمكن أن يكون في نظر العدالة الحقيقية سوى مشترك في الجرائم نظرا للتستر عليها، وما أدرانا فقد يكون له الحظ الوافر في نيل رغبته من طرف الأبرياء. ولا يمكن أن يكون في نظر المدافعين عن القصر سوى مجرم في حق الطفولة. إنها لعنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لحقت به وجعلت منه مجرد محام للشواذ جنسيا ومتستر على من اعتدوا على البراءة. إنها لعنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصى بالأيتام خيرا بينما البابا المعتدي تستر على جرائم جنسية ضد الأيتام!
إنها لعنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصى بالأطفال خيرا حتى في حروبه ضد أعدائه، بينما بابا الفاتيكان أعلن حروبا على الأطفال باسم السلام وحب المسيح عليه السلام..!

 بقلم أ.جيجيكة إبراهيمي
جامعة بوزريعة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات